اقترحت اليمن على منظمة اليونسكو القيام بدراسة المراحل المنجزة في طريق اللامركزية بحيث يقع استنتاج الجوانب الايجابية لهذه السياسة ومحاولة تفادي العيوب التي تقع بها بعض الجهات المنفذة لهذه السياسة , ودعت اليمن من خلال كلمتها التي ألقاها الدكتور حسين عبدالله العمري عضو مجلس الشورى عضو المجلس التنفيذي لليونسكو في الدورة ال172 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو صباح الثلاثاء ال21 من سبتمبر الجاري إلى وقفة متأنية وتقييم المراحل المنجزة من اللامركزية وأكدت الكلمة أن اليمن قد جعلت من قضية التعليم أولوية قصوى أكان ذلك على مستوى التعليم العام أو المهني أو العالي أو في مجال محو الأمية وأشار العمري إلى أن اليمن أنجزت إستراتيجية التعليم الأساسي وإستراتيجية محو الأمية وقال " نعمل حاليا على إنجاز إستراتيجية التعليم الثانوي والتعليم العالي. ونوه إلى أن هذه الإستراتيجيات تشكل أطرا تقنينية من شأنها أن ترسم قنوات واضحة لمسار الجهود الوطنية اليمنية، وتدفقات المساندة الدولية لبرنامج التعليم في اليمن، الذي حقق رغم الصعوبات الكبيرة نجاحًا يحمل على التفاؤل ويدعو إلى الدعم والمساندة. نص الكلمة : كلمة الجمهورية اليمنية في الدورة ال 172 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو ألقاها في باريس صباح يومنا 20/09/2005م معالي الدكتور حسين عبد الله العمري عضو مجلس الشورى، عضو المجلس التنفيذي لليونسكو كلمة الجمهورية اليمنية في الدورة ال 172 للمجلس التنفيذي السيد رئيس المجلس التنفيذي السيد رئيس المؤتمر العام السيد المدير العام أصحاب السعادة أعضاء المجلس الموقّر السيدات والسادة. أود في البداية أن أتقدم بشكري وتقديري إلى السيد رئيس المجلس التنفيذي سعادة السفير هانس هانريش فريدي وإلى السيد كوتشيرو ماتسورا مدير عام منظمة اليونسكو وإلى الأمانة العامة على الجهد الكبير الذي بذل في إعداد الوثائق وتوزيعها في الوقت المناسب. السيد الرئيس، السيدات والسادة، تصادف هذه الدورة احتفالات اليونسكو بالذكرى الستين لتأسيسها. وبهذه السانحة فإن اليمن تهنئ المنظمة آملين أن تكون نقطة انطلاق جديدة في التخطيط والعمل. ولقد شهدت اليونسكو هذا العام ميلاد مجموعة سفراء دول المؤتمر الإسلامي وإن بلادي التي تتشرف برئاسة هذه المجموعة، تهنئ اليونسكو ومجموعة سفراء دول المؤتمر الإسلامي الذين أنشئوا مجموعتهم في نطاق هذه المنظمة للتعاون والعمل معها، بما يُسهّل الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات على أسس من الاحترام المتبادل والفهم المشترك لقيم الأخوة الإنسانية. السيد الرئيس، سبق وأن عبرت بلادي في المجلس التنفيذي في دورته 171 عن مساندتها ودعمها لبرنامج اليونسكو لصياغة إستراتيجية للتعليم للجميع للفترة من 2005 حتّى 2015 والذي يعزز دورها على الصعيد الدولي كوكالة رائدة ومتخصصة في هذا المجال. وفي هذا الصدد فإن بلدي قد جعلت من قضية التعليم أولوية قصوى أكان ذلك على مستوى التعليم العام أو المهني أو العالي أو في مجال محو الأمية. وفي هذا الاتجاه، فقد أنجزت بلادي إستراتيجية التعليم الأساسي وإستراتيجية محو الأمية ونعمل حاليا على إنجاز إستراتيجية التعليم الثانوي والتعليم العالي. وتشكل هذه الإستراتيجيات أطرا تقنينية من شأنها أن ترسم قنوات واضحة لمسار الجهود الوطنية اليمنية، وتدفقات المساندة الدولية لبرنامج التعليم في اليمن، الذي حقق رغم الصعوبات الكبيرة نجاحًا يحمل على التفاؤل ويدعو إلى الدعم والمساندة. السيد الرئيس، والسيدات والسادة، إن قضية التنوع الثقافي تشكل حَجر الزّاوية في إنجاح مسار عَولمةٍ ذات وجهٍ إنساني يحافظ على ثراء التنوع وقيم التعدد وميزات الاختلافات البنّاءة بما لا يجعل عالمنا على نمط واحد يخالف حقيقة التنوع وفوائدها. وفي هذا الصدد، أود التأكيد على أهمية نجاح المؤتمر العام القادم (الثالث والثلاثين) في التوصل إلى اتفاقية دولية تؤطّر لهذا التنوع وتحميه وتنمّي فوائده. وهذا سوف يشكل نجاحا يضاف إلى رصيد منظمتنا العتيدة. السيد الرئيس، أماّ بشأن مشروع البرنامج والميزانية لعامي 2006-2007 فإن بلادي قد ساندت مقترح المدير العام للميزانية بمبلغ 635 مليون دولار. ونعبّر عن التزامنا بتوصية الدورة 171 حول هذا الموضوع، ونحن على ثقة من نجاح المدير العام في التمكن من إيجاد المبلغ الإضافي. لكن هذه الثقة لا تعفي المجلس التنفيذي من تحمل مسؤولية دعم المدير العام فيما سيقترحه من آلية للحصول على هذا المبلغ الإضافي المطلوب لمساعدة اليونسكو في القيام بمهمتها وخاصة في مجال التعليم ودعم البلدان الأقل نموّاً في هذا المجال الحيوي. أما فيما يخص برنامج اليونسكو لدعم اللامركزية، فإن الجمهورية اليمنية تقترح على المنظمة القيام بدراسة المراحل المنجزة في طريق اللامركزية بحيث يقع استنتاج الجوانب الإيجابية لهذه السياسة ومحاولة تفادي العيوب التي تقع بها بعض الجهات المنفذة لهذه السياسة. ونحن ندعو إلى وقفة متأنية وتقيم المراحل المنجزة من اللامركزية. السيد الرئيس، نودّ أن نشكر المدير العام على التقرير الخاص بأوضاع المؤسسات التعليمية في فلسطين والجولان المحتلة وندعم ونؤيّد نداءه حول القدس. وندعو اليونسكو للقيام بواجباتها في هذه المنطقة من العالم التي تحتاج إلى روح التعاون الدولي وصدق النوايا والتنسيق بين الأطراف المعنية بعيدا عن التفرّد بالحلول وسياسة الأمر الواقع. فالسلام الشامل والعادل للجميع هو الذي نسعى إليه جميعا. إن ثقافة السلام تعني تعاون أطراف النزاع في التوصل إلى التسويات وتنسيقهم لتفادي الآثار السلبية على أي طرف ضمانا لدوام الاستقرار. ودور اليونسكو يبقي محوريّا في الحفاظ على المعالم والآثار الثقافية وحماية المؤسسات التعليمية في فلسطين والجولان المحتلة. السيدات والسادة، في الختام، نجدد موقف اليمن الداعم للسيد المدير العام ونهنئه بثقة هذا المجلس الموقّر، كما ونجدد لكم شخصيّا، السيد الرئيس، الشكر على الحكمة والفاعلية التي تديرون بها جلسات مجلسنا هذا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.