"مرةٌ أخرى، تعود نوارس الشعر الغريبة المغتربة، أصواتها تملا الفضاء, وتصفيق أجنحة شوقها ترتج له الآفاق.. النوارس المغمورة بالغيم، المطمورة بالندى، تعود هذه المرة الى صنعاء مغسولة ً بالوعود، مضّمخةً بالعهود.. وعود فجرٍ انبثق لتوّه! وعهود حنينٍ مسافر بين بروق الأمل في صنعاء وعروق العنفوان في قلب كل نورس خافق بالمغامرة، صاعق بالمفاجأة! ملتقى الينابيع يغدو نهرا، ومُنتقى اللألىء يصبح عقدا.. النهر يغدق جنبات الظمأ، والعقد يحتفي ببهائه واكتماله.. وكماله! بهذة القصيدة الشعرية افتتح خالد الرويشان وزير الثقافة ملتقى صنعاء الثاني للشعراء العرب الشباب محيا المشاركين بتلك الكلمات الرقراقة المتدفقة من احد ينابيع الثقافة اليمنية بصنعاء التي قال عنها عبدالكريم الرازحي في كلمته عن اللجنة التحضيرية وحدها صنعاء بمقدورها ان تلهم هذا الجيل من الشعراء العرب وتلهب مخيلته الشعرية وتقوُّم مهمة إغواءه فنيا واختطافه شعريا وجره الى زقاق الشعر وحانوت القصيدة . مضيفاً ان صنعاءالمدينة بفنها المعماري الفريد المتفرد مؤهله لتكون عاصمة لشعر عربي جديد أصيل ومعاصر ومغامر،مختلف وغير مشابه". مشيراً إلى ان صنعاء التي اعتنقت الديمقراطية وآمنت بالتعددية السياسية والحزبية هي اليوم كعاصمة لجمهوريتكم الشعرية.. تؤمن بالتعددية في الشعر.. وتفتح إذنيها بحب لكل الأصوات الشعرية دون انحياز أو تحيز . إذ لا يهمها ان كانت القصيدة عمودية او قصيدة نثر موزونة اوبدون وزن , واقعية او سوريالية. وقال الرازحي مخاطباً جموع الشعراء : لقد كنتم حتى عهد قريب شعراء معزولين ومهمشين تعيشون علىهامش الشعراء العرب الكبار, وكانت صنعاء مثلكم، مدينة مهمشة ثقافيا تعيش على هامش المدن العربية الكبيرة ولكنكم وبعد اول ملتقى شعري واول لقاء بكم بصنعاء في عيدها الثقافي .. كبرتم، وكبرت صنعاء معكم، ارتقيتم من الهامش الى المتن.. وبكم وحدكم ارتقت صنعاء غدت مركزا ثقافيا عربيا مهما.. وصارت عاصمتكم الوحيدة وعاصمة لجمهورتيكم الوليدة، جمهورية الشعر الديمقراطية. وتطرقت كلمة المشاركون التي القاها الشاعر كريم عبدالسلام عن عن عميق الامتنان لصنعاءالمدينة والقصيدة العراقة والتاريخ على استضافتهم وامتاعهم بجمال حضارتها وسحر تاريخها وكرم وفادتها مذكراً انه وللمرة الثانية تفتح صنعاء ذراعيها لشباب الشعراء العرب في ملتقى يتجاوز عثرات السياسة والثقافة معا . مشيراً إلى انهم عندما قدموا إلى صنعاء في المهرجان السابق الذي اقيم بلتزامن مع اختيارصنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 جئناها وفي اذهاننا صورة تقليدية عن تراثها العريق لكننا غادرناها مقتنعين بان صنعاء قد صارت عاصمة للشعر العربي الحديث. مشيرا إلى انهم غادرو صنعاء في العام 2004 وفي عيوننا دموع وفي صدورنا آمال بان يعودوا اليها لنكمل حوارا بدأناه، ولنتم قصيدة كتبنا ابياتا منها على جدران صنعاء القديمة وعلى صخور المحويت وها نحن مجددا نعود لاستكمال مابدأناه متحمسون لسماع مافاتنا من شعر خلال العامين الماضيين من البحرين وحتى المغرب متحمسون للخروج بوجهات نظر ورؤى حول القصيدة العربية الحديثة.. وكان للموسيقى حضورها في اطراب الحضور وخلق جو بديع ليكتمل معه قمة الالق الفني بموسيقى عذبة تخللت فعاليات الافتتاح بمقطوعات يمنية ثم أعقبها. تدفقت شلالات الابداع الشعرية بصباحية شعرية ادارها الشاعر شوقي شفيق واحياها كل من الشعراء: احمد الزارعي وثريا ماجدولين وداليا رياض وصالح قادربوة وعلي الجلاوي وكريم الحنكي وحمد المعرسي وجرجس شكري وسعد الجوبر وعادل معيزي وعمار النجار وهدى الدغفق وهدى ابلان، والذين امطروا الحضور بوابل خصب ابداعهم من نتاج التجربة الشعرية الجديدة التي يحتفي بها هذا الملتقى . فعاليات الملتقى الثاني للشعراء الشباب العرب تتواصل عبر جلسات صباحية ومسائية ما بين جلسات شعرية وجلسات نقدية سيتم خلالها طرح اكثر من قصيدة من عدد من المشاركين الذين تم توزيعهم في مجموعات على مدار الايام سواء في جلسات الشعر او النقد ويتخلل الملتقى رحلة سياحية إلى محافظة المحويت المحافظة التي ارتبطت بالسحاب وصراء صنوان لايفترقان وفي خضم فعاليات الملتقى سيكرم الاستاذ الدكتور كمال ابوديب يليه امسية فنية تحييها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بعددً من الروائع الموسيقية اليمنية الاصيلة التي ستعيد إلى الاذهان عراقية وغزارة الفن والموروث اليمني ويختتم هذا الملتقى الاربعاء القادم بحفل تكريم المشاركين من قبل وزير الثقافة خالد الرويشان. وتصدر قائمة ضيوف الشرف الناقد العربي الكبير كمال ابو ديب و شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية رئيس مركزالدراسات والبحوث اليمني والاستاذ حسن اللوزي وزير الاعلام وعدد من المسؤولين واعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بصنعاء .