مراعاة الحالة الانسانية للاسير السعودي المريض وإطلاق سراحه غير المشروط يمثل على الصعيد السياسي صفعة لحكام المملكة وتعرية أخلاقية، كما يمكن تصنيفه في خانة العمل الدعائي الناجح والموفق لكن الاصرار على ذلك رغم تجاهل حكومة المملكة للعرض ولا مبالاتها به يؤكد أن ذلك وإن تحقق لم يكن هدفا ولا غاية للمبادرة اليمنية بقدر ما كان بالنسبة للطرف اليمني التزاما قيميا وأخلاقيا مقصودا بذاته لا يهمنا ما عداه ولا نهدف من خلاله إلى تعرية العدو أخلاقياً. فقد اغنانا عن ذلك بنفسه فأصبح من خلال سنوات الحرب الأربع عورة كونية ليس عليها خيط ستر وليس غرضنا كذلك ان نبين لمن يقاتل في صفوف العدوان من سعوديين ومرتزقة أنهم مجرد أشياء لا قيمة لها في نظر قيادتهم الا بقدر صلاحيتهم لخدمة نزوات تلك القيادة أو بمعنى آخر آلات تم شراؤها للاستخدام المؤقت ليس إلا فهذا أيضاً لم يدع العدوان مناسبة ولا يكاد يمر يوم دون أن يؤكد لهم ذلك فعلاً لا قولاً و من لم يفهمه التصريح لن يكتشف له التلميح. لم يكن إطلاق سراح الاسير السعودي المريض نقلة على رقعة الشطرنج وإنما كان ومنظومة قيم تربينا عليها وشرعاً مطهراً آمنا به واخلاق فرسان نخوض بها عليها هذه المعركة وسواها وسواء كان الخصم شريفا أو وضيعا نبيلا او حقيرا صاحب قيم او حثالة، منطلقين في ذلك من قناعةراسخة بان تلك القيم إن تمنحنا النصر فإنها تستحق أن نموت مجللين بشرفها راضين ..