أخيرا .. وجدت بعض القطط الضالة التي تهيم على وجهها في شوارع وأزقة القاهرة مأوى يحفظ عليها البحث وسط القمامة عما يقيم أودها أو التمسح بالمارة كي يجود المحسنون عليها بفتات طعامهم. ففي منزل فوق هضبة المقطم التي تطل على العاصمة المصرية أقامت سيدة كندية وزوجها المصري جمعية لانقاذ قطط الماو وهي سلالة قديمة صغيرة الحجم مرقطة الجسم كان المصريون القدماء يكنون لها عظيم الاحترام وكان في عقيدتهم انه من الذنب أن تصاب أو تجرح هذه الهرة. افتتحت السيدة الكندية جلوريا لوريس وزوجها المصري الدكتور اسماعيل الخولي الجمعية المصرية لانقاذ قطط الماو في أغسطس اب 2005. ومن وقتها تمكنت هذه الاسرة من انقاذ أكثر من عشرين هرة ضالة بالتعاون مع أربعة ملاجيء أخرى في القاهرة. وبعض القطط الضالة تبرع بها أشخاص للجمعية وبعضها الاخر تم احضاره من الشوارع. وفور وصول هذه القطط الى الملجأ يقدم لها الطعام ويتم تطعيمها وتوفير العناية البيطرية لها ويخصص لاقامتها مأوى مريح مكيف الهواء بعيدا عن حر ورطوبة شوارع القاهرة. والعناية بهذا العدد الكبير من القطط أمر مكلف. وتتحمل لوريس وزوجها نفقات اعاشة هذه القطط ويأملان ان يجتذب المشروع بعض الرعاة كي يتمكن من تمويل نفسه بنفسه. وفي بلد فقير مثل مصر يقول البعض انه من الافضل انفاق هذه الاموال على المحتاجين من البشر. وتقر لوريس بوجود الكثير من الجماعات التي هي في أمس الحاجة للمساعدة في مصر لكنها تقول ان الحيوانات هي الاكثر بؤسا. وقالت "هناك الكثير من الفقراء. هناك الكثير من الجماعات التي هي في أمس الحاجة للمساعدة. لكن بالنسبة لي أرى ان الحيوانات هي الاكثر بؤسا. فهي لا تستطيع التعبير عن نفسها. مرت بأسوأ تجارب بين الجميع لانها تعتمد بشكل كامل على ما يجود به المحسنون. واذا عاملها الناس معاملة سيئة لا تستطيع ان تشتكي او ان تفعل شيئا ترد به الضرر. وكما انه سيظل هناك دائما أناس يحتاجون الى المساعدة ستظل هناك حيوانات تحتاج دائما الى المساعدة. القدر سخرنا لمساعدة الحيوانات ونبذل قصارى جهدنا لمساعدة اكبر عدد ممكن منها." ويقال ان الماو من أقدم القطط في العالم التي رباها البشر في منازلهم. لكن المكانة العظيمة التي كانت تحظى بها في مصر القديمة تبدلت مع قسوة الحياة في شوارع القاهرة الحديثة. ويمكن مشاهدة هذه القطط وهي تبحث عن الطعام في مقالب القمامة أو تتمسح بزبائن المطاعم وغالبيتها تظهر عليها الاصابات من جراء المعاملة الخشنة التي تلقاها على ايدي الاطفال والناس في الشوارع المزدحمة. وتسعى الجمعية لتأهيل هذه القطط واقناع الناس بتبنيها في مصر وخارجها. ويمكن للراغبين في تبني هذه القطط معرفة معلومات عنها ومشاهدة صورها بموقع الجمعية على شبكة الانترنت WWW.EMAURESCUE.ORG وقالت لوريس "أملنا أن نحافظ على هذه السلالة. وأن نجد أناسا يرغبون في تبنيها." واضافت "وطبعا الامر اسهل على الصعيد المحلي. فحينما يأتي الينا شخص ما لتبني قطة نجري معه مقابلة ونجعله يملا بعض الاوراق. لكننا نأمل ان تسافر نصف هذه القطط الى الخارج. ولدينا بالفعل نحو نصف دستة قطط تنتظر السفر الى الخارج هذا الخريف." وتتعاون الجمعية المصرية لانقاذ قطط الماو حاليا مع جامعة كاليفورنيا لمضاهاة الحمض النووي لهذه القطط مع الحمض النووي المأخوذ من مومياوات القطط في المقابر الفرعونية. لكن بغض النظر عما اذا كان لهذه القطط جذور فرعونية قديمة فان بعض القطط الضالة وجدت على الاقل فرصة لاستعادة كرامتها الضائعة.