طالبت الجمهورية اليمنية منظمة اليونسكو إيجاد آلية جديدة تعمل على ازدهار حرية التعبير وتُحتَرم القيم الإنسانية السمحاء .. ودعت اليمن في كلمتها امام الدورة ال 174 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو التي القاها الدكتور حسين عبد الله العمري عضو مجلس الشورى،عضو المجلس التنفيذي لليونسكو اليوم الى صياغة مبادرة لوثيقة تدرس الأضرار القائمة والمحتملة من جرّاء إساءة استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا الجديدة..مستشهداً بما اقدمت عليه بعض الصحف الدنماركية من نشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله علية وسلم.. وجدد العمري موقف اليمن المعبر عن استيائها الشديد من تلك الرسوم التي تنم عن نَفَسٍ عنصري وتدعو إلى كراهية الأديان والرموز الدينية، وكنتيجة طبيعية تؤدي إلى كراهية الآخر . وفيما يلي تنشر "26سبتمبرنت" نص الكلمة: السيد رئيس المجلس التنفيذي السيد المدير العام أصحاب السعادة أعضاء المجلس السيدات والسادة. أود في البداية أن أتقدم بالشكر إلى السيد زانج إكسينشينج رئيس المجلس التنفيذي وإلى السيد كوتشيرو ماتسورا مدير عام منظمة اليونسكو وإلى الأمانة العامة على الجهد الكبير الذي بذل للإعداد لهذه الدورة التي تأتي في ظل التغيرات والتطورات التي يشهده العالم اليوم. السيد الرئيس، لا شك أن العالم يعيش وضعاً دولياً صعباً وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط التي لا يمر يوم إلا وتشهد عشرات القتلى والجرحى بسبب الاحتلال والعنف والإرهاب. مما سبب تراجعاً كبيراً في إعمال مبادئ ناضلت من أجلها الإنسانية طويلا كاحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتراجعت القيم الأخلاقية المشتركة لتحل محلها قوى العنف والبطش والانتقام، وهذا وضع يهدد قيم التسامح والتعايش وينذر بموجة جديدة من انتهاك القوانين الدولية. وإن هذا الوضع يستدعي من منظمتنا بذل المزيد من الجهود من أجل إحلال السلام والعدل وأن يعم الاستقرار في المنطقة والعالم معا، ما من شأنه تعزيز التعاون والحوار بين الشعوب بمختلف مشاربها وحضاراتها وثقافاتها وعقائدها الدينية. السيد الرئيس، لقد سبق وأن أشرنا في كلمتنا في الدورة 170 عام 2004 إلى تعاظم دور الخبر المقترن بالصورة حقيقية كانت أو مزيفة في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وعلى شبكة الانترنت وما تحمله أحيانا من إساءة إلى القيم والإنسانية. ونذكِّر هنا بأننا قد دعونا اليونسكو إلى الاضطلاع بدور أساسي في التفكير بإيجاد آلية جديدة تزدهر فيها حرية التعبير وتُحتَرم في الوقت نفسه القيم الإنسانية السمحاء، وقد دعونا السيد المدير العام إلى تكليف قطاع الاتصال بالتعاون مع القطاعات الأخرى ومنها قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بالتفكير في صياغة مبادرة لوثيقة تدرس الأضرار القائمة والمحتملة من جرّاء إساءة استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا الجديدة. وها هي وسائل الإعلام اليوم تواصل الاتجاه نفسه بنشرها مؤخراً الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي الكريم محمد (ص). وفي هذا المقام، اسمحوا لي أن أجدد موقف الجمهورية اليمنية من قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص). إذ نعبر عن استيائنا من تلك الرسوم التي تنم عن نَفَسٍ عنصري وتدعو إلى كراهية الأديان والرموز الدينية، وكنتيجة طبيعية كراهية الآخر من ناحية والتطرف الإعلامي من ناحية أخرى. وقد سبق لنا، بالنيابة عن مجموعة منظمة المؤتمر الإسلامي لدى اليونسكو أن عبرنا من خلال مداخلة إلى المجلس التنفيذي في اجتماعه الإعلامي عن خطورة هذا الانحراف الإعلامي الذي يبث مشاعر الكراهية والحقد بين الشعوب، ودعونا منظمتنا العتيدة اليونسكو أن تتخذ موقفاً حازماً من هذه القضية التي تهدد ما بنته المنظمة نفسها من أطر للحوار بين الثقافات والحضارات خلال العقود الماضية. وإذ نؤكد هنا على حرية التعبير كمبدأ وحق إنساني، فإننا ندعو في الوقت نفسه إلى احترام الآخر ورموزه الدينية والثقافية مما يكفل نشر روح التسامح والاحترام، كما ندعو اليونسكو إلى إشراك وسائل الإعلام في حوار الحضارات بحيث لا يبقى هذا الحوار محصوراً على فئة من النخبة المثقفة وإنما يمتد إلى قنوات الاتصال والتواصل وإلى فئات الشباب في المجتمع وصفوف الدراسة. السيد الرئيس أما فيما يخص برنامج اليونسكو لدعم اللامركزية سبق لنا وأن دعونا في الدورة 172 للمجلس التنفيذي إلى القيام بدراسة المراحل المنجزة في طريق اللامركزية بحيث يقع استنتاج الجوانب الإيجابية لهذه السياسة ومحاولة تفادي العيوب التي تقع بها بعض الجهات المنفذة لها. ونحن ندعو في هذا الصدد إلى وقفة متأنية وتقيم المراحل المنجزة من برنامج اللامركزية على أن يكون هذا البرنامج مصحوباً بآلية الشفافية والمساءلة وأن يكون للوفود المعتمدة لدى اليونسكو معلومات مفصلة، كل فيما يخص بلده، مصدرها المكاتب الميدانية والسكرتارية المركزية اليونسكو. وفيما يتعلق بالبرنامج والميزانية، فقد سبق وان عبرت بلادي عن دعمها لمشروع البرنامج والميزانية المقدم من قبل المدير العام والذي أقره المؤتمر العام في دورته 33، لكي تتمكن اليونسكو من تحقيق برامجها في البلدان النامية وعلى وجه الخصوص برنامج التعليم للجميع وبالذات في البلدان الأقل نمواً. فاليمن ترحب بالتقرير المشترك للمدير العام عن تنفيذ البرنامج والميزانية والنتائج المحرزة في فترة العامين السابقين. كما ترحب بالجدول الزمني لإعداد مشروع الإستراتيجية المتوسطة الأجل للفترة 2008-2013 وكذلك مشروع البرنامج والميزانية للعامين القادمين. السيد الرئيس السيدات والسادة، لم يمنع الاحتلال والظلم الشعب الفلسطيني من ممارسة الديمقراطية على أكمل صوره وذلك بإرساء أهم قواعد الديمقراطية وأثبت للعالم بأن هذا الشعب يتوق إلى حياة كريمة على أرضه. وبالرغم مما يعانيه هذا الشعب من احتلال وقتل وهدم للمنازل وتشريد أهلها إلا أن ذلك لن يثنيه في ممارسة حقه الديمقراطي في سبيل بناء دولة ديمقراطية حديثة، لكن هذه الدولة الحديثة تحتاج إلى مساندة من المجتمع الدولي وفي مقدمته منظمة اليونسكو والتي ندعوها إلى مواصلة دعمها للشعب الفلسطيني، والقيام بدور أكثر فاعلية لوقف النزاع في تلك المنطقة ليحل الأمن والسلام العادلين. كما أننا ندعو المدير العام إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ تطبيق الفقرة 14 من القرار 32/54 والمتعلقة بالمؤسسات التعليمية والثقافية في الجولان السوري المحتل والحفاظ على النسيج البشري والاجتماعي والثقافي في تلك الأراضي العربية المحتلة. السيد الرئيس السيدات والسادة، نود أن نلفت عنايتكم إلى مشكلة الجفاف الذي يجتاح الصومال وجيبوتي ومنطقة القرن الأفريقي عامة والذي يذهب ضحيته الكثير من سكان المنطقة وبالأخص الأطفال. ولذا، فإننا ندعو اليونسكو أن تكون السباقة في القيام بمساعدات عاجلة لسكان تلك المنطقة المنكوبة للحيلولة دون المزيد من تدهور الأوضاع هناك بسبب الجفاف والأوضاع السياسية أيضا والتي تبذل اليمن الكثير من أجل استقرارها. السيد الرئيس، وفي الختام، أكرر لكم الشكر وللسيد رئيس المؤتمر العام والسيد المدير العام والأمانة العامة وكل من شارك في إنجاح أعمال هذه الدورة، متمنيا للجميع النجاح في سبيل تحقيق الأهداف السامية لمنظمتنا.
