# ولم تخف دولة الأمارات العربية المتحدة منذ الأيام الأولى للحرب على اليمن التي بدأت في مارس 2015 م أطماعها في اليمن وتطلعها للعب دور في هذا البلد المضطرب. وقد سارعت أبو ظبي شريك الرياض الأساسي في العدوان على اليمن في أعقاب تدخلها العسكري المباشر إلى فرض سيطرتها العسكرية على الموانئ والمنافذ البحرية في جنوب البلاد وشرقها وبسطت نفوذها وسيطرتها أيضا على أماكن انتاج النفط وتكريره في محافظتي عدن وشبوة وعمدت إلى وقف الإنتاج في حقولها النفطية ومنع الصادرات والواردات من وإلى اليمن مما تسبب في مضاعفة معاناة المواطنين اليمنيين وحرمان موظفي الدولة من مرتباتهم الشهرية منذ أكثر من ثلاثة أعوام . وقد قوبلت الممارسات الأماراتية التغسفية في المناطق المحتلة في جنوب البلاد برفض واستهجان كبيرين من قبل السكان المحليين الذين ضاقوا ذرعا بها وبدأوا يتذمرون ويعبرون عن سخطهم ورفضهم لسياسة أبو ظبي الإحتلالية والتي قابلتها الأمارات بحملات قمعية طالت الكثير من أبناء تلك المناطق بعضهم جرى اغتيالهم وتصفيتهم في ظروف غامضة وبعضهم تم الزج بهم في سجون سرية يتعرضون فيها لشتى انواع الإهانة والتعذيب وآخرين مفقودين لا أحد يعرف مصيرهم حتى اللحظة والبعض أجبروا على النزوح من مناطقهم وتهجيرهم منها بالإكراه في ظل ظروف انسانية بالغة السوء والمأساوية. ولا تزال مشيخة أبو ظبي مصرة على ظلم اليمنيين وارتكاب الجرائم ضدهم وممارسة أبشع الممارسات في التعامل معهم في المناطق التي تحتلها في جنوب البلاد وتؤكد كل يوم بغيها عليهم والتلذذ والإستمتاع بعذاباتهم ومعاناتهم وآلامهم بصورة تبدوا في منتهى القبح !. ومن المفارقات الكبيرة والعجب العجاب أن تتحدث مشيخة أبو ظبي في سياق شرعنتها وتبريرها لجريمة العدوان على اليمن إلى جانب السعودية ودول أخرى بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ودولة الكيان الصهيوني ان اشتراكها في الحرب الحالية على اليمن جاء بهدف محاربة التمدد الفارسي في المنطقة العربية ووقف خطر توسعه وانتشاره وزحوفه والتصدي لمن يصفهم اعلام التحالف بأتباع إيران وأذناب طهران وينعتونهم بالمجوس والروافض في الوقت الذي تجد فيه إيران متواجدة وحاضرة بقوة في دولة الأمارات وخاصة في دبي التي تعود ملكية استثمارات قيمتها مليارات الدولارات لرجال مال وأعمال إيرانيين وتجدهم يستأثرون بنصيب الأسد في حجم الإستثمارات وعالم البزنس والتجارة في إمارة دبي بل إن الإيرانيين يشكلون اغلبية في سكان هذه الأمارة وتبدوا وكأنها ولاية أو منطقة إيرانية اضف إلى ان حجم التبادل التجاري بين الأمارات وإيران تبلغ قيمته سنويا مليارات الدولارات وتتضاعف كل حين وآخر ورحلات الطيران بين البلدين لاتنقطع على مدار الساعة يوميا !. فعن أي خطر ومد فارسي تتحدث أبو ظبي ومشيختها وإيران وخطرها الفارسي داخل الأمارات نفسها ويتواجد بكثافة فيها ?!. ولماذا لم يبدأ عيال زايد بمحاربة التمدد الفارسي وخطره في بلادهم قبل ان يتوجهوا إلى اليمن ويزعمون أنهم ماجاءوا إلى هذا البلد غزاة ومحتلين إلا لنصرة أهله واستجابة لنداء مايصفونه بحكومته الشرعية وهذا زعم باطل وادعاء كاذب لاسند ولاقانونية ولا مشروعية له على الإطلاق !. # وكان من الأحرى والأولى لممالك ومشيخات النفط الخليجية التي تشارك في الحرب الحالية على ضمن تحالف دول العدوان بقيادة مملكة آل سعود لو كانت دول تحترم نفسها وأمتها وتتخلق بأخلاق اسلامها ومبادئه وقيمه السامية التي تحض على الإيثار والبر والتعاون والتكافل بين أبناء أمة العروبة والإسلام أن تخصص بعض مليارات الدولارات التي أنفقتها في الحرب على اليمن وتدميره وقتل أبناء شعبه لإنعاش إقتصاده وتمويل مايحتاجه من مشاريع خدمية وتنموية تلبي متطلبات السكان الفقراء وتحل اشكالاتهم المرتبطة بالعامل الإقتصادي والإجتماعي بالدرجة الأولى بإعتبار الثروة التي تبددها تلك الممالك والمشيخات الخليجية ملك أبناء الأمة جميعا ومنهم أبناء اليمن . وبدل ان تكون تلك الثروة المهدرة التي يبددها أمراء ومشائخ النفط المترفين بسفه نعمة تعم شعوب ودول العالم العربي والإسلامي جعلوها للأسف الشديد نقمة طالت كل عربي ومسلم بسبب سفههم وانفاقها فيما لايرضي الله ورسوله وينفع عامة العرب والمسلمين. ولو كان لتلك الأمارات ومشيخات النفط الخليجية سياسات استراتيجية وأبعاد ومنظومة قيم ومبادئ تتحرك بموجبها وبوحي منها لما كان حالنا وحالها على هذا النحو من السوء وتردي الأوضاع والضعف والتصدع والهوان .وكان حري بأعراب الخليج المترفين وفي مقدمتهم السعودية أن يمدوا ايادي العون والمساعدة ولا يبخلون على اليمن ببعض مليارات الدولارات التي ينفقوها لحربه وتدميره وتمزيقه بإعتباره عمقهم الإستراتيجي والدرع الحصين لهم لو كانوا يعقلون ويفقهون لصد ومواجهة اي خطر خارجي يتهدد أمنهم حيث يمثل اليمن بسكانه الكثر مخزون بشري رافد لجيرانه في منطقة الجزيرة والخليج من شأنه لو قدموا المساعدات الإقتصادية المجزية له وأعانوه على حل مشاكله لكان نعم الحارس والحامي لهم من خطر إيران المزعوم وغيره ولما وجدوا هذا الهاجس الذي يطغى عليهم من الخوف الذي تحول إلى جبن وصار يشغل كل تفكيرهم واهتماماتهم بلا داع ولا معنى !. ليت أعراب الخليج والجزيرة يدركون ذلك وليتهم يعوا آياته قبل فوات الأوان وقبل ان يتعذر الوعي والفهم واصلاح مافسد من الشؤون !..