ﻻ شيء أجمل من أن يكون لﻺنسان هدف وأن يكون له غايةً وحلما أكبر من أن يحتويه المكان أو تعيقه الظروف، حلم يجتهد ويثابر من أجل تحقيقه واقتطاف نجومه حتى وإن كانت في سماوات المستحيل .. ليس أجمل من أن يكون لﻺنسان حلم وهدف وغاية وإحساس بأنه فرد من مجتمع تتوزع المسئولية في النهوض به على الجميع ويؤمن بأنه من خﻼل نجاحاته يصنع النجاح لوطنه ومجتمعه ويتحول إلى مشعل ينير الطريق لمن سواه من الحالمين الذين سينظرون إليه كمثل ويعتبرونه نبراسا وقدوه , ومن نجاحاته يستمدون اﻻصرار وروح المثابرة واﻻجتهاد .. أميرة العقيق اليماني صفاء عبده الفقيه فتاة يمنية امتلكت من اﻻرادة ما يكفي ﻷن تكون أول حرفية في اليمن بل وأول فتاة لم يغرها بريق المجوهرات بقدر ما أغرتها الصخور التي تحولها ' بيدين رقيقتين , من أحجار صماء جامدة ومعتمة إلى مجوهرات تنطق بالسحر والجمال واﻹبداع . صفاء الفقيه ليست أول فتاة حرفية في اليمن تعمل في مجال قطع وصقل وتركين وتلميع اﻻحجار الكريمة فقط بل تعتبر أول فتاة في الجزيرة العربية خالفت بنات جنسها فلم تهتم بجمع وامتﻼك المجوهرات واتجهت لصنع المجوهرات واستطاعت بلمساتها اﻷنيقة أن تمنح الصخور المعتمة والميتة بهاءً وروعةً وتﻸﻷ وجماﻻ وحياة . التحقت صفاء بأول دورة تدريبية في مجال قطع وصقل وتركين وتلميع اﻻحجار الكريمة وشبه الكريمة والتي اقيمت في اﻻدارة العامة للحرف والمشغوﻻت اليدوية ( دار الحمد ) وتمكنت من اجتياز الدورة بامتياز واﻻلمام بكل ما تقتضيه أقدم مهنة عرفها اليمنيين من أسرار واستطاعت من خﻼل تلك الدورة صقل مهاراتها وترجمة حلمها المرتبط بالتراث اليمني اﻷصيل . مثلت الدورة التدريبية خطوة صفاء اﻷولى نحو ترجمة أهدافها ومشاريعها في الحياة وقوبل تفوقها بتحقيق حلمها ودخولها عالم العقيق من أوسع أبوابه واﻻمتزاج به ومعايشته حد التماهي إذح تم التعاقد معها لتصبح أول مدربة في مجال قطع وصقل وتركين وتلميع اﻻحجار الكريمة لدى المركز الوطني للحرف والمشغوﻻت اليدوية في سمسرة النحاس بصنعاء القديمة . من هنا تبدأ حكايتي مع العقيق تقول صفاء : اهتم باﻷحجار الكريمة واحب معرفه الكثير عنها في المجال النظري والعملي وارتباطي بها أصبح وثيقا ودائما . وعن عﻼقتها وشغفها بهذه المهنة تقول : حكايتي مع اﻻحجار الكريمة والعقيق اليماني تبدأ بالتعرف عليها داخل المعمل وهي ما تزال في شكلها الطبيعي “ حجر خام ” وسرعان ما ارتبط بها وأبدأ بتدوين حكايتي معها إبتداءً بالتعرف عليها وانتهاء بتشكيلها وتحويلها إلى فص للزينة جاهز لتثبيته في الخاتم . أحﻼم صفاء وأهدافها في الحياة وحرصها على تطوير مهاراتها والحصول على المزيد من التأهيل والتوسع في هذا المجال لم تتوقف عند هذا الحد ولم تكتفي بما حققته من نجاحات ف ” أميرة العقيق ” طالبة في جامعة صنعاء بكلية اﻵداب قسم اﻻثار، وتأمل ان تصبح في المستقبل من سيدات اﻻعمال في هذا المجال . خاتم عقيق .. من أعمالها وحول تطوير هذه الحرفة تقول : أهدافي المستقبلية تتجه نحو تطوير هذه الحرفة والمحافظة على ترا ث اﻻباء واﻷجداد وسأعمل وأبذل كل ما في وسعي لتعليم هذه الحرفة ونقلها لﻸجيال القادمة وأتوجه بدعوة الشباب “ ذكور واناث ” لﻼلتحاق بالدورات التي تقام في هذا المجال واﻻسهام بفاعلية في الحفاظ على تراثنا وهويتنا اليمنية وحمايتها من اﻻندثار، واتواجه من خﻼلكم بالشكر والعرفان لكل من وقف ويقف إلى جانبي في مجال عملي ويحرص تطويري في هده الحرفة ولكل من يساندوني في دراستي وعملي