ألا تعلم أن ترك الصلاة ظلمة وهلاك وضلال في الدنيا والآخرة؟ قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: «من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف» فهل تريد -يا تارك الصلاة- أن تحشر مع أئمة الكفر وقادة الجحود والظلم والضلال؟!ايا ك ان تترك الصلاة !.. ألا تعلم أن ترك الصلاة من أكبر المصائب والمحن والبلايا التي حلت بك؟!.. قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله» ومعنى وتر أهله وماله: أي تشبيه لمن فقد ماله وأهله وسلب.. هذا فيمن فاتته صلاة العصر فقط.. فكيف بترك الصلوات كلها؟! ألا تعلم أن ترك الصلاة يسبب لك قلق واضطراب، وضيق في الصدور، وضنك في العيش قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طه: 124- 126) فوا أسفاه.. وواحسرتاه عليك يا تارك الصلاة! كيف ينقضي الزمان وينفد العمر وقلبك محجوب عن ربك الذي خلقك فسواك فعدلك؟ كيف تخرج من الدنيا ولم تذق أطيب ما فيها؟!.. وإن أطيب ما في الدنيا هو عبادة الله -عز وجل- وذكره وشكره والصلاة له.يا تارك الصلاة!!.. أي شيء يعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك؟!.. ألا تعلم أن من ضيع الصلاة كان لما سواها أضيع؟!.. قال الحسن: «يا ابن آدم، إذا هانت عليك صلاتك فما الذي يعز عليك؟!». - ما أشد حسرتك إذا مت وأنت تارك للصلاة!.. وما أعظم مصيبتك إذا بعثت وأنت تارك للصلاة، وما أكبر جرمك -يا تارك الصلاة- بترك الصلاة!.. - تب أيها الغافل إلى ربك قبل أن يأتيك الموت وأنت تارك للصلاة.. - تب إلى ربك قبل أن تقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} فيقال لك: {كَلَّا} [المؤمنون:99). - تب إلى ربك قبل أن تقول: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24( - تب إلى ربك قبل أن تقول: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر: 37( - تب إلى ربك قبل أن تقول: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40) رزقنا الله وإياك توبة صادقة وإنابة قبل الممات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.