إجراء 544 عملية جراحية وأكثر من 420 ألف مستفيد من 311 مرفقا صحيا خلال 2018 أكد مدير عام الصحة والسكان في محافظة ذمار الدكتور خالد علي الحجي، أن الوضع الصحي في مديريات المحافظة يشهد تدهورا كبيرا بسبب انعدام الأدوية جراء الحصار المفروض على اليمن للعام الرابع على التوالي. وأوضح في حوار خاص ل «26 سبتمبر»، أن الأوبئة والأمراض تفتك بأبناء الشعب اليمني، وسط انعدام للأدوية الأساسية للمرضى بما فيهم مرضى الأمراض المزمنة، لافتا بأن التدخلات المنظمات الدولية في المحافظة لا يتجاوز 40%. مشيرا إلى أن وفاة 144 حالة بمختلف أنواع الأمراض منها 45 حالة بمرض الحصبة ألمانية مشتبهة، و34 حالة وفاة بوباء الكوليرا خلال العام المنصرم 2018م فإلى محصلة اللقاء. ذمار: حوار محمد العلوي مؤخرا دشنت وزارة الصحة مشروع الربط الشبكي والتقييم المالي والإداري والفني للهيئات والمستشفيات.. ما أهمية ذلك؟ مشروع الربط الشبكي للهيئات والمستشفيات، الذي دشنه معالي وزير الصحة الدكتور طه المتوكل خلال الأيام القليلة الماضية، يمثل نقلة نوعية في الاتجاه نحو الربط الالكتروني الصحي، لتبادل المعلومات التي تحدد مسار تنمية الخدمات الصحية وتحليل الواقع، وجعلها في متناول صانعي القرار، وصولا إلى تحقيق الاستراتيجية الصحية بصورة مباشرة. كارثة صحية غذائية الوضع الصحي يثير قلق الجهات المعنية في بلادنا، وسط مخاوف تحذيرات دولية.. أين تكمن الإشكالية في ذلك؟ أصبح الوضع الصحي على حافة الانهيار، ويشهد تدهوراً كبيراً للعام الرابع على التوالي، بالإضافة إلى أن الكارثة الغذائية الإنسانية التي تشهدها اليمن وصلت إلى المجاعة، في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يراقب الكارثة بصمت دون الحد منها رغم المناشدات لتوفير أبسط مقومات الحياة من الغذاء والدواء، رافق ذلك تدمير ممنهج لمختلف البنية التحتية من قبل غارات العدوان، بما فيها المنشآت الصحية والطبية في مختلف المحافظات، أسهم في اتساع وانتشار الأمراض والأوبئة إلى يومنا هذا. خلخلة النظام الصحي ما واقع القطاع الصحي في ظل استمرار العدوان على بلادنا؟ الوضع الصحي في اليمن ليس منهاراً كنظام، وإنما عمل تحالف العدوان على خلخلة النظام الصحي عن طريق استهداف المنشآت الصحية وتدميرها، وعمل على فرض الحصار الذي أسهم بانعدام الأدوية وعدم السماح بدخول التجهيزات والمستلزمات الطبية، وممارسة الحرب الاقتصادية القذرة، التي استهدفت كل أبناء اليمن. في محافظة ذمار تم استهداف 15 مركزا صحيا، و 6 سيارات إسعاف تابعة لمكتب الصحة، بالإضافة إلى تضرر هيئة مستشفى ذمار العام، جراء استهداف مقبرة العمودي والمنشآت الأمنية القريبة منه خلال الفترة الماضية. انعدام الأدوية بماذا تفسر انتشار الأوبئة والأمراض أثناء الحرب على اليمن؟ انتشار الأوبئة «الكوليرا، الدفتيريا، السل الرئوي، أنفلونزا الخنازير، الحصبة، الملاريا، حمى الضنك، سوء التغذية»، وغيرها من الأمراض نتيجة للحرب والحصار المفروض على اليمن. بحسب تقارير الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي، يتوفى طفل يمني كل 10 دقائق، بسبب سوء التغذية، ووفاة كل يوم عند الولادة لأسباب الحصار وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية. لم يكن ذلك فحسب.. بل أن مرضى الأمراض المزمنة بحسب إحصائية 2017، في 12 محافظة هناك أكثر من 700 ألف يعانون من الأمراض المزمنة الخمسة، معاناتهم كبيرة، لاسيما مرضى السكر الذي نحتاج لهم إلى 12 ألف فيالة، وانقطاع محاليل الغسيل الكلوي بسبب الحصار، ومرض الصرع وغيرهم. انتشار الأوبئة بالنسبة للأمراض الوبائية الأخرى.. ما حجم المؤشرات في المحافظة؟ تأتي في قائمة الأمراض الوبائية الحصبة والحصبة الألمانية حيث بلغت الوفيات 45 حالة وفاة، وإصابة 1919 حالة، وبلغت الحالات المؤكدة 1558 حالة خلال العام المنصرم 2018، ومؤخرا تم تحصين أكثر من 991 ألف طفل ويافع خلال الحملة التي انتهت منتصف فبراير الجاري، وتوفيت 34 حالة بوباء الكوليرا المشتبهة وإصابة أكثر من 50 ألف حالة إصابة، ووفاة 9 حالات اشتباه بأنفلونزا «H1N1 « وإصابة 33 حالة خلال الفترة ذاتها. أما الدفتيريا المحتملة فقد أدت إلى وفاة 13 حالة وإصابة 138 آخرين، ووفاة 7 حالات بالتهاب السحايا و197 حالة اشتباه، وإصابة أكثر من 20500 حالة بمرض الملاريا ووفاة حالة واحدة. وتعرض 992 مواطناً لمرض داء الكلب، أدت إلى وفاة حالتين، إلا أننا نعاني شحة الأدوية والعلاجات الخاصة بتلك الأمراض وغيرها من التهابات الكبد التي تم رصد 1974 حالة خلال عام 2018. التوعية والدواء ما أبرز التدخلات بالنسبة لكم في الحد من انتشار تلك الأوبئة في المحافظة؟ تدخلات مكتب الصحة مباشرة ، بتقديم الدواء والمستلزمات الطبية العلاجية، يصاحبها الحملات التوعوية الميدانية من قبل متطوعات التثقيف الصحي في مديريات المحافظة، للحد من انتشار الأوبئة والتخفيف من حدة الوفيات، لا سيما أمراض الكوليرا التي أودت ب 34 حالة وإصابة أكثر من 50 ألف حالة اشتباه بالكوليرا، أما سوء التغذية الذي تم معالجة 29 ألف حالة سوء تغذية الحاد خلال العام الماضي2018، إضافة إلى ذلك تم تنفيذ 7 مخيمات قدمت الخدمات الطبية المجانية في عدد من مديريات المحافظة، من خلالها تم إجراء 544 عملية جراحية، ومعاينة أكثر من 11 ألف مواطن، وتقديم خدمات الفحوصات المخبرية والأشعة وصرف الأدوية المجانية. تدخلات محدودة حجم التدخلات للمنظمات الإنسانية الدولية.. وما نسبة تلبية الاحتياج خلال العام المنصرم؟ هناك تدخلات جزئية من قبل المنظمات الدولية والمحلية، ومنها الإغاثة الإسلامية، الغذاء العالمي، اليونيسيف، الصحة العالمية، في دعم المرافق الصحية لاسيما بالأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية والرعاية لعدد 82 مرفقاً صحياً، فيما استفاد 717 كادراً فنياً وإدارياً من الحوافز الشهرية في 156 مرفق صحي، منها 50 مركزاً صحياً و 106 وحدات صحية عبر البنك الدولي منذ أغسطس الماضي للمواطنين، من أجل استمرار تقديم الخدمة، إلا أن جميع التدخلات لا تتجاوز 40% من الاحتياج الطارئ في مديريات المحافظة، التي نأمل مضاعفة ذلك خلال العام الجاري 2019، إلى استكمال دعم 139 مرفقاً صحياً غير مدعوم من المنظمات الدولية. رعاية صحية كم عدد المرافق الصحية العاملة في محافظة ذمار.. وما مستوى تقديم الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين؟ يوجد 335 مرفقاً صحياً في مديريات المحافظة، يعمل منها 311، منها اثنان مستشفى عامة، و11 مستشفى ريفياً و66 مركزاً صحياً و255 وحدة صحية، بالإضافة إلى مركز واحد للأمومة والطفولة في المحافظة، استفاد منها أكثر من 420 ألف مستفيد خلال العام الماضي، وتمكنا خلال الفترة ذاتها، تشغيل 5 مستشفيات كانت شبه متوقفة في عدد من المديريات. أما فيما يخص المنشآت الطبية الخاصة هناك 397 منشأة طبية خاصة مرخصة في عموم مديريات المحافظة. رعاية مجانية لو تحدثنا عن الخدمات التي تقدم لأسر الشهداء والجرحى في المرافق الصحية الحكومية والخاصة؟ تحظى أسر الشهداء والجرحى برعاية واهتمام كبير من قيادة وزارة الصحة والسكان، جراء التضحيات التي قدموها في الدفاع عن عزة وكرامة اليمن. احتياجات صحية ما أبرز احتياجات مكتب الصحة والسكان في ذمار للعام 2019؟ خطة احتياجاتنا كبيرة وطموحة في إيجاد الخدمة الصحية المجانية للمرضى، مع استمرار العدوان والحصار المفروض على بلادنا، الذي أدى إلى انعدام الأدوية وفي مقدمتها توفير أدوية مرضى الأمراض المزمنة والمستعصية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز عزل للأمراض ومنها الحصبة والدفتيريا، وتنفيذ الحملات الوقائية من الأمراض المنتشرة للحد منها والتخفيف من ضحاياها الأطفال والنساء التي تفتك بهم من يوم لآخر.