{ الشهيد أشرف محمد محمد الكبسي والشهيد يحيى عبدالقادر محمد الشامي عاشوا كرماء عالية هاماتهم من أجل دين الله حملوا لواء الفخر، والجهاد، والاستشهاد فهذه دماء شهداؤنا ستروي لنا قصص المجد والإباء وعظمة العطاء.سننتقل ونترحل مع شهدائنا العظماء، ونتعرف عليهم أكثر، وذلك من خلال أسرهم الذين تحدثوا عنهم أروع الحديث الذي يليق بعظمتهم -عليهم السلام. استطلاع/ وفاء الكبسي الشهيد/أشرف الكبسي.. شجاعة وإخلاص الشهيد أشرف محمد محمد الكبسي نموذج للرجل المؤمن الذي عرف مسؤوليته أمام الله ثم الوطن، فانطلق مجاهداً، صادقاً، شامخاً، ثابتاً نحو جبهات العز والشرف والبطولة.. رجلاً أختزل آلاف الرجال في شخصه العظيم، فقدم روحه الطاهرة فداء لوطنه.. هنيئاً لك الفوز يا أبا أحمد. تحدثت زوجة الشهيد عن الدافع لانطلاقة الشهيد قائلة: عندما كان يشاهد مجازر العدوان في المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وتهدم البيوت فوق رؤوسهم، وتدمير البنية التحتية، كل ذلك كان كافياً لأن ينطلق وقد تحرك -رحمة الله عليه- بهمة عالية وحماس لانظير له لنصرة الحق وأهله فقد أنطلق بقوة كبيرة؛ لأنه استشعر المسؤولية تجاه دينه ووطنه. ثم واصلت زوجة الشهيد حديثها عن أبرز صفات الشهيد فقالت: كان الشهيد طيب القلب حنوناً شجاعاً ناصراً لأخوته المجاهدين شجاعاً مقداماً ثابتاً على المبدأ، محب لآل البيت وللسيد القائد عبد الملك الحوثي -سلام الله عليه- وكان لقبه الجهادي “أبو أحمد” محبة لابنه أحمد. كما تحدثت زوجة الشهيد عن آخر محطات الوداع قائلة: كان قبيل رحيله للجبهة بساعات عندما سلم علينا جميعاً أنا وأولاده وأمه وكانت نظراته لنا نظرات الوداع ، وأوصانا بالثبات وأوصاني بأن أنتبه للأولاد، وطلب المسامحة من الجميع، وكان يقول لنا هذا آخر سلام بيننا عندها قامت أم الشهيد بتقبيله وتوديعه غير كل مرة ونحن مستغربين ولم نتوقع أنها بالفعل ستكون آخر محطاته معنا. ثم تحدثت زوجة الشهيد عن كيفية استقبالهم لخبر الشهادة فقالت: لقد استقبلنا الخبر بصبر وحمد وشكر لله الذي شرفه ما كان يتمناه من نيل شرف الشهادة العظيم، لقد استشهد أثناء ذهابه للجبهة حاملاً المدد للمجاهدين بقصف جبان من طائرات الغدر والخيانة التابعة للعدوان الأمريكي السعودي. ثم أضافت زوجة الشهيد -عليه السلام- قائلة : واجبنا تجاه دماء الشهداء بأن نسارع للجبهات وأن نرفدها بالمال والرجال ونبذل الغالي والنفيس في سبيل الله ثم من أجل اليمن، وأن نرعى أسر الشهداء فنكون الأبناء لأسر الشهداء، والأباء لأبنائهم، الله الله في التحرك الجاد لكي لانكون نحن من نأخر بالنصر بسبب تخاذلنا. ثم مسحت زوجة الشهيد أشرف دموع الصبر والثبات والرضى وقالت : أقول لكل اليمنيين كلمة أن زوجي وكل الشهداء والأسرى وكل المجاهدين تركوا بيوتهم وراحتهم ومشوا حفاة ليس لأجل غرض دنيوي لهم ولكن من أجل الدفاع عنهم وعن بلادنا اليمن، فسلام ربي عليهم أجمعين وأسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى والرحمة والخلود لكل الشهداء. الشهيد/ يحيى الشامي.. تضحية وإيثار الشهيد/يحيى عبدالقادر محمد الشامي طاهر السجية مخلص النية، شامخ الهامة عزيم الهمة لم يعرف الذل والهوان، تحدى قوى الشر فانطلق نحو الجبهات، رُغم صغر سنه ولكنه كان مقداماً وشجاعاً فاق كل من فاقوه سناً، فكان للشهيد -سلام الله عليه- في هذا الزمان دور وموقف يأبى الضيم والانكسار أنطلق إلى جبهات العز والشرف والبطولة مقداماً شجاعاً مستشعراً للمسؤولية أمام الله ثم الوطن.. فهنيئاً لك الفوز يا يحيى. تحدثت أخت الشهيد عن الدافع لانطلاقة الشهيد قائلة: الدوافع كثيرة منها تعلق الشهيد بأحد رفاقه وعندما استشهد بقصف هذا العدوان الجائر على السكن الذي كانوا فيه في إب، حينها حزن حزناً شديداً على الشهيد عبدالوهاب القاضي مع أنه كان أكبر منه سناً وبعدها رجع إلى صنعاء وأخذ دورات ثقافية وعسكرية ، وانطلق انطلاقة قوية جادة لم يهن أو يتوانى. ثم واصلت أخت الشهيد حديثها عن أبرز صفات الشهيد فقالت: كان حنوناً وعطوفاً وباراً بوالديه خاصة معي أنا وأمي، ومتسامحاً مع الجميع لا يحمل الحقد والكراهية أبداً ومسارعاً لمساعدة المحتاجين، وكان مرحاً يحب الضحك يحبه الصغير قبل الكبير، وكان لقبه الجهادي “ساجد” نسبة للإمام السجاد -عليه السلام- ؛ ولأنه كان كثير السجود في صلاته. كما تحدثت أخت الشهيد عن كيفية استشهاده قائلة: في يوم الإثنين 2/ إبريل خرج هو وزملاؤه الى البحر وتسبحون وبعدها جاءه إتصال بأن عليه التحرك نحو جبهة حيس؛ لأن كان هناك زحف عليهم وعندها تحركوا بالطقم، وكان متعلقاً بالطقم، وأول ماتحرك الطقم فلت منه ومسك الطقم بيد واحدة ودق رأسه بالحديد الذي في الطقم وسقط إلى الأرض وتم إسعافه للمستشفى ودخل العناية المركزة؛ لأن إصابته كانت بالغة فقد حدث له ست كسور في الدماغ أدت لتلف خلايا الدماغ وتوقف الدماغ ، وعندما دخلوا أمي عليه وهو ينازع صاحو باسمه فتوقفت عنده الرئتين، وعملوا له تنفساً اصطناعياً، جلس هكذا من يوم الإثنين إلى يوم الإربعاء الصباح في مستشفى خاص ولكن دون أي فائدة رُغم أنه كان يشرف عليه دكتور من العائلة ثم نُقل إلى مستشفى العسكري في الحديدة ، ويوم الخميس أنا سافرت مع عمي الدكتور وصلنا الساعة الخامسة بعد العصر حينها استشهد أخي وروحه فاضت إلى الرفيق الأعلى . لقد تلقينا خبر إستشهاد أخي بالحمد والشكر والرضى رُغم أن فراقه أثر فيناً، فقد أحزن فراق أخي يحيى العدو قبل الصديق هذه حقيقة فقد كان محبوباً عند الجميع، ولكن رُغم هذا فقد شعرنا بالفخر والاعتزاز والرضى فاللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى. ثم تحدثت أخت الشهيد عن وصايا الشهيد -سلام الله عليه- فقالت : كان جُل كلام أخي وصايا بأن نسير على درب وخطى المسيرة القرآنية، وكان يقول لي دائماً يا أختي افتخري بأن أخاكِ مجاهد وإن شاء الله أنال الشهادة فافتخري بذلك. ثم أكدت أخت الشهيد يحيى على مواصلة الدرب وإنها تعاهد الله ثم السيد القائد عبد الملك الحوثي بأنهم سيبذلون الغالي والنفيس من أجل إعلاء راية الحق وإجتثاث الباطل، فسنظل ندافع جيلاً بعد جيل حتى وإن كان إلى يوم القيامة، وسنبذل الشهيد تلو الشهيد حتى يتم النصر -بإذن الله.