ما يعيشه وطننا الحبيب من ظروف اقتصادية ومعيشية نتيجة العدوان الغاشم والحصار الظالم ولمدة تصل إلى أربع سنوات، يفرض على أفراد المجتمع خصوصاً الميسورين منهم استشعار حق التكافل الاجتماعي كفريضة دينية وإنسانية، وتعزيز قيم التماسك المجتمعي في تلمس احتياجات الأسر الفقيرة والمعدمة، وكذلك النازحين من محافظات ومناطق أخرى بفعل استهداف تلك المناطق وتحويلها إلى مناطق مواجهة مباشرة مع العدوان ومرتزقتهم. التحديات المعيشية وسعي مرتزقة العدوان وعملائه إلى تضييق الخناق وتجويع الشعب اليمني من خلال الحرب الاقتصادية التي بدأت بنقل البنك المركزي إلى عدن، ومنع دخول السفن المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية عن طريق ميناء الحديدة وتحويل اتجاهات السفن التجارية إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة الغزاة والمحتلين، الأمر الذي يؤثر على نقل البضائع وزيادة معاناة التجار في التعامل مع الجماعات المسلحة والأخرى التابعة للاحتلال الإماراتي والسعودي، وكلها أعباء يتحملها المواطن. ولم يكتف العدوان بذلك، بل واصل عدوانه الاقتصادي مثلما يواصل عدوانه العسكري على مختلف مناطق الجمهورية، فأوعز إلى عملائه بطبع المليارات من العملة الوطنية دون أي غطاء نقدي، والبدء بالمضاربة بأسعار الدولار وسحب العملة الأجنبية من السوق المحلية لإحداث هزات اقتصادية أدت إلى انخفاض سعر الريال وقيمته الشرائية، وكل تلك الإجراءات العدوانية أثرت على حياة ومعيشة المواطن اليمني في كل محافظاتاليمن يما فيها المحافظات التي يسيطر عليها الاحتلال السعودي- الإماراتي. وأمام ما يقوم به العدوان من قتل وحصار وتجويع وجدت في أوساط شعبنا اليمني حالة من التآزر والتراحم وتبني دعم المحتاجين وتقديم العون للأسر الفقيرة، وتنوعت أشكال الدعم سواء عبر مشاريع تمول من المنظمات الدولية كمنظمة الغذاء العالمي، ومن ذلك مشروع التغذية المدرسية الذي لمسه الجميع بالمساعدات والسلال الغذائية التي توزع في مختلف محافظات الجمهورية بشكل دوري، أو تلك المبادرات التي يتبناها الميسورون والتجار لدعم ومساعدة النازحين والمقيمين المحتاجين، بالإضافة إلى المساعدات الصحية وتوفير الأدوية لمواجهة الأوبئة والأمراض المزمنة.. هذه وغيرها من المساعدات التي جعلت من شعبنا اليمني نموذجاً في التكافل والتراحم، وزادت من إصرار شعبنا على الصمود والثبات في المعركة المصيرية مع قوى العدوان حتى تحقيق الانتصار لشعبنا ووطننا الحبيب. التحية والتقدير لكل الأوفياء لهذا الوطن، وكل من يقدم ويساهم في مساعدة المحتاجين وعلى رأسهم الهيئة الوطنية للشؤون الإنسانية، وأمانة العاصمة، والعاملون في مجال الإغاثة الإنسانية في مراكز توزيع المساعدات وفي المنظمات الوطنية التي تسعى إلى تخفيف معاناة المواطنين.