انطلقت بالعاصمة صنعاء اليوم فعاليات ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب العرب، بمشاركة 75 شاعرا عربيا و250 شاعرا يمنيا ونقاد وضيوف شرف يتصدرهم الناقد العربي الكبير كمال أبو ديب. وحيا الاخ خالد الرويشان وزير الثقافة النخبة الشعرية العربية واليمنية التي تصدرت حضور الملتقى.. مفتتحا كلمته باعلانه اهداء كافة فعاليات الملتقى ومايصدر عنه الى روح وشخص فقيد القصيدة العربية الشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط. وخاطب الاخ الوزير الشعراء: "مرةٌ اخرى ، تعود نوارس الشعر الغريبة المغتربة، اصواتها تملا الفضاء, وتصفيق اجنحة شوقها ترتج له الآفاق .. النوارس المغمورة بالغيم، المطمورة بالندى، تعود هذه المرة الى صنعاء مغسولة ً بالوعود، مضمخةً بالعهود.. وعود فجرٍ انبثق لتوّه! وعهود حنينٍ مسافر بين بروق الامل في صنعاء وعروق العنفوان في قلب كل نورس خافق بالمغامرة، صاعق بالمفاجأة! وأضاف الرويشان، واصفا التطور الذي قطعه هذاالملتقى في دورته الثانية" ملتقى الينابيع يغدو نهرا، ومُنتقى اللألىء يصبح عقدا.. النهر يغدق جنبات الظمأ، والعقد يحتفي ببهائه واكتماله وكماله! كلمة اللجنة التحضيرية للملتقى تناولت المزايا والسمات التي صنعت خصوصية هذا الملتقى أو تلك التي يجب ان تكون فيه.. وقال الشاعر عبدالكريم الرازحي رئيس اللجنة : ليس غريباعلى مدينة مثل صنعاء ان تغدو اليوم ملتقى الشعراء الشباب العرب وعاصمة للشعر الجديد.. ذلك لان صنعاء القصيدة بيوتها المعجونة بعناصر الشعر الاولية والمجبولة من مواد شعرية بسيطة ومحلية ..تعدُّ اليوم من اكثر مدن العالم شاعرية ومن اقرب المدن العربية الى جوهر وحقيقة الشعر . واضاف الرازحي : ووحدها صنعاء بمقدورها ان تلهم هذا الجيل من الشعراءالعرب وتلهب مخيلته الشعرية وتقوُّم مهمة اغواءه فنيا واختطافه شعرياوجره الى زقاق الشعر وحانوت القصيدة . ومضى يقول:" كما ان صنعاءالمدينة بفنها المعماري الفريد المتفرد مؤهله لتكون عاصمة لشعر عربي جديد أصيل ومعاصر ومغامر،مختلف وغير مشابه". وخاطب عبدالكريم الرازحي جموع الشعراء قائلا : لقد كنتم حتى عهد قريب شعراء معزولين ومهمشين تعيشون علىهامش الشعراء العرب الكبار, وكانت صنعاء مثلكم، مدينة مهمشة ثقافيا تعيش على هامش المدن العربية الكبيرة ولكنكم وبعد اول ملتقى شعري واول لقاء بكم بصنعاء في عيدها الثقافي .. كبرتم، وكبرت صنعاء معكم، ارتقيتم من الهامش الى المتن.. وبكم وحدكم ارتقت صنعاء غدت مركزا ثقافيا عربيا مهما.. وصارت عاصمتكم الوحيدة وعاصمة لجمهورتيكم الوليدة، جمهورية الشعر الديمقراطية. وتابع الرازحي يقول : ان صنعاء التي اعتنقت الديقمراطية ، وامنت بالتعددية السياسية والحزبية هي اليوم كعاصمة لجمهوريتكم الشعرية.. تؤمن بالتعددية في الشعر.. وتفتح اذنيها بحب لكل الاصوات الشعرية دون انحياز او تحيز . اذ لايهمها ان كانت القصيدة عمودية او قصيدة نثر موزونة اوبدون وزن , واقعية او سوريالية. المشاركون جاءت كلمتهم معبرة عن عميق الامتنان لصنعاءالمدينة والقصيدة العراقة والتاريخ على استضافتهم وامتاعهم بجمال حضارتها وسحر تاريخها وكرم وفادتها . وقال الشاعر كريم عبدالسلام عن المشاركين : للمرة الثانية تفتح صنعاء ذراعيها لشباب الشعراء العرب في ملتقى يتجاوز عثرات السياسة والثقافة معا . واضاف: في المهرجان السابق الذي اقيم بالتوازي مع اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2004 جئناها وفي اذهاننا صورة تقليدية عن تراثها العريق لكننا غادرناها مقتنعين بان صنعاء قد صارت عاصمة للشعر العربي الحديث . وتساءل الشاعر العربي:اليست العاصمة العربية التي استطاعت ان تبدا من المستقبل كما فعلت القاهرة في النصف الاول من القرن العشرين وكما فعلت بيروت في النصف الثاني منه ؟!. وتابع سؤاله: اليست المركز الذي خالف العرف الثقافي العربي السيئ ؟ وراهنت على ماهو آت على مامضى فبشرتنا بوعدٍ طالما تُقنا اليه وسط انكسارات وهزائم معظمها لصيق بالمراهنة على الماضي الشائخ اوالماضي المكتمل الميت . واستطرد:غادرنا صنعاء 2004 وفي عيوننا دموع وفي صدورنا آمال بان نعود اليها لنكمل حوارا بدأناه، ولنتم قصيدة كتبناابياتا منها على جدران صنعاء القديمة وعلى صخور المحويت وها نحن مجددا نعود لاستكمال مابدأناه متحمسون لسماع مافاتنا من شعر خلال العامين الماضيين من البحرين وحتى المغرب . متحمسون للخروج بوجهات نظر ورؤى حول القصيدة العربية الحديثة.. شاكرا باسمه وباسم زملائه الشعراء جهود وزارة الثقافة في تنظيم هذا الملتقى . تخللت فعاليات الافتتاح مقطوعات موسيقية عربية يمنية لاعضاء من الفرقة الوطنية للموسيقى . وعقب حلسة الافتتاح تدفق الشعر باول جلساته التي ادارها الشاعر شوقي شفيق واحياها كل من الشعراء: احمد الزارعي وثريا ماجدولين وداليا رياض وصالح قادربوة وعلي الجلاوي وكريم الحنكي وحمد المعرسي وجرجس شكري وسعد الجوبر وعادل معيزي وعمار النجار وهدى الدغفق وهدى ابلان، والذين امطروا الحضور بوابل خصب ابداعهم من نتاج التجربة الشعرية الجديدة التي يحتفي بها هذا الملتقى . وتتواصل جلسات الملتقى على صباح ومساء الايام الستة التالية . حضر الافتتاح شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية رئيس مركزالدراسات والبحوث اليمني والاخ حسن اللوزي وزير الاعلام وعدد من لمسؤولين واعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بصنعاء .
