تَبدو مشاهد انتشار “صراصير الليل” في الحرم المكّي، العاصمة المُقدّسة في العربيّة السعوديّة، وذلك بأعدادٍ كبيرةٍ، استدعت تواجد فرق مُختصّة لمُكافحتها (22 فرقة)، وفي مقاطع فيديو مُتداولة رصدت انتشارها الكثيف والمُزعج، مُثيرةً للاشمئزاز، والقرف، وهي حشرة سوداء اللون تنتمي لصراصير الليل، كما تُعرف باسم صرّار الليل، أو الجنادب السوداء، أو الجداجد. في الأسباب الرسميّة لهذا الهجوم “الصُّرصاري”، قال بيان الأمانة للعاصمة المُقدّسة، أن تلك التجمّعات للصراصير، تتعلّق بأسباب عدم النظافة، وتراكم الميكروبات، وخاصَّةً أنها تراكمت في مناطق الصرف الصحّي، والمناهل المكشوفة حول ساحات الحرم، أمّا في الأسباب العلميّة، فيقول الخُبراء في الحشرات، أنّ هذا النوع من الصراصير، يظهر في مثل هذه الأوقات الباردة من السنة، وسيختفي خلال أربعة إلى ستّة أسابيع. وفي أسباب انتشارها غير المُوثّقة، والتي تداولها روّاد المنصّات الافتراضيّة، فعادت إلى أسبابٍ إلهيّة، تدخل في إطار الغضب الربّاني، وإشارته إلى ارتكاب “المعاصي” على أرض بلاد الحرمين، وتحديداً بعد دُخولها مرحلة الانفتاح، وهو أمر دفعهم إلى الدعوة للاستغفار والتوبة، فقد أهلك الله من قبل بحسبهم أقواماً ضلّوا، وكفروا، واستكبروا، بالحشرات. وبالعودة إلى المضار الصحيّة لصرصور الليل، فهي حشرة غير ضارّة بقدر ما هي مُثيرة للاشمئزاز البشري، خاصَّةً إذا انتشرت بهذه الأعداد المَهولة، ومن أرسل طير الأبابيل، قادرٌ على أن يُرينا عجائب غضبه “جلّ جلاله”، جنّبنا إيّاها أجمعين. لعلَّ السُّؤال الوحيد المنطقي في هذه الحالة، هو التَّساؤل عن أسباب عدم النظافة، والإهمال الذي تحدّثت عنه أمانة العاصمة نفسها في بيانها، وعلى من تقع مسؤوليّة مُتابعة التتظيف في منطقة دينيّة مُقدَّسة، المفروض أنها أقدس بِقاع الأرض، وعليها قبلة المُسلمين، ورمزهم، لا بل يصل الأمر إلى تناول وسائل إعلام غربيّة الموضوع، وفيما يتَعلَّق بالأجواء الباردة، ففي كل عام في هذا التَّوقيت تكون الأجواء باردة، ولم يَسْبِق لنا أن شاهدنا هذا الكم الهائل من صراصير الليل، وكأنها “تغزو” سماء وأرض الحرم والمملكة، في “عاصفة حزم” مُعاكِسَة، ولكن على طريقتها!