منتصف الأسبوع الماضي وتحديداً يوم الأحد 30 ديسمبر 2018م طلعت فتاة فوق باص من أمام برج أمان في بداية شارع هايل من جهة الزبيري ونزلت عند جولة العشرين وأعطت السائق مبلغ خمسين ريالاً ولكنه رفض وطلب 100 ريال فقالت الفتاة المسافة قصيرة وأنا أخبرتك من البداية أن معي 50 ريالاً ولكنه تعصب ونزل من فوق باصه وأخذ يهزور شنطة البنت ويسمعها كلاماً جارحاً مما استفز من كان فوق الباص ونزل أحدهم وبدأ بضرب السائق وكسر الفريمات بسلاحه الآلي الذي كان معه ولما شاهد سائقو الباصات (زملاء ذلك السائق) ما يحدث لزميلهم وباصه وقفوا باصاتهم ونزلوا لكي يتعصبوا معه. لكن ذلك الرجل الشهم الذي ساعد البنت عمّر الآلي نحوهم وحلف يمين أن لو احد يقترب من الباص انه لا يحطها في الجبهة فانسحبوا كلهم وصعدوا فوق باصاتهم وانصرفوا. ذلك الرجل بعد أن ضرب صاحب الباص حتى سالت الدماء من رأسه ووجهه وكسر عليه زجاج باصه طلب من الفتاة أن تذهب لحال سبيلها وطلب من الناس أن يذهب كل واحد لعمله وذهب هو لحال سبيله.. وبعدها جاء بعض السائقين واسعفوا زميلهم. هذه المواقف تتكرر يومياً وأصبحت مشاكل الباصات كثيرة والغريب أن أمانة العاصمة ووزارة النقل والجهات المعنية تركت المواطنين عرضة لاستغلال أصحاب الباصات دون رقيب. كل الوزراء تحركوا عقب انخفاض أسعار العملات وأسعار المشتقات النفطية إلا وزارة النقل!! كانت الدبة البترول بأربعة وستة وسبعة آلاف وأسعار النقل كانت خمسين ريالاً ولما ارتفعت أسعار البترول ارتفعت أجرة الباصات إلى سبعين ريال ثم إلى 100ريال والمشاوير الطويلة إلى 150 و 200 ريال. الآن بعد ان انخفضت أسعار المشتقات النفطية إلى النصف لماذا لا تعود أجرة الباصات كما كانت. وصل سعر الدبة البترول إلى 14 ألف ريال وأجرة الباص وصلت إلى 100ريال والمواطن كان يدفع رأفة بحال صاحب الباص، لكن بعد أن انخفض سعر الدبة البترول للنصف لماذا لا تعود أجرة الباصات كما كانت خمسين ريالاً أو حتى سبعين ريال. والمصيبة انك لما تطلع مشوار قصير يطلب منك 100 ريال والمفترض ان تكون هناك آلية لتنظيم أجرة الباصات ، فالمشوار القصير له ثمن والمشوار الذي من الفرزة إلى نصف الطريق له ثمن والمشوار الذي من الفرزة إلى نهاية الخط له ثمن.. كونوا مع المواطن ولا تكونوا ضده ولا تتركوا المواطن تنهشه كلاب الشوارع وما حدث لتلك البنت إلا شراره وربما أن الحوادث كثيرة فلا تنتظروا حتى تتبهذل بنات وأولاد الناس على يد سائقي الباصات.