كيف أبدأ حديثي معك وقد قطعت كل صلة بينك وبين خالقك؟!، وماذا أقول لك؟!، وبأي طريقة أخاطبك؟!، أأخاطبك بالترغيب؟!.. أم أسلط عليك سياط الترهيب؟! يا تارك الصلاة!!.. ماذا تظن نفسك؟! هل أنت مستغنٍ عن ربك إلى هذا الحد الذي يمنعك من السجود لخالقك وفاطرك؟! هل وصل بك الكبر إلى الأنفة من الوقوف بين يدي ربك متذللا خاشعا؟!!.. {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار: 6- 8]. ألا تعلم أن الصلاة هي آخر ما يتشبث به المرء من دينه، فإن ضيعها فقد ضيع دينه كله؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة، تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وأخرهن الصلاة» ألا تعلم أن ترك الصلاة والتهاون بها نفاق؟!؛ قال -تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]. - وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» - أرأيت يا تارك الصلاة!!... المنافقون كانوا يصلون ولكنهم كانوا يصلون رياء وأنت لا تصلي أبدا!! يا تارك الصلاة!!... أترضى أن يكون الجماد والحيوان وسائر المخلوقات خيرا منك وأعقل؟ يا تارك الصلاة!!... ألا تعلم أن تارك الصلاة تصيبه الذلة والخوف والمهانة يوم القيامة؟!؛ قال -تعالى-: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 42 ،43]. ألا تعلم أن ترك الصلاة غفلة وقسوة للقلب؟!؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين» ألا تعلم أن تارك الصلاة معذب في سقر مع الكفار والفجار؟!.. اسمع إلى جواب أهل النار حين سُئلوا: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42 ،43].. وقال -تعالى-: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].