صوت الائتلاف العراقي الموحد، وهو التحالف الشيعي الفائز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان العراقي، اليوم الأحد لصالح اختيار ابراهيم الجعفري رئيسا للحكومة العراقية الجديدة. وفاز الجعفري بترجيح صوت واحد، حيث صوت 64 عضوا له بينما صوت 63 عضوا لصالح عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهوية المؤقت. وكان من المتوقع أمس السبت خلال اجتماعه الذي ضم ممثلي الائتلاف، التصويت لصالح عبد المهدي لرئاسة الحكومة لكن لم يتم التوصل إلى إجماع حول ذلك وتم إرجاء التصويت إلى اليوم الأحد. يذكر أن الجعفري رئيس الوزراء المؤقت الحالي هو من حزب الدعوة الذي يعد مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أكبر الأحزاب في الاتئلاف الشيعي. وكانت قد سادت توقعات السبت بأن عبد المهدي هو الشخص المفضل للترشيح للمنصب وعبد المهدي وزير اقتصاد سابق ومسؤول بارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (وهو جماعة كانت من الجماعات المعارضة المنفية في إيران في عهد النظام العراقي السابق صدام حسين)، ويتزعمه عبد العزيز الحكيم. وجاء إرجاء التصويت في الاجتماع الذي عقد السبت في منزل عبد العزيز الحكيم لأن أعضاء مقربين من مقتدى الصدر أرادوا إجراء المزيد من النقاش حول المرشحين. ونقل عن مصادر شيعية أن مقتدى الصدر أراد من التأجيل الحصول على فرصة للتشاور مع حزب شيعي آخر هو حزب الفضيلة لكي يرى إن كان الطرفان يستطيعان دعم مرشح واحد معا. وحزب الفضيلة حزب مرشده الروحي هو والد مقتدى الصدر الراحل آية الله محمد صادق الصدر. ومن المقرر أن يجتمع البرلمان خلال أسبوعين بعد الإعلان الجمعة رسميا عن نتائج المصدق عليها للانتخابات التشريعية حيث ستكون أولى مهامه اختيار رئيس للمجلس. ومع تعيين الجعفري لرئاسة الحكومة ينفتح الطريق لتسريع تشكيل الحكومة العراقية بحلول الموعد المقرر لذلك في منتصف أيار/مايو المقبل. وحسب الدستور العراقي الجديد يختار رئيس الجمهورية مرشح الكتلة التي فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان لتشكيل الحكومة على أن يقدم رئيس الحكومة المعين لاحقا تشكيلة حكومته للبرلمان للمصادقة على تعيينها. ويتهم منتقدو الجعفري حكومته بالفشل في محاربة المسلحين. أما العراقيون العرب السنة فيتهمون وزارة الداخلية، التي يقولون إن المليشيات الشيعية تسيطر عليها، بالسماح لفرق خاصة بالإعدام والتعذيب بالعمل بحرية ودون محاسبة، وهو ما تنفيه حكومة الجعفري. وكان المرشحان الآخران لرئاسة الحكومة وهما "نديم الجابري" مرشج حزب "الفضيلة" و"حسين الشهرستاني" العالم النووي قد أعربا عن استعدادهما سابقا للانسحاب من المنافسة شريطة حصول كل منهما على منصب بارز مثل نائب رئيس الجمهورية. وفي اتجاه آخر نفى خليل الدليمي رئيس فريق المحامين عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ما تردد عن أن صدام سيبدأ اعتبارا من الغد الإثنين مع سبعة من أركان نظامه السابق المحتجزين معه والذين تجري محاكمتهم، إضرابا عن الطعام احتجاجا على عدم شرعية المحكمة التي تحاكمهم. وقال الدليمي "إنه تحقق من المصادر التي نقل عنها النبأ حول الإضراب عن الطعام وتبين أنها لا تتمتع بالمصداقية". وفي الوقت نفسه أكد الدليمي أن صدام والمتهمين السبعة الآخرين سوف يقاطعون المحكمة المقرر أن تستأنف جلساتها الإثنين في بغداد. وكان فريق الدفاع عن صدام قد انسحب من جلسة المحكمة التي عقدت في التاسع والعشرين من الشهر الماضي احتجاجا على ما قالوا إنه تحيز القاضي الجديد رؤوف عبد الرحمن ضد الرئيس العراقي السابق وطالبوا باستبداله. وبعدها انسحب صدام والمتهمون الآخرون، واستمرت المحكمة جلستين أخريين بغياب فريق الدفاع والمتهمين بعد أن عين القاضي فريق دفاع من قبل المحكمة قبل أن تؤجل إلى الإثنين. وعلى الصعيد الأمني قتل خمسة أشخاص وجرح نحو عشرين آخرين نتيجة عدد من التفجيرات والحوادث المتفرقة في بغداد وكركوك الأحد. فقد قتل شرطيان وامرأة وأصيب أربعة من أفراد الشرطة العرقية الخاصة عندما فجر انتحاري كان يرتدي حزاما ناسفا نفسه أمام نقطة تفتيش في حي "البياعة" جنوبي بغداد. كما قتل شخصان بينهما طفلة عمرها عام ونصف لدى انفجار عبوة ناسفة على طريق شمالي العاصمة العراقية. وفي بغداد انفجرت قنبلة قرب مطعم مما أدى إلى إصابة اثني عشر شخصا بجروح. وفي كركوك أصيب سبعة من رجال الأمن بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين لدى مرور دوريتين على أحد الطرق. وفي محافظة بابل جنوبي العراق عثرت الشرطة على ثلاث جثث مجهولة الهوية وقد عصبت أعين أصحابها واخترقتها طلقات الرصاص. محام صدام يتراجع عن تصريحاته بشأن إضراب موكله عن الطعام واجهت محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين حالة ارتباك جديدة يوم الاحد عندما اعلن رئيس فريق الدفاع ان صدام ينوي الاضراب عن الطعام ثم ما لبث ان تراجع عن تصريحه بعد دقائق. وقال خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع ونائبه خميس العبيدي ان صدام والمتهمين السبعة الاخرين سيبدأون اضرابا عن الطعام عندما تستأنف محاكمتهم غدا الاثنين احتجاجا على شرعية المحكمة المدعومة من الولاياتالمتحدة التي تحاكمهم، لكن الدليمي اقر عقب ذلك بان معلوماته خاطئة. وقال انهم تحروا الامر الان ويبدو من المؤكد تقريبا ان الرئيس لم يعد ينوي الاضراب عن الطعام على الاقل غدا مثلما كا فريق الدفاع يعتقد من قبل رغم ان بعض المتهمين معه قد يضربون عن الطعام. وأضاف ان فكرة الاضراب عن الطعام نوقشت ولكن المعلومات المؤكدة الان انه لن يكون الاثنين.