دعت اليمن إلى توسيع مشاركات لدول الأعضاء بمنظمة اليونسكو في عملية الإصلاح لعمل منظمة اليونسكو, وطالبت اليمن اليونسكو أن يكون لها مواقف واضحة من القضايا التي يتداخل فيها الشأن السياسي مع كل من الشأن الثقافي والتربوي والعلمي والإعلامي. كما تقدمت اليمن بمقترح لتعديل فترة الإستراتيجية المتوسطة الأجل الخاصة بمنظمة اليونسكو إلى أربعة أعوام عوضا عن ستة أعوام لتنسجم مع مدّة ولاية مدير عام اليونسكو المعدلة إلى أربع سنوات أيضا, وإيجاد إستراتيجيتين متوسطتي الأجل تواكبان برنامج التعليم للجميع وأهداف الألفية خلال الفترة المتبقية إلى 2015 م . وقال الدكتور حسين عبد الله العمري عضو مجلس الشورى، عضو المجلس التنفيذي لليونسكو في كلمة اليمن التي القاها امام اجتماع الدورة ال 176 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في باريس إن تجربة اصلاح المنظمة السابقة أظهرت التعثر العملي لبعض مراحل الإصلاح وذلك بسبب غياب التشاور الواسع والمسبق لأي إجراء قد تكون نوايا القيام به جيّدة لكن تأتي النتائج مخيّبة للآمال. من هذا المنطلق فإننا ندعو إلى توسيع المشاركات للدول الأعضاء في عملية الإصلاح تصوّرا ومسارا وتقييما. مشيرا إلى ان اليمن سبق أن تحدثت عن سياسة الإصلاح وبالأخص اللامركزية وأبدت تحفظها على بعض وجوه هذه السياسة حيث أن التواصل مع مكاتب اليونسكو الإقليمية أصعب كثيرا من التواصل مع المركز الرئيسي للمنظمة وفاعلية العمل في هذه المكاتب أقل بكثير عنه في المركز بل إن بعض المكاتب (مكتب بيروت مثلا) لا تعمل كمكاتب جامعة وهي أقرب إلى المكاتب الوطنية وربما دون ذلك، وندعو المدير العام بهذه المناسبة أن يحث هذه المكاتب على رسم سياسة تواصل واضحة ومحددة مع البلدان المعنية بما يحقق المصلحة المشتركة. و فيما يخص الإستراتيجية المتوسطة الأجل , قال العمري ان موقف اليمن من تعديل الاستراتيجية ينبع من حرصها أن تأتي هذه الإستراتيجية أوّلا واضحة وثانيا مختصرة بما يسهّل فهمها وتصور آليات تطبيقها, مؤكدا ان المشروع بحاجة إلى بعض التهذيب والتشذيب ممّا يجعله قريبا على فهم المعنيين بعمل اليونسكو وأن تترك التفاصيل لوثيقة البرنامج والميزانية. وقال ان اليمن تدعو إلى اختصار الأهداف الإستراتيجية عددا وصياغة، والتوصل إلى إستراتيجية مرنة من حيث محدداتها الزمنية وفحواها وآليات تنفيذها وأن تراعي التغييرات التي تجري في الأممالمتحدة وفي نطاق اليونسكو نفسها. مشددا على ضرورة ان تعمل اليونسكو ضمن اختصاصها الرامي إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين كما جاء في ميثاقها التأسيسي ومن هذا المنطلق يجب أن تكون اليونسكو سباقة في مبادراتها لاجتناب كل ما يعكّر الأمن والسلم في أي مكان في العالم. مجددا تمسك اليمن بأهميّة أن يكون لهذه المنظمة مواقف واضحة من القضايا التي يتداخل فيها الشأن السياسي مع كل من الشأن الثقافي والتربوي والعلمي والإعلامي. وأضاف انه لا يصحّ أن تتخاذل المنظمة باسم شكل من أشكال السياسة عن التصدّي للدفاع عن مهامها. فالسياسة شأن عام لا يمكن فصله عن بقية شئون الحياة ومن ضمنها اختصاصات اليونسكو حيث أن الذي نلاحظه هو دفع المنظمة باسم عدم التسييس إلى شكل من أشكال التسييس أكثر خطرا وأشد ضررا لها ولأعضائها. وهو سلوك موجّه ضد السلم والأمن في منطقة هي الأحوج إلى المعالجات في نطاق مهام اليونسكو التي "تَبني حصون السلام في عقول البشر". واشار الدكتور العمري إلى إن منطقة الشرق الأوسط تعيش لحظات صعبة من حيث المخاطر التي تهددها وتهدد معها السلام العالمي. فالأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السورية والعراق بحاجة إلى جهود اليونسكو في مجالات اختصاصها. وأمام اليونسكو ساحة واسعة تعمل فيها. فالتعليم العام، ومحو الأمية، والتعليم الفني والمهني، ونقل التكنولوجيا وتحديث منظومة التعليم كلها آفاق عمل كبيرة يمكن أن تسهم فيها اليونسكو بشكل واضح، وبنفس القدر فإن الثقافة التي تزخر بها المنطقة العربية بأشكالها المتنوعة هي ساحة أخرى يجب أن يطالها اهتمام المنظمة ويحميها من عبث الاحتلال وأي مخاطر تهددها. واشاد الدكتور حسين عبد الله العمري بالزيارة التي قام بها السيد مدير عام اليونسكو إلى اليمن في شهر ديسمبر الماضي , ما حظي به ملف التعليم من أولوية حيث تم التوقيع بين المنظمة واليمن على برنامج تأهيل المعلمين الذي نعلق عليه أهمية خاصة وندعو السيد المدير العام إلى سرعة اتخاذ خطوات تنفيذيه لوضع هذا البرنامج موضع التنفيذ.