رفضت إيران، اليوم الجمعة، أي قرارات تهدف إلي منعها مما وصفته بحقها في الحصول على التكنولوجيا النووية. جاء هذا الرفض على لسان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي خاطب حشدا في إقليم زانجان شمال غرب البلاد بالقول إن "هؤلاء الذين يريدون منع الإيرانيين من الحصول على حقهم عليهم أن يعرفوا أننا لا نأبه بمثل هذه القرارات". كما رفض الرئيس الإيراني يتعلق أساسًا بالتقرير الذي يتوقع أن يرفعه اليوم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لمجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة، بخصوص قيام إيران بتخصيب اليورانيوم وعدم ردها بشكل كامل على تساؤلات الوكالة بشأن البرنامج النووي. وشدد أحمدي نجاد على الموقف الإيراني بالقول إن "الأعداء يعتقدون أنه بتهديدنا وشن حرب نفسية أو فرض حظر يمكنهم إثناء أمتنا عن الحصول على التكنولوجيا النووية". وكان سفير إيران في الأممالمتحدة جواد ظريفي قد سبق التقرير بالرفض أمس عندما قال إن بلاده لن تذعن لأي قرار لمجلس الأمن يهدف لمنعها من تخصيب اليورانيوم، مشددا على أن أنشطة طهران شرعية وسلمية. وتوقع ظريفي ضغوطا أميركية جديدة بعد تقرير البرادعي، مضيفا أن أي قرارات قد تصدر عن مجلس الأمن لن تؤدي لإلزام طهران بطاعتها. وفي هذه الأثناء واصل وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي اليوم مشاوراتهم التي سينضم إليها لاحقا نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، قبل ساعات من تقديم تقرير البرادعي. وشارك في المشاورات وزراء خارجية 32 دولة في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي إلي جانب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا والأمين العام للحلف ياب شيفر. وفي الوقت الذي قال فيه عضو في الوفد الأمريكي إن الجو العام ساده الالتزام, من دون أن يحدد ما تم الالتزام به، غير أن مصادر دبلوماسية أخرى ذكرت أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أكدت مجدداً الألتزام الأمريكي بمواصلة الوسائل الدبلوماسية وأنها تنتظر حاليا "رد فعل الروس". الولاياتالمتحدة المدعومة من فرنسا دعت من صوفيا مجلس الأمن الدولي إلي التحرك بسرعة وحزم ضد رفض إيران تنفيذ مطالبه بشأن برنامجها النووي, رغم تأكيدها "إيجاد حل دبلوماسي". ورغم أن وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي لم يلفظ هو ونظيرته الأميركية كلمة "عقوبات"، فإن رايس دعت أخيرا إلى تبني قرار للأمم المتحدة بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية، وهو ما يمهد الطريق لعقوبات دبلوماسية واقتصادية إن لم يكن إلي عملية عسكرية. لكن روسيا والصين اللتين تشغلان مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي تعارضان فرض عقوبات على إيران. إذ اعتبر وزير خارجية روسيا لافروف أن تقرير البرادعي لا يمثل إنذارا وليس محددا بمهلة، في حين دعت الصين جميع الأطراف إلي عدم اتخاذ خطوات تفاقم الأزمة. وفي مؤشر على أن مجلس الأمن لا يزال بعيدا عن التوافق بالشأن الإيراني، لم يتم تحديد أي موعد للقاء بين رايس ولافروف رغم أن الأخير سيعقد اجتماعا مع نظيره الفرنسي.