بعنوان ( لن نموت جوعا ) خاطبت صحيفة " 26 سبتمبر" في افتتاحيتها بعددها الصادر اليوم الخميس المعتدين البرابرة المجرمين بقولها " لن يترككم شعب أبي وعظيم أن تميتوه جوعاً وسينتصر لأن الحق معه والباطل مزال". واعتبرت الصحيفة أن الحرب الاقتصادية على اليمن تعد أقذر أشكال عدوان التحالف الإجرامي الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني المستمر للعام الرابع على التوالي، وفيه يتبين مدى الانحطاط الأخلاقي لمن يقومون بهذا العدوان وسقوطهم الشامل السياسي والقانوني والإنساني. وأضافت " فمنذ اليوم الأول لشن عدوانهم أطبقوا الحصار البري والبحري والجوي وعلى نحو جائر وظالم.. محولين اليمن إلى سجن كبير وساحة للإبادة الجماعية بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم الذكية والغبية الأمريكية البريطانية الغربية الإسرائيلية.. مرتكبين أبشع الجرائم ضد شعب حضاري عريق مسالم لم يحصل أن اعتدى على جيرانه أو أية دولة في هذا العالم لا قديماً ولا حديثاً، بل على العكس من ذلك كان ولا يزال ملاذاً آمناً ومصدر خير لأشقائه وجيرانه في الجزيرة العربية والخليج والقرن الأفريقي والعرب والمسلمين والبشرية كلها ". وتابعت " ليس هذا فحسب وإنما مصدر إشعاع حضاري ومعرفي وتاريخي عبر آلاف السنين حتى صارت الكثير من الشعوب والقوميات تفخر بجذور انتمائها لهذا البلد والشعب الشجاع والكريم والأصيل الذي لم يخضع ولم يركع ولن يقبل الذل ولن يسمح للغزاة والمستعمرين باحتلال أرضه أو النيل من شموخه وكبريائه". وبينت الصحيفة أن " كل هذا تؤكده حقائق التاريخ والجغرافيا ويجسده اليوم في ملحمة صموده الأسطوري العظيم في وجه قوى البغي والطغيان الامبريالي الرجعي الأمريكي السعودي الصهيوني الذي لم يكتف بقتل اليمنيين بأسلحته الفتاكة والمحرمة دولياً، بل وبالتجويع الممنهج من الحصار الجائر، إلى نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء، إلى ضرب العملة اليمنية كإحدى صور حربه العدوانية التي طوال سنواتها تستند إلى قوة الشر والاستكبار العالمي أمريكا، وإلى مالهم النفطي المدنس الذي اشتروا به المجتمع الدولي المنافق وكل المنظمات التابعة وغير التابعة للأمم المتحدة وكذلك أنظمة ووسائل إعلام، وهذا كله ضاعف قذارة عدوانهم على شعبِ مفقر بفعل التآمر السعودي عليه طوال تاريخه المعاصر حتى صار اليمانيون مجمعين على اعتبار النظام السعودي عدواً تاريخياً لهم وأداة معيقة لأمنهم واستقرارهم وبناء دولتهم الوطنية الديمقراطية الموحدة المستقلة والحديثة. الصحيفة أشارت إلى أن " اليوم تنكشف كل خيوط المؤامرة وأوراق العدوان لكل أبناء شعبنا، ويتأكد بشكلٍ جلي لا لبس فيه حتى لأولئك الذين انخدعوا بمواقف تلك النخب السياسية الفاسدة والعميلة صاروا على يقين أن لا هدف لهذا العدوان سوى إبادة اليمنيين بشتى الوسائل.. وأبشعها التجويع، وهي في هذا لا تستثني أحداً". ولفتت إلى أن " ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من احتجاجات ومظاهرات وعصيان مدني ضد قوى الاحتلال ومرتزقتها ما هو إلا مؤشر أن طوفان هذا الشعب الصابر الصامد سوف يجرف الغزاة والمحتلين وأذنابهم.. مطهراً تربة الوطن من دنسهم، ملقياً بهم إلى مستنقعات التاريخ العفنة عما قريب، وهذا كله بفضل صمود اليمانيين المؤمنين الواعين لحقيقة هذا العدوان وعدالة القضية التي يقدمون التضحيات من أجل انتصارها.. مقدمين قوافل الشهداء يومياً دفاعاً عن السيادة والاستقلال وعن الأرض والعرض وفي طليعتهم منتسبو الجيش واللجان الشعبية. ووصلت إلى خلاصة وهي " أن شعب الحكمة والإيمان ما كان يوماً أشراً ولا بطراً إنما مدافعاً عن نفسه وحقه بإمساك زمام قراره بيده، والتخلص من أزمنة الوصاية والهيمنة مهما كلفه ذلك من ثمن، ولن تجدي سياسة التجويع التي لجأ إليها العدوان بعد أن مُني بالهزائم في كافة الجبهات، ولم تنفعه أسلحته الفتاكة، سيهزم في مؤامراته الإجرامية المتمثلة بالحرب الاقتصادية الهادفة إلى استكمال حرب الإبادة بإماتة اليمنيين جوعاً.. نقول لهؤلاء المعتدين البرابرة المجرمين لن يترككم شعب أبي وعظيم أن تميتوه جوعاً وسينتصر لأن الحق معه والباطل مزال ".