قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا فشلوا في الخروج بإستراتيجية موحدة في التعامل مع إيران ، بعدما قدمت الأخيرة مبادرة دبلوماسية مفاجئة، في إشارة إلى رسالة رئيسها محمود أحمدي نجاد لنظيره الأميركي. وأضاف الوزير الفرنسي بعد نقاش امتد ثلاث ساعات في اجتماع الليلة الماضية استضافته البعثة الأميركية بالأممالمتحدة، أنه يجري حاليا تقييم للمواقف من الملف النووي الإيراني. واعترف دبلوماسي أميركي أن تباعد المواقف من الملف الإيراني لن يجعل من الممكن تقديم نص مشروع قرار لمجلس الأمن خلال الأسبوع الحالي. وتواصلت المحادثات حول إيران خلال مأدبة عشاء أقامتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على شرف نظرائها الستة بحضور الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا. وأوضح الناطق باسم الخارجية الأميركية أن المحادثات "جرت على مستوى إستراتيجي" بما في ذلك مسألة حقوق الإنسان في إيران ودعم هذا البلد المفترض للإرهاب. لكن رغم ذلك تمسكت موسكو وبكين بعدم تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز فرض العقوبات أو اللجوء إلى القوة. وقال المندوب الصيني لدى المنظمة الدولية وانغ غوانغيا إن بلاده تصر على حذف أي إشارة للعقوبات أو العمل العسكري في مشروع القرار. وأشار إلى أن هذا الموقف لا يعني تهديدا من بلاده باستخدام حق النقض (الفيتو)، لكنها تبحث كيفية التوصل إلى إجماع داخل المجلس. وأمام الاعتراضات الروسية الصينية تسعى الدول الغربية إلى إعادة صياغة مشروع القرار الذي يطالب طهران بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتتركز المداولات على إيجاد صيغة تتيح المحافظة على الطابع الملزم لمشروع القرار دون الإشارة إلى الفصل السابع. في هذه الأثناء أعلنت الإدارة الأميركية أن رسالة أحمدي نجاد إلى الرئيس جورج بوش لن تغير موقف واشنطن حيال برنامج إيران النووي. واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أنها لا تعالج القلق الدولي تجاه طموحات طهران النووية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي فريدريك جونز إنها تعرض "رؤية تاريخية وفلسفية واسعة" للتصريحات الإيرانية حول حق امتلاك برنامج نووي، ولكنها لم تقدم تنازلات. ورأت رايس أن الرسالة لا تشكل أي مقدمة لأي نقاش بشأن وقف البرنامج الإيراني. وأضافت عقب محادثات ثنائية بنيويورك مع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت أنه بإمكان الإيرانيين امتلاك برنامج نووي مدني، لكنها أكدت ضرورة أن يتم ذلك بشكل يعطي ثقة للمجتمع الدولي بأن هذا ليس غطاء لبرنامج تسلح نووي. واعتبر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون نغروبونتي أنها محاولة على ما يبدو للتأثير على المداولات الجارية في مجلس الأمن. ولم يعرف بعد مضمون ولهجة الرسالة التي تعتبر الأولى من نوعها منذ قطع العلاقات بين البلدين إثر قيام الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن عام 1979. ويواصل المسؤولون الإيرانيون تحركاتهم الدبلوماسية المكثفة، حيث قام وزير الخارجية منوشهر متقي أمس الاثنين بزيارة مفاجئة للمنامة التقى خلالها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويصل لاريجاني اليوم إلى أثينا بعدما أجرى محادثات أمس في أنقرة مع كبار مسؤولي الحكومة التركية. وكالات