أكد الدكتور محمد الحميري وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية ان تحالف العدوان مستمر في سياسة تجويع الشعب اليمني واستهداف أمنه الغذائي بشتى السبل الممكنة فلم يكتف العدوان بالجانب الحربي العسكري بكل ما خلفه من خراب ودمار وبكل ما أحدثه من جرائم ومآسٍ يندى لها جبين الإنسانية، بل تجاوزه إلى الجانب الاقتصادي مستهدفا الحياة المعيشية للسكان التي لم يتوقف عن توجيه الضربات الاقتصادية المؤلمة إليها المرة تلو المرة، وتفنن في إحداث جرائمه في هذا الجانب ليأتي عدوانه العسكري منسجما ومتكاملا معها، واستهداف العملة الوطنية بسياسات التخفيض لقيمتها، إنما يأتي في هذا الجانب كونه يؤدي إلى تخفيض مستوى الدخول الحقيقية التي كانت في الأصل منخفضة لدى الغالبية من السكان، لتزداد حالة البؤس والفقر والعوز التي يريد من خلالها إضعاف المجتمع وإجباره على الاستسلام في نهاية المطاف حسب مخططاته الشيطانية والمتجردة من كل القيم والمعاني الأخلاقية والإنسانية، وفي القطاع الزراعي حدثت كل أنواع الاستهداف المباشر وغير المباشر، وقد سبق التوضيح في أكثر من مناسبة لتلك الأضرار التي أرادت بها قوى العدوان تدمير وتعطيل قدراتنا لإنتاج المحاصيل الزراعية والغذائية النباتية منها والحيوانية، وقال ان القرار الاخير الذى اتخذته قوى الشر مؤخرا من قرارات وسياسات تتعلق بالقطاع الزراعي تعد ضمن أهم وأخطر الأضرار التي تعرض لها القطاع الزراعي مؤخرا في بلادنا جراء هذا العدوان وتحالفاته المقيتة، حيث تمثل ذلك في الاتجاهات المنفذة والمطبقة عمليا لمنع وعرقلة دخول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات وخاصة المهمة منها، ولعل قرار التحالف الذي قضى بمنع استيراد الأسمدة وبخاصة سماد اليوريا الذي تعتمد عليه الزراعة لمختلف المحاصيل الغذائية والزراعية بشكل عام هو أبرز مثال على ما ذكرناه من الاستهداف المبرمج للقطاع الزراعي وللأمن الغذائي في اليمن، منوها الى ان قرار منع الاستيراد ساهم في ارتفاع أسعار الكمية المتوفرة من هذا السماد إلى أكثر من خمسة أضعاف السعر المعتاد قبل الحظر.. وقال الحميري ان من نتائج الحظر هو عدم تمكن الغالبية العظمى من صغار المزارعين من الحصول على هذا السماد الهام جدا (سماد اليوريا) مما تسبب وسيتسبب خلال المواسم القادمة في انخفاض معدلات الإنتاج إلى حدود النصف من جهة والى تعطل مصالح وأنشطة كثير من التجار والوسطاء والعاملين في تداول هذا النوع من السماد كونه سماداً رئيسيا يتم تداوله بكميات كبيرة في القطاع الزراعي وتقوم عليه زراعة الكثير من المحاصيل وخاصة محاصيل الحبوب. مشيرا الى ان الحظر ساهم الى حد كبير في إنعاش محاولات التهريب لهذا السماد الذي بدوره سيؤدى الى زيادة امكانية الغش والتلاعب إضافة الى الكثير من الأضرار التي يجلبها التهريب لكونه لا يمر عبر الأطر القانونية والفنية، كما أن التهريب لا يحل مشكلة ارتفاع التكاليف وخاصة في ظل تدهور أسعار العملة الوطنية كأحد أهم أضرار العدوان أيضا. واشار الحميري إلى أن قيادة الوزارة والحكومة حاولت العمل على إلغاء هذا الحظر وتوضيح حجم خطورته والأضرار الناجمة عن ذلك، وحاولنا الاستعانة بممثلي المنظمات الدولية العاملة في صنعاء ومنها ممثلي مكتب الأممالمتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وغيرهما من المنظمات وكل ذلك دون جدوى، مما يثبت حجم الكيد والتعمد الذي ينفذه تحالف العدوان على اليمن في هذا الجانب لتحقيق ما يحلم به العدوان في اليمن، وقال الحميري هيهات أن يكون لهم ما يريدونه، فنحن رغم المعاناة ورغم كل هذه المأساة نقف لهم بالمرصاد، ونعتاد على تجاوز مثل هذه المشكلات ومعنا المزارعون وكل العاملين والمنتمين لهذا القطاع في اليمن، بل ونزداد كل يوم صموداً وإصراراً على أن نخلق من الضعف قوة ونصنع ما نحتاجه وما سيضطرنا العدوان لأن نخلقه ونصنعه من البدائل لتلك المستلزمات، ونوه الحميري الى انه سيأتٍ اليوم الذي يندم فيه تحالف العدوان على ما اتخذه من مثل هذه القرارات حينما نتمكن أكثر في قدرتنا على الاعتماد على الذات بعون الله وتوفيقه.