خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عشية الذكرى الرابعة لصمود الشعب اليمني الأسطوري, حملت كلماته وعباراته دلالات وأبعاداً تجسد حقيقة هذا الشعب الإيمانية والوطنية المعبرة عن شجاعته وصبره وحكمته ووعيه وعنفوانه في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني الصهيوني الذي ما كان له أن يتجرأ على شن حربه الباغية والظالمة على الشعب اليمني لولا رهانه الخاسر على ما قام به طوال سنوات وعقود من أعمال سعى من خلالها إلى إبقاء اليمن بلداً ضعيفاً ومفقراً تنهشه الفتن والأزمات والخلافات والصراعات, وينخره فساد سياسي واقتصادي واجتماعي ساعده على ذلك وجود أنظمة تابعة وخاضعة للهيمنة والوصاية السعودية ومن خلفها الأمريكية والبريطانية.. أنظمة وظيفتها الأساسية تدجين وإخضاع شعب حضاري عريق عزيز وأبي وعظيم لرغبات ومصالح ملوك وأمراء المال النفطي القذر والفكر الصحراوي التكفيري الوهابي الإرهابي الرجعي المتخلف المستبد الخانع التابع لمشيئة رعاته وحماته الإنجليز والصهاينة والأمريكان.. والتي لطالما رفض وثار شعبنا للتحرر والاستقلال والانعتاق من ربق تلك التبعية والوصاية لأشر خلق الله.. وفي كل مرة كانوا يطورون من مؤامراتهم وبأساليب إجرامية خسيسة وماكرة, اعتماداً على أذنابهم يئدون طموحات وتطلعات هذا الشعب قبل أن تولد.. صحيح أنهم استطاعوا فترات ومراحل سابقة تحقيق اختراقات, لكنها لم تبلغ في خطورتها ما وصلت إليه في السنوات السابقة لهذا العدوان والتي مسوا فيها ليس فقط البنية السياسية لمنظومة السلطة والأحزاب, لكنها اتخذت بعداً اجتماعياً ودينياً تمظهر في اللعب على تأجيج النزعات المناطقية والمذهبية والجهوية المؤثرة سلباً على وحدة هذا الشعب الوطنية التي اعتقدوا أنهم إن شنوا عدواناً على الشعب اليمني سيتحقق لهم نصر سهل وسريع غير مدركين حقيقة هذا الشعب, وهاهي أربع سنوات تكتمل وملامح هزيمتهم تلوح في أفق هذا التحالف العدواني الدموي, ويلوح نصر هذا الشعب كإنبلاج الفجر.. هذا هو الاستنتاج الأهم من قراءة مضامين ومعاني خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اكتمال العام الرابع ليوم الصمود الوطني في وجه تحالف عدوان لا مثيل لوحشيته وهمجيته عبر التاريخ.. وهذا هو السياق لمسارات الصمود والنصر اليماني الذي يتطلب بلوغ غايته النهائية ليس فقط الحفاظ على هياكل مؤسسات الدولة, بل ووجوب العمل على نحو حاسم ومسؤول في مواجهة الفساد المتراكم, والذي لطالما راهن عليه العدوان ليس باعتباره فساداً اقتصادياً ومالياً, بل عمل ممنهج كونه واحداً من أخطر الجبهات في إخضاع اليمنيين لمشاريعه التدميرية التقسيمية باعتبار الفاسدين الذين يعتمد عليهم تحالف العدوان في نخر ما تبقى من صورة الدولة هم عملاء وجزء من طابوره الخامس في الداخل, وهم يقومون بمهمة تُسهم في مضاعفة معاناة شعبنا وخلق حالة من الإحباط لدى من يعمل في هذه المؤسسات وهذا الفساد, كما أشار السيد القائد في خطابه لا يمكن إزالته إلا بكوادر وطنية مؤمنة واعية ونظيفة ومبدعة ومبتكرة قادرة الحفاظ على ما هو قائم من بقايا الدولة, بل وعلى إعادة بنائها وفقاً للرؤية الوطنية التي جرت مناقشتها وإقراراها خلال السنة الرابعة لهذا العدوان.. إنه هو المسار الذي ينبغي التركيز عليه على طريق بناء الدولة الوطنية اليمنية القوية والقادرة والعادلة المحققة للمواطنة المتساوية بين كافة اليمنيين حتى يتمكن هذا الشعب العظيم من النهوض والتقدم الذي يحقق لنا مكانة في المنطقة والعالم ترتقي إلى مستوى تاريخنا الحضاري وصمودنا الأسطوري في وجه هذا العدوان الذي لم يسبق لشعب آخر أن تعرض له.. وهكذا تحقق شعار الرئيس الشهيد الصماد «يد تبني.. ويد تحمي» لننتصر لحاضرنا وغد أجيالنا القادمة.