فيما يرحبون بالغزاة الأجانب ويفرشون الورود تحت أقدام الإماراتيين والسعوديين والسودانيين والسنغاليين وغيرهم من المحتلين الذي جاؤوا في ركب العدوان على بلادنا، يقوم بعض مرتزقة المحافظات الجنوبية باستهداف كل ما هو شمالي واعتباره عدوًّا تجب مقاتلته ومحتلاً تنبغي مقاومته وطرده. وحتى تلك الأطراف الشمالية التي امتهنت الارتزاق وانضوت تحت مظلة العدوان كمرتزقة الإصلاح أصبحوا مستهدفين من رفقاء الارتزاق في الجنوب، ولم تشفع لهم الكبسة التي التهموها معًا في فنادق الرياض وخيام (أبو ظبي) ولا (العيش والملح) طلية أربع سنوات من النضال المشترك في تدمير الوطن وتنفيذ الأجندة الخارجية في حقه. وهكذا هو طبع الخونة والعملاء واللصوص لا يأمن أحدهم الآخر ولا يثق بعضهم ببعض، وهذا ما نراه واضحًا وجليًّا في المحافظاتالمحتلة التي أصبحت ساحات للصراعات والحروب الضارية المفتوحة بين أطراف الارتزاق ومعتقلات ينكلون فيها ببعضهم البعض، وهو ما يؤكد أن كيدهم بحق هذا الوطن والمواطن ارتدَّ إلى نحورهم وعاد وبالاً عليهم وأن مشيئة وعدالة السماء تمهل ولكن لا تهمل. وما نراه على شاشات فضائيات هذه الأطراف من التراشقات والكيل المتبادل للاتهامات بين (سهيل وعدن لايف) –على سبيل المثال- وبين القنوات السعودية والإماراتية من طرف والقنوات القطرية من طرف آخر هو أمر واضح وجلي يفصح عن حقيقة صراع المرتزقة والأطراف الداعمة لهم. قبل أيام فقط قال المتحدث باسم ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم من دويلة الإمارات أن (تحرير وادي حضرموت من القوات الشمالية أصبح قرارًا وليس خيارًا)! ولكن نود أن نستفسر من هذا وأمثاله: هل كان تسليم المحافظات الجنوبية والشرقية للإمارات قرارًا أم خيارًا؟! وهل كان تسليم محافظة المهرة للسعودية قرارًا أم خيارًا؟! وهل كان تسليم عدن ومينائها الاستراتيجي والجزر والموانئ اليمنية للإماراتيين قرارًا أم خيارًا؟! وأخيرًا هل كان ضرب العملة النقدية وتدمير الاقتصاد الوطني قرارًا أم خيارًا؟!