القبيلة اليمنية لبت نداء الوطن وخرجت بحشود ثائرة ضد العدوان اثبتت القبيلة انها ضرغام الحرب وحمامة السلام ..حرة تأبى الضيم وترفض الخنوع تقارير- خاص: ضرغام الحرب، وحمامة السلام، وعنوان البذل والعطاء ومنبع التضحيات، تأبى الضيم، ولا تثنيها المحن، لاسيما وانها كنانة الوطن العصي الذي لا يقهر، تلك هي القبيلة اليمنية. في الوقت الذي انكشفت فيه مواقف أولئك الذين كانوا يتشدقون بأنهم دعاة الوطنية والمدنية والحرية ورفض الوصاية والذي سرعان ما ارتموا في أحضان المحتل والغازي لوطنهم والقاتل لأبناء جلدتهم، فقد تصدرت قبائل اليمن قائمة الوطنية في الدفاع عن اليمن، ولا غرابة في ذلك سيما وأن التاريخ يشهد على دور القبائل اليمنية في التصدي ومواجهة الغزاة والمحتلين وتحرير الأرض وصون العرض، فمنذ الزمان القديم كان دور القبائل متميزاً، وعظيماً في مواجهة الأخطار التي تهدد وطنهم، فكانت ومازالت قبائل حُرة وشريفة تأبى الضيم والخنوع والاستسلام. وللعام الرابع من الصمود اليمني الأسطوري، ضد عدوان عالمي الأمريكي الصهيوخليجي، تجلى دور القبيلة اليمنية في ساحة مواجهة ذلك العدوان المتغطرس، حيث خرجت قبائل اليمن في حشود ثائرة غاضبة، وحمل أبناؤها السلاح وانطلقوا نحو جبهات العزة والكرامة وميادين الشرف والبطولات خفافاً وثقالاً جنباً الى جنب مع أخوانهم في الجيش، فقدمت قوافل من الشهداء والجرحى من خيرة رجالها وذلك بما يمُلي عليها واجبها الديني والوطني، وتلبية نداء الشرف والرجولة، وقامت إعلان النكف القبلي، الذي سرعان ما تداعت جميع القبائل اليمنية واعلنت الاستجابة لذلك النكف عبر لقاءات قبلية موسعة كانت من اهم نتائجها اصدار وثيقة الشرف القبلية. وثيقة الشرف القبلية تدخل حيز التنفيذ: مع كل تصعيد من قبل العدو تكون القبيلة اليمنية صاحبة السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات والمحافظة على الأخوة والتحرك بروح العزيمة الواحدة، ومحافظة على تماسك وتلاحم الجبهة الداخلية، وذلك من منطلق بأن مسؤوليتها هي الحفاظ على الوطن ومعاداة كل أعدائه، فكانت وماتزال قويةً، وثابتةً، وصامدةً أكثر من أي وقت مضى. ونتيجة السخط القبلي الكبير تجاه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم ومرتزقته وممارستهم المشينة بحق أبناء الشعب اليمني منذ أربعة أعوام؛ عقد بالعاصمة صنعاء اللقاء القبلي الموسع لمشايخ وحكماء ووجهاء قبائل اليمن، حيث أعلن حكماء وعقلاء اليمن البدء الفوري بتنفيذ وثيقة الشرف القبلية وإقرار القواعد التفصيلية والتنفيذية للوثيقة. وفي بيان صادر عن اللقاء، أكدت قبائل اليمن البدء الفوري بتنفيذ وثيقة الشرف القبلية ببنودها التسعة، وأهاب البيان بقبائل اليمن ترسيخ القيم والمبادئ والأسلاف والأعراف القبلية الحميدة المنسجمة مع الشريعة الإسلامية الغراء والحفاظ على الهوية الحضارية العريقة للشعب اليمني، وشدّد البيان على الاستمرار في دعم ومساندة ابناء الجيش واللجان الشعبية وتقدير تضحياتها في مواجهة العدوان والذود عن حياض الوطن. وثمن البيان التزام قبائل اليمن بخيار الدفاع عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السيادة الوطنية والتأكيد على خطورة الحرب الإعلامية والنفسية والناعمة التي تمارسها قوى العدوان وأهمية الحذر واليقظة والوعي في مواجهتها. وأكد البيان حق الشعب اليمني في اتخاذ الإجراءات القانونية لملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا المجازر ودمروا البنية التحتية من منشآت مدنية وعسكرية وتعويض الضحايا وجبر الضرر وبما يصون الحقوق وإعادة الإعمار، وحذر البيان كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والسلم الداخلي أو الساعي لتجنيد الشباب مع العدو. وثيقةُ الشرف القبلية مشروعٌ وطني ومطلبٌ شعبي لتعزيز الروابط الأخوية لقد مرغ أبناء القبائل أنف قوى العدوان عند كل سهل ووادي وارسلتهم إلى أودية جهنم واثبتت القبيلة اليمنية أنها صمام أمان اليمن وافشلت تقديرات العدو بأن القبائل يمكن شراؤها بالمال موجهة صفعة وخيبة أمل للعدو بأن رهاناته على شراء الولاء في القبل اليمنية أمر مستحيل وغير وارد. وفي خضم ذلك، أكّد رئيسُ اللجنة التحضيرية للقاء القبلي الموسّع الشيخ عبدُالعزيز رسّام، أن وثيقةَ الشرف القبلية تعتبر مشروعاً وطنياً ومطلباً شعبياً سيسهمُ في تعزيز اللحمة وتقوية الروابط الأخوية بين أبناء الشعب اليمني، وأوضح أن هذا اللقاء يهدف إلى وضع العالم على حقيقة موقف أبناء القبيلة اليمنية الرافض للعدوان ودعواته التحريضية والطائفية ومحاولاته المستمرة لتشويه موقفها النضالي تجاه الاحتلال السعودي الاماراتي. وأكّد الشيخُ عبدُالعزيز رسّام أن الوثيقةَ ستسهم في تجسيد مبدأ التكافل والتراحم وحشد المقاتلين بوتيرة عالية ومستمرة لرفد المؤسسة العسكرية وتشكيل مجاميعَ قبلية لحماية الساحة الداخلية ومواجهة التحرّكات المشبوهة لقوى العدوان والتعامل معها وعزل الخونة والعملاء والتبرؤ منهم والتصدّي لعناصر العدوان التي تعمل على تجنيد البعض من داخل جبهتنا الداخلية للقتال في صفّ العدوان. وتطالب الوثيقة السلطات الرسمية والقضائية بتطبيق القانون وإنزال العقوبات الرادعة ضد المشاركين في العدوان على اليمن والداعمين والمحرضين والمؤيدين له وفق ما نصّت عليه أحكام الشريعة الإسلامية والمواد القانونية العقابية، وأشارت الوثيقة الى اجماع قبائل اليمن أن الخونة والعملاء مدرعين بالعيب وملبسين بالجرم والعار حتى وإن تمت أي تسوية سياسية وتلحق بهم العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي، وأوضحت أن كل قبيلة مسؤولة عن حفظ أمن واستقرار ساحتها وحدود الوطن كله كساحة عامة لكل قبائل اليمن. وتُقر القبائل اليمنية صلحاً عاماً بتأجيل كل الخلافات والنزاعات بين جميع أبناء اليمن باستثناء من أشارت إليهم الوثيقة بالعقوبات آنفاً، بالإضافة الى ضرورة ترتيب وتنظيم شؤون القبيلة لتكون قادرة على أمن ساحتها وحل مشاكلها ومتابعة أمورها والقيام بدورها في كل المجالات الدفاعية والأمنية. وتعتبر هذه الوثيقة ميثاق شرفٍ في السلم والحرب وسارية في كل ظرفٍ وزمان تجسيداً للمبادئ والقيم والثوابت القبلية وعلى أن يتم تشكيل لجنة مشتركة لوضع قائمة العار التي يسمى فيها الأشخاص المستحقون للعقوبات وفق أسس صحيحة ومدروسة. القبائل صمام أمان اليمن ما يزال في اليمن الصامد توجد قبائل حُرة وشريفة تأبى الضيم، ولا تثنيها المحن وجرائم الصواريخ المتساقطة على رؤوس المدنيين الآمنين، ولا تهزها وتثني من عزيمتها جحافل قوى الغزو ومعداتهم العسكرية المتطورة، بقدر ما يؤذيها تلك الجرائم النكراء بحق المرأة اليمنية الشريفة، والمتنافية مع الأخلاق والقيم النبيلة، والأعراف القبلية، والاديان السماوية. وفي كل مرة يُمعن فيها قوى العدوان ومرتزقتهم في ارتكاب جرائم بحق النساء من اختطاف واغتصاب وقتل والتي تتنافى مع القيم وأخلاق الحروب، تؤكِّدَ القبائل اليمنية أنها لن تقف مكتوفة الايدي تجاه تلك الجرائم الدخيلة على المجتمع اليمني والعُرف القبلي، وأنها حاميةً للأرض، والعرض من دنس الغُزاة والاحتلال، ومدافعة عن الحرية والاستقلال، ورافدةً للجبهات بالمال والرجال، وتبعث برسائلها لقوى تحالف العدوان ومرتزقتهم من خلال اعلان النكف القبلي أن تلك الجرائم لن تمر دون عقاب، حتى دحر الغزاة والمنافقين من جميع الأراضي اليمنية، مهما كانت قوتهم لأنهم متوكلون على الله القوي العزيز، ومتمسكون بتعاليم كتابه وأعلام هديه.