حشود ملايينية امتلأت بها ساحات وميادين الاحتفالات بمولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.. مجسدة حقيقة الإيمان اليماني والانتماء للرسالة المحمدية المدافعة عن المبادئ والقيم التي حملتها للعرب والمسلمين والبشرية جمعاء. إنه احتشاد جماهيري ملاييني يكتسب عظمته ويستمد أهميته من الموقف الذي يقفه شعبنا منفرداً في وجه كل قوى البغي والظلم والطغيان في عالمنا المعاصر بعد 1440عاماً من إشراقة الرسالة المحمدية من أرض جزيرة العرب لتضيء العالم بنور الرحمة والعدالة والعلم والمعرفة, محررة البشرية من عبودية قوى الشر الشيطانية لتحلق في آفاق الخير والحرية الربانية التي تصدر حمل راياتها اليمانيون ليستظل تحتها المظلومين والمستضعفين من نير المتجبرين والمستكبرين في كل أصقاع الأرض.. حاملين بذلك على عواتقهم مسؤولية واجب نشر الحق ومقارعة الظلم عبر الأزمان، وهذه حقيقة مؤكدة يعبرون عنها اليوم في صمودهم وتصديهم ومواجهتهم- للعام الرابع على التوالي- لحرب عدوانية إجرامية ظالمة يشنها شر خلقه وأكثرهم طغياناً وحقداً وطمعاً وخبثاً على خير عباده الذين لا يدافعون عن أنفسهم فحسب، بل وعن أمتهم وعن الإنسانية.. مقدمين خيرة أبناء هذا الشعب أعظم التضحيات دفاعاً عن كل معاني ومضامين رسالة نبي الرحمة والأخلاق والقيم السامية التي حملتها رسالة السلام للعالمين. وفي هذا السياق يجب فهم الدلالات التي عكستها احتفالات شعبنا بمولد الهدى.. معبراً بذلك عن إيمانه الذي لا يتزعزع بوعد الله له بالنصر على كل قوى الظلام والضلال التي وطوال عدوانها على اليمن لم تمن إلا بالهزائم والخسران المبين عسكرياً وسياسياً وإعلامياً, المبشر بسقوطها الأخلاقي إلى هاوية سحيقة ومخزية تجلياتها ظاهرة للعيان في كل ما تقوم به وما ترتكبه من جرائم بحق الأبرياء المدنيين من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والشيوخ وبحصارها الجائر المطبق على شعب بأكمله والذي هو جزء من حرب عسكرية واقتصادية إجرامية شاملة بهدف إبادة وإذلال شعب أراد له الله العزة والإباء.. شعب يريد السلام لكنه لا يقبل الاستسلام ولا الخضوع بعد أن أعزه الله بالإسلام، ولن يقبل بعد كل التضحيات التي قدمها بأقل من أن يحيا على أرضه حراً كريماً مستقلاً سيد نفسه بعيداً عن كل أشكال الهيمنة والوصاية الخارجية بعد الآن. ومن هنا نقول أن احتفالنا بمولد نور الهدى سوف يضيء لنا دروب النصر التي نوشك الوصول إلى نهايتها رغم أنف تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الذي شره بلغ حده الأقصى وما بعده إلا الهزائم والأفول كما كان حال كل الظالمين عبر التاريخ.