اعتبر محللون عسكريون أن التغييرات التي أجراها النظام السعودي في جهازه العسكري والمدني وتضمنت الإطاحة بقادة كبار في الجيش وفي مقدمتهم رئيس هيئة الأركان جاءت انعكاسا للإخفاقات المتتالية لجيش العدو السعودي في عدوانه على اليمن وعجزه عن تحقيق أي نصر استراتيجي من خلال عدوان همجي يقترب من نهاية عامه الثالث, وتوقعوا أن لا يقف موضوع التغييرات عند هذا الحد بل قد تتسع دائرة التغييرات مستقبلا إذا ما استمر الفشل ملازما للعدوان وخلفائه في الميدان, فيما تذهب بعض التحليلات إلى أن جزءا من مبعث هذه التغييرات ناتج عن هواجس من احتمالات قيام تكتلات معارضة داخل النظام نفسه لإسقاطه. وذكرت صحيفة ( رأي اليوم ) التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي الكبير عبدالباري عطوان في افتتاحيتها اليوم أن مصدرا غربيا زارَ السعوديّة في الأشهر القَليلة الماضية، والْتقى محمد بن سلمان وليّ العَهد السعودي، في جَلسةٍ خاصّة, موضحة ( أن بن سلمان كانَ في قِمّة الغَضب من أداءِ القوّات المُسلّحة السعوديّة في حَرب اليَمن، لدرجةِ أنّه قال " إن من أهم إنجازات هذه الحَرب أنّها كشفت لنا أنه لا يُوجد لدينا جيش يَرتقي إلى مُستوى طُموحات المملكة وخُططها المُستقبليّة في التحوّل إلى قوّةٍ عَسكريّةٍ إقليميّةٍ عُظمى تُواجِه التحدّيات الخَطيرة التي تُواجهها). ورأت الصحيفة انه كان لافِتًا في هذهِ المَراسيم، عزل رئيس هيئة الأركان الفريق الأوّل الركن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله البنيان، وتعيين نائبه الفريق الركن فياض بن حامد بن رقاد الرويلي بعد ترقيته، وكذلك إنهاء خَدمات قائد قوّات الدِّفاع الجوي، الفريق ركن محمد بن عوض بن منصور بن سحيم، وقائِد القوّات البريّة الفريق ركن الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود رغم أن الأخير عُيّن في هذا المَنصب قبل عام تقريبًا، ممّا يعني أن الثلاثة يتحمّلون مَسؤوليّة الإخفاقات في مَيادين الحَرب في اليَمن، وجرى تقديمهم ككبش فِداء”. وأضافت " السُّؤال الذي يَطرح نفسه بقُوّة هو عمّا إذا كانت هذه التّغييرات سَتُحدِث تحوّلاً في مَيادين القِتال في اليمن، وخاصَّة على جَبهة الحُدود السعوديّة اليمنيّة المُلتَهبة، لافتة إلى أن تقارير قادِمة مِنها تؤكد أن القوات اليمنية حقّقت تقدّمًا مَلموسًا فيها رغم ضَعف قُدراتِها التسليحيّة" ؟ كما تساءلت الصحيفة : هل سَتُخفّف التغييرات من حدّة الانتقادات الدوليّة لحَجم الخسائِر البشريّة والماديّة، من جرّاء القَصف الجويّ والحِصار الخانِق وما تُسبّبه من مُعاناةٍ وفَقر وجُوع لأكثر من 23 مِليون يمني؟ واعتبر تقرير في موقع " الجزيرة نت " أنه رغم أن هذه التعديلات جاءت "مرسلة" دون توضيح أسبابها وخلفياتها فإن قراءة السياقات السياسية والعسكرية والأمنية ربما تعين على كشف جزء من مستورها، وتوضح بعضا من مكنونها. وأضاف " لا يستبعد بعض المراقبين أن تكون لهذه التغييرات العسكرية علاقة بالأوضاع في اليمن بعد سنوات من التعثر والارتباك وعدم القدرة على الحسم، سواء في ظل عاصفة الحزم أو تحت يافطة "إعادة الأمل". مشيرا إلى أن " هذه الحرب المستعرة وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية باتت كابوسا يطارد المسؤولين السعوديين في أروقة الهيئات الأممية والمحافل الدولية". وتابع " وبالنظر إلى أن هذه التعديلات جاءت عشية زيارة ينوي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القيام بها إلى بريطانيا وفرنسا وأميركا، وهي أول زيارة خارجية له منذ توليه منصب ولي العهد فلا يستبعد أن تكون التعديلات جاءت خطوة استباقية ضمن الترتيبات التي يقوم القصر الملكي السعودي في وجه زيارة تزداد الخشية داخل الأروقة السعودية من تعرضه فيها لضغوط ومساءلات وربما احتجاجات ومظاهرات على خلفية حرب اليمن وما تركته من مآس إنسانية وجروح غائرة في الضمير العالمي. وكان الديوان الملكي السعودي أصدر أوامر ملكية مساء أمس الاثنين أطاحت بقيادات عسكرية ومدنية كبيرة وأمراء مناطق في السعودية.حيث صدر أمر ملكي بإنهاء خدمات الفريق الركن محمد بن عوض سحيم قائد قوات الدفاع الجوي وإحالته للتقاعد وصدر أمر بإنهاء خدمات الفريق الأول الركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان وإحالته للتقاعد وتم إعفاء الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد القوات البرية من منصبه وعين قائدا للقوات المشتركة برتبة فريق ركن , وصدر قرار بإعفاء أمير منطقة الجوف من منصبه وتعيين الأمير بدر بن سلطان مكانه, كما صدر أمر ملكي بتعيين الأمير تركي بن طلال نائبا لأمير منطقة عسير. وتضمنت الأوامر الملكية ترقية الفريق الركن فياض بن حامد الرويلي إلى رتبة فريق أول ركن وعين رئيسا لهيئة الأركان العامة, وتمت الموافقة على ما أسميت ب" وثيقة تطوير وزارة الدفاع " المشتملة على رؤية وإستراتيجية برنامج تطوير الوزارة والتي تشتمل على النموذج التشغيلي المستهدف للتطوير والهيكل التنظيمي والحوكمة ومتطلبات الموارد البشرية التي أعدت على ضوء استراتيجية الدفاع الوطني. وشملت الأوامر تعيين الدكتور خالد بن حسين بياري مساعدا لوزير الدفاع للشؤون التنفيذية بالمرتبة الممتازة. وتعيين عبد الرحمن بن صالح البنيان مستشارا بالديوان الملكي برتبة فريق أول ركن. أيضاً، شملت ترقية اللواء الطيار الركن تركي بن بندر بن عبد العزيز إلى رتبة فريق ركن ويعين قائدا للقوات الجوية، وترقية اللواء الركن مزيد بن سليمان العمرو إلى رتبة فريق ركن ويعين قائدا لقوات الدفاع الجوية، وترقية اللواء الركن فهد بن عبد الله المطير إلى رتبة فريق ركن ويعين قائدا للقوات البرية. وتمت، وفق الأوامر، ترقية اللواء ركن جار الله بن محمد العلويي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائدا لقوة الصواريخ الإستراتيجية. وتمت ترقية اللواء ركن مطلق بن سالم الأزيمع لرتبة فريق ركن وعين نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة. وفي وزارة الخارجية السعودية تم تعيين أحمد قطان وزير دولة للشؤون الأفريقية.