لا يختلف اثنان حول ما تشهده مدينة عدن من حالة أمنية مزرية ومرعبة تتعاظم مع مرور كل يوم منذ سيطرة الغزاة عليها واحتلالها وقيامهم بتحويلها إلى بؤرة صراع ومركز إرهاب وإغراقها في أتون الإجرام والفوضى فلا يكاد ينقضي يوم في مدينة عدن إلا وتسمع فيه عن عملية إرهابية أو عملية اغتيال أو اشتباكات مسلحة أو بسط واستيلاء على هذه الأرضية أو تلك من أراضي الدولة . تتسابق أطراف الارتزاق التي اتخذت من ساحات وشوارع وأسواق مدينة عدن ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات فيما بينها وهو ما ظهر جليا في سلسلة الاغتيالات التي شهدتها ولا تزال تشهدها المدينة والتي طالت قيادات عسكرية مرتزقة موالية لهذا الطرف أو ذاك بالإضافة إلى أئمة وخطباء مساجد وشخصيات سياسية على السيطرة والبسط على أراضي الدولة وممتلكاتها بقوة السلاح، وفي هذا الإطار شهدت مدينة عدن مئات الاشتباكات المسلحة بين قيادات الارتزاق أنفسهم بسبب نزاعاتهم حول البسط والاستحواذ على هذه الأراضي والممتلكات الحكومية بل وطالت ممتلكات وأراضي المواطنين. عمليات نهب لأراضي الدولة بعد 2015م وسيطرة العدوان والاحتلال على مدينة عدن جرت عمليات نهب واسعة حيث قامت جماعات تابعة لجهات عسكرية وأمنية وسياسية مرتزقة باقتطاع مساحات كبيرة من أراضي وأحواض مملاح عدن وخور مكسر والبناء العشوائي على المناطق الساحلية في الأراضي الرطبة في خور بئر أحمد بجانب جسر البريقة التي تعد مناطق غنية بالأحياء البحرية وطالت عمليات البناء العشوائي أيضًا الأراضي المخصصة لمشاريع المنطقة الحرة ، كما تم الاستيلاء أيضًا على أحواض محطة معالجة المجاري في منطقة المنصورة. المواقع الأثرية لم تسلم هي الأخرى من البسط والنهب وعمليات البناء العشوائي كما حصل في صهاريج عدن ومهلكة الفرس وحول وداخل كهوف البوميس وجبل المنصورة وعددًا من القلاع والحصون. البسط على أراضي شركة مصافي عدن لم تسلم حتى تلك الأراضي الواقعة داخل حرم المؤسسات والأجهزة الحكومية فيوم الثلاثاء الماضي اقتحم مسلحون معززون بأطقمٍ أمنية وعسكرية، تابعة للمرتزقة شركة مصافي عدن، بمديرية البريقة، غرب مدينة عدن بأسلوب همجي يكشف ما تتعرض له أراضي الدولة من نهب أمام مرأى ومسمع الجميع من قبل قيادات الارتزاق وبمباركة سلطات الفارهادي وتحت حماية الاحتلال. وبحسب محمد سعيد المعين مدير أمن المصفاة، ، فإن المسلحين حاولوا البسط على أراضٍ تقع داخل حرم الشركة، مدعومين بسلطات أحد المتنفذين. وأضاف، وفق تصريحاتٍ إعلامية: أن قوة عسكرية من ألوية حماية المنشآت هرعت إلى المصفاة لمنع الباسطين، وكادت أن تشتبك معهم، غير أن تدخلات العقلاء حالت دون ذلك. ودعا مدير المصفاة المعين من قبل الفار هادي حكومة الارتزاق إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على أراضي شركة المصافي، والتي يتم الاعتداء عليها بتواطؤ جهات أمنية.. ويعد هذا الاعتداء هو الخامس على أراضي مصفاة عدن خلال شهر واحد، ويستغل المسلحون والمتنفذون الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.. معززين بقوات أمنية وعسكرية مرتزقة للاستحواذ على أراضٍ حكومية عديدة في مدينة عدن. هدم منازل المواطنين في الأسابيع الأخيرة تطورت الجرائم التي تشهدها مدينة عدن لتصل إلى هدم بيوت المواطنين فوق ساكنيها بحجج واهية وأعذار قبيحة لا يقبلها عقل أو منطق جملة وتفصيلا وكل ذلك أمام مسامع وأنظار من يدعون أنهم حماة للأمن وتحت رعايتهم وذلك عن طريق قيادات أمنية نافذة امتهنت الارتزاق واتخذت من تنفيذ الأجندة الخارجية في مدينة عدن عملا لها وكمكافأة لها على ذلك أعطتها سلطات الاحتلال الضوء الأخضر لتبسط على مساحات شاسعة وكبيرة جدا من الأراضي والمساكن والمباني الحكومية وصولاً إلى الاستحواذ على منازل المواطنين ..كل ذلك يعكس صورة مرعبة عن الوضع الأمني في محافظة عدن وتحوله إلى مرتع وغابة كبيرة موحشة يسودها انفلات واسع النطاق, واغتيالات وعمليات إرهابية و بسط على المتنفسات والمرافق العامة و مساكن المواطنين الآمنين الذين لا يملكون من أنفسهم حولا ولا قوة لردع الظلم عنهم وكف أيدي الارتزاق ونافذيه عن منازلهم سوى رفع أيديهم للخالق جل وعلا برفع الظلم والضيم عنهم . وقد أصيب الشارع العدني على وجه الخصوص وكل أبناء المحافظات الجنوبية بحالة من الذعر والخوف بعد أن تناقل كثير من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يحاول فيه جنود وأطقم عسكرية تابعة للمرتزقة هدم ما يقارب200 منزل على ساكنيها في مدينة إنماء أحد المدن السكنية في قلب مدينة عدن تحت مبرر البناء العشوائي مما أثار كثير من التساؤلات والهواجس حول هذه الممارسات الوحشية والمرعبة التي لا عهد لمحافظة عدن بها إلا في عهد الاحتلال الإماراتي . كل ذلك ينذر بتحول خطير قد يكون أشد وطأة وخطورة من العمليات الإرهابية نفسها وقد يصيب النسيج الاجتماعي في مقتل بتحوله إلى إرهاب باسم وعباءة وجلباب القانون الأمني بينما هو في الأساس أحد أدوات الاحتلال لإرهاب المواطنين وتنفيذ الأجندة العدوانية.
في بيان صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ندعو كل الأحرار في محافظة شبوة إلى الالتفاف الى جانب ابناء مديرية مرخة للدفاع عن الارض وطرد الغزاة أصدر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يوم الأحد 6/1/2019م بيانًا استنكر فيه ما اقدمت عليه ما تسمى النخبة الشبوانية التي تقودها وتمولها دويلة الامارات العربية المتحدة في حق ابناء مديرية مرخة في محافظة شبوة من اعتداء صارخ ومن اجرام شنيع في حق ابناء اليمن الاحرار وما نتج عن ذلك الاعتداء من قتل للمدنيين مشيدين في نفس الوقت ببطولة أبناء المنطقة في الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم . وقد جاء في البيان:»إننا في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ندين بأشد العبارات تلك الجريمة البشعة وذلك الاعتداء الصارخ في حق اخواننا من ابناء مرخة ونحمل دول العدوان المسؤولية الكاملة فيما اقدمت عليه كما اننا نحيي الموقف البطولي الذي صدره الأحرار في تلك المنطقة والشجاعة التي تحلوا بها أثناء مقاومتهم للغزاة والمرتزقة, كما ندعوا كل الاحرار في محافظة شبوةوالمحافظات الأخرى الى الالتفاف الى جانب ابناء مديرية مرخة للدفاع عن الارض وطرد الغزاة ومرتزقتهم من المحافظاتالمحتلة, وندعو كل الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى إدانة ذلك الاعتداء البربري الغاشم «.