افتتح الأخ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى في العاصمة الفرنسية باريس اليوم أعمال ندوة اليمن اليوم التي تنظم بمناسبة العيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية التي اقيمت في مقر منظمة اليونسكو . وقال في كلمته ان الوحدة اليمنية كانت حدثا عظيما تأسس على مبادئه وغاياته بناء الدولة اليمنية الحديثة والديمقراطية، وتشكلت من وحيه، ملامح هذه الدولة، لتبدو كما هي اليوم، صورة مشرقة، استحقت منكم أيها الأصدقاء الأعزاء، هذا المستوى من الاهتمام بقراءة اللحظة اليمنية الراهنة. واضاف إن اليمن الذي نقف من خلال هذه الندوة على مشارف صورته الحالية، شهد الكثير من أوجه التغيير بعد مرور ستة عشر عاما على إعادة تحقيق الوحدة، وهو مختلف كلية عنه قبل عام 1962م أي الثورة في اليمن والتي شكلت محطة تغيير بارزة في تاريخ اليمن المعاصر، بما أفرزته من واقع جديد تميز بأفق لا حدود له، يموج بالأحلام والتطلعات، إلى بناء عهد جديد لا استبداد فيه ولا كهنوتية، ولا ظلام، ولا تخلف، ولا استعمار. وكانت الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، محطة تغيير بالغة الأهمية، لأنها أعادت ترميم جسد الوطن اليمني وأعادت له ملامحه التاريخية والجغرافية، والتأم بفضلها شمل الإنسان اليمني بعد عهود من التمزق والفرقة. مشيرا إلى إن التغيير الذي شهده اليمن في ظل الوحدة تميز بكونه منظمة مشكلة لا تقتصر على الجانب السياسي فقط فلقد شرع اليمن ابتداء من مارس 1995م بتطبيق برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري كان من بين أهدافه اعتماد آلية السوق من خلال إجراءات شملت تحرير التجارة والخصخصة وإصلاح وحدات القطاع العام وتوسيع دور القطاع الخاص في مجال الاستثمارات وزيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي ورفع الكفاءة الإنتاجية وتعزيز الإمكانيات الإدارية لتنفيذ الإجراءات والسياسات المرتبطة بالإصلاح. نص كلمة رئيس مجلس الشورى سعادة الأخ سفير اليمن لدى فرنسا السيد/ رئيس الجمعية الفرنسية للمستعربين الأخ رئيس وأعضاء وفد اليمن لدى اليونسكو الأخت مديرة المركز الإعلامي السيدات والسادة.. الأعزاء أصدقاء اليمن.. أود في البداية أن أنقل إليكم تحيات ومحبة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، وتقديره العالي للاهتمام والصداقة الغالية التي تخصون بهما اليمن، وتمنياته الخالصة كذلك، لكم بالخير والسعادة، لأعمال هذه الندوة بالنجاح والتوفيق. تغمرني السعادة وأنا أفتتح مع هذه الكوكبة المتميزة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين من فرنسا والعالم العربي، ندوة "اليمن اليوم" والتي تنعقد بعد خمسة أيّام فقط على احتفالاتنا الوطنية في الثاني والعشرين من مايو، بالذكرى السادسة عشر لتحقيق الوحدة اليمنية. هذا الحدث الكبير تأسس على مبادئه وغاياته بناء الدولة اليمنية الحديثة والديمقراطية، وتشكلت من وحيه، ملامح هذه الدولة، لتبدو كما هي اليوم، صورة مشرقة، استحقت منكم أيها الأصدقاء الأعزاء، هذا المستوى من الاهتمام بقراءة اللحظة اليمنية الراهنة. أود أن أعبّر عن عميق شكري وتقديري لمنظمي هذه الندوة في الجمعية الفرنسية للمستعربين والسفارة اليمنية في باريس ممثلة بالمركز الإعلامي، ووفد اليمن لدى اليونسكو. كما وأعبر عن عميق الشكر وبالغ الامتنان، لمنظمة اليونسكو، التي تعبّر من خلال احتضان هذه الندوة ، عن تقدير خاص لليمن، وعن تناغم وتعاون كاملين مع بلدنا في عدد من المجالات الثقافية التي تتشكل منها صورة اليمن اليوم، وتشمل حماية التراث الثقافي، والتنمية الثقافية، حيث أمكن بفضل هذا التعاون وضع ثلاث من أهم المدن التاريخية في اليمن في سجل التراث العالمي، وبفضل هذا التعاون يجري حاليا وبتمويل من اليونسكو تنفيذ مشروع يهدف إلى تدوين وحفظ أهم ما خلفته الحضارة والإنسان في بلادنا من تراث ثقافي مادي وشفهي. وأوجه التحية لجمعية المستعربين الفرنسيين التي تقدم خدمات جليلة لجهة تجسير العلاقات العربية الفرنسية، وأحيي بشكل خاص كل الجهود التي تبذلها الجمعية من أجل تعميق المعرفة الثقافية باليمن. وأوجه التحية كذلك إلى هذه المدينة الجميلة باريس، حاضرة فرنسا، وحاضنة اليونسكو، ومعهد العالم العربي. باريس التي تميزت بحرصها على تأسيس منظومة قوية من العلاقات المثمرة بين فرنسا والعالم العربي منذ عهد الرئيس الراحل شارل ديغول. ولقد شكلت العلاقات اليمنية الفرنسية، القوية والممتازة جزئا هاما من منظومة هذه العلاقات، بما توفر لها من عوامل النمو والتطوير، في ظل الحرص المشترك لقيادي البلدين على رعاية تلك العلاقات، وتعزيزها بمبادرات عديدة أبرزها الحرص على توسيع نطاق المصالح المشتركة. أصدقاء اليمن والأعزاء، إن اليمن الذي نقف من خلال هذه الندوة على مشارف صورته الحالية، شهد الكثير من أوجه التغيير بعد مرور ستة عشر عاما على إعادة تحقيق الوحدة، وهو مختلف كلية عنه قبل عام 1962م أي الثورة في اليمن والتي شكلت محطة تغيير بارزة في تاريخ اليمن المعاصر، بما أفرزته من واقع جديد تميز بأفق لا حدود له، يموج بالأحلام والتطلعات، إلى بناء عهد جديد لا استبداد فيه ولا كهنوتية، ولا ظلام، ولا تخلف، ولا استعمار. وكانت الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، محطة تغيير بالغة الأهمية، لأنها أعادت ترميم جسد الوطن اليمني وأعادت له ملامحه التاريخية والجغرافية، والتأم بفضلها شمل الإنسان اليمني بعد عهود من التمزق والفرقة. ومجالات التغيير التي ارتبطت بالوحدة لم تقتصر على انجاز ما نعتبره في الأصل استحقاقات تاريخية وجغرافية وإنسانية ولكنها مثلت محركا هاما لتحقيق أوسع عملية إصلاح على مستوى المنطقة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. أضافت إلى الدولة الموحدة ملامح عصرية وزودتها بآليات فعالة لإنجاز استحقاقات الحاضر والمستقبل. إن اليمن في ظل الوحدة ينعم بنظام ديمقراطي يقوم على مبادئ: التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة، واللامركزية الإدارية والمالية، والحكم الرشيد، واحترام الحريات العامة وحرية الصحافة والنشر، وبناء شراكة مثمرة مع منظمات المجتمع المدني وتمكين المرأة. وفي الواقع المعاش دلائل لا تقبل الشك، بالمستوى الذي يعبر به اليمن عن تمسكه بتلك المبادئ. فخلال ستة عشر عاما من عمر الوحدة، شهدت البلاد انعقاد ثلاث دورات انتخابية برلمانية ودورة انتخابات رئاسية تنافسية واحدة، وأخرى محلية، وتتهيّأ لعقد دورة انتخابات رئاسية وأخرى محلية في شهر سبتمبر المقبل بإذن الله. وتنافس في تلك الانتخابات الأحزاب والتنظيمات السياسية الأكثر نشاطا من بين اثنين وعشرين حزبا وتنظيما سياسيا مسجلا، بالإضافة إلى المستقلين، وهناك أكثر من ثمانية ملايين ناخبا مسجلين على القوائم الانتخابية يمارسون حقهم الدستوري بسهولة تامة. وفيما نحن على أبواب دورة جديدة من الانتخابات الرئاسية والمحلية التنافسية، يمكنكم أن تتأكدوا بأن كل الضمانات الدستورية والقانونية قد توفرت لإنجاح تلك الانتخابات وتمكين الراغبين في التنافس على منصب الرئاسة، وعشرات الآلاف من المتنافسين على أكثر من سبعة آلاف مقعد هي مجموع ما تتكون منه المجالس المحلية على مستوى الجمهورية. وتشهد الساحة اليمنية حركة صحافة حرة ونشطة تشتمل على ما يزيد من مائة وعشرين صحيفة ومجلة عامة ومتخصصة، يومية وشهرية وفصلية وحولية، وليس لما تتناوله سقف إلا سقف القانون والدستور. وفي موازاة ذلك يتعاظم دور المجتمع المدني كشريك أقر بدوره الدستور والقانون واستوعبته الخطط والاستراتيجيات العامة للتنمية ويوجد أكثر من أربعة آلاف جمعية ومنظمة واتحادا يتعزز بدورها وجود ودور المجتمع المدني في الساحة الوطنية. وتحرز المرأة اليمنية في هذه المرحلة مكاسب هامة في ظل تمكين غير مسبوق وفي إطار دور فعّال ونشط في الشأن العام. وتشغل المرأة في الوقت الراهن حقيبتين وزاريتين ومناصب دبلوماسية وإدارية وحزبية رفيعة ويمكن أن نرى في الأخت خديحة السلامي مثلا حيّا على ما تحقق للمرأة اليمنية في ظل الوحدة. إن التغيير الذي شهده اليمن في ظل الوحدة تميز بكونه منظمة مشكلة لا تقتصر على الجانب السياسي فقط فلقد شرع اليمن ابتداء من مارس 1995م بتطبيق برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري كان من بين أهدافه اعتماد آلية السوق من خلال إجراءات شملت تحرير التجارة والخصخصة وإصلاح وحدات القطاع العام وتوسيع دور القطاع الخاص في مجال الاستثمارات وزيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي ورفع الكفاءة الإنتاجية وتعزيز الإمكانيات الإدارية لتنفيذ الإجراءات والسياسات المرتبطة بالإصلاح. وكان من بين أهدافه أيضا تحسين الإيرادات العامة وخفض النفقات من خلال التصحيحات السعرية والسيطرة على التضخم من خلال الإصلاحات النقدية. ولقد تحققت بفضل ذلك البرنامج والذي لا يزال تحت التنفيذ نتائج ممتازة، تمثلت في : تقليص اختلال الموازين الاقتصادية الكلية والذي أدّى إلى انخفاض كل من عجز الموازنة ونمو عرض النقد والتضخم كما أدى إلى ارتفاع الاحتياطي من النقد الأجنبي وإلى استقرار سعر الصرف، فيما اتجه ميزان المدفوعات إلى التحسن المضطرد. إن ما حققه اليمن في إطار منظومة الإصلاح تلك، لم يكن بالأمر السهل في ظل تحديات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، ولكنني حريص على الإشارة إلى ما يعانيه اليمن من شحة في الموارد وخصوصا الموارد المائية، بالإضافة إلى ما تشكله الزيادة السكانية من تحد لجهود التنمية، بالإضافة إلى تحديات البيئة الإقليمية والتي تنوء بالمشاكل والتوترات. أصدقاء اليمن الأعزاء، لقد توفرت لليمن بفضل نظامه وتوجهه الإصلاحي ووضوح سياسته الخارجية، مناخ موات لبناء علاقات اتسمت بالاحترام والثقة، على المستوى الثائي والإقليمي والدولي، كان من بين أهم مؤشراته الاهتمام الدولي بما حققه اليمن على الصعيد الديمقراطي والذي تجلى من خلال دعم ورعاية انعقاد القمة الأولى لدول الديمقراطيات الناشئة بصنعاء عام 1999م ومؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحكمة الجزاء الدولية في يناير 2004م بالعاصمة صنعاء أيضا. وفي الإطار الإقليمي استطاعت أن تغلق ملف الحدود البرية والبحرية مع دول الجوار على قاعدة لا ضرر ولا ضرار. وبنت على إثر ذلك منظومة ممتازة من العلاقات مع الجوار الإقليمي، ومستوى مماثل من العلاقات مع بقية دول العالم ومن بينها فرنسا التي نعتز بعلاقاتنا معها. ويفخر اليمن بما يملكه من منظومة واسعة من العلاقات الدولية، إن دلت على شيء فإنما تدل على سلامة النهج الذي يتبعه على المستويين الداخلي والخارجي وتدل كذلك على نبل المقاصد التي تميز السياسة الخارجية.. ويحرص اليمن باستمرار على تأمين مناخ من الثقة في علاقاته الإقليمية والدولية من أجل تعظيم المنافع المتبادلة التي تتيحها تلك العلاقات. ولعل من أهم ما أثمره مناخ الثقة في تأمين أطر مؤسسية لضمان استمرارية العلاقات وتوسيع آفاق التعاون. وبالإضافة إلى ما تحققه الجامعة العربية من إطار مؤسسي لرعاية وخدمة العلاقات العربية يتجه اليمن بخطوات جدية نحو التكامل والشراكة مع مجلس التعاون لدول الخليج العربي وهناك انتقالة من مجرد الاشتراك في بعض المؤسسات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والرياضية إلى خطوة أشمل تستهدف تأهيل وإدماج الاقتصاد اليمني في اقتصاد دول المجلس وصولا إلى تحقيق التكامل والشراكة الكاملة. وتسجل العلاقات الخارجية لليمن نجاحات إقليمية أخرى تتمثل في إطلاق مبادرة تجمع صنعاء التي تجمع كل من اليمن والسودان وإثيوبيا والصومال، وتهدف إلى تعميق أسس الشراكة الإقليمية في المجالات السياسية والاقتصادية، وتضمن مستوى فعال من التنسيق بين دول التجمع إزاء قضايا رئيسية أبرزها قضية أمن منطقة جنوب البحر الأحمر. وهناك دور مشهود أسهم به اليمن من خلال علاقاته الخارجية ويتعلق بالقضية الصومالية، فلقد رعى اليمن الكثير من جولات الحوار بين الفرقاء الصوماليين ورعى نهاية العام الماضي اتفاقا بين أطراف الحكم الحالي في الصومال ، وعلى الرغم من بقاء الأمور على ما هي عليه من السوء والانفلات، فإن اليمن لا يزال يؤمن بأهمية التحرك على المستويين الإقليمي والدولي من أجل إنهاء حالة الاقتتال الأهلي في ذلك البلد، وتحقيق المصالحة الوطنية وتمكين مؤسسات الدولة من العمل. ويحتفظ اليمن بعلاقات متميزة مع كل دول العالم ومع القوى الكبرى، على نحو يعكس الأفق الواسع للسياسة الخارجية التي تهدف إلى تأمين العوائد الإيجابية لتلك العلاقات وخدمة المصالح الوطنية والمشتركة مع تلك الدول. إن اليمن وفق هذه الرؤية، تتمتع اليوم بعلاقات ممتازة مع كل من الولايات المتحد وروسيا والصين ومع دول الإتحاد الأوروبي، حيث يحرص فخامة الأخ الرئيس على تعزيز تلك العلاقات من خلال الزيارات التي يقوم بها إلى تلك الدول والتي كان أبرزها جولته الطويلة التي شملت كل من اليابانوالولاياتالمتحدةوفرنسا، وزيارته الأخيرة والهامة إلى كل من الصين وباكستان. ولقد تجلى التقدير الكبير الذي يحظى به اليمن من قبل الدول الكبرى عندما دُعي فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ليكون ضيف شرف على قمة سي أيلند لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، وهي القمة التي اعترفت بالتقدم الذي أحرزته بلادنا على الصعيد الديمقراطي، فتم اختيارها إلى جانب كل من تركيا وإيطاليا من أجل المساهمة في صياغة الآلية الخاصة بمبادرة الإصلاح والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط. ولليمن علاقة جديرة بالاهتمام بفرنسا، وهي علاقة قديمة تعود إلى قرون مضت، وتميزت في كل المراحل بالديمومة والحيوية وباتساع أفقها ومجالاتها وبتأكيدها على المصالح المتبادلة. ولم يكن المجال الاقتصادي هو المحرك الوحيد لتلك وخصوصا في بداياتها المبكرة، أو المجال السياسي كما هو الحال اليوم ولكن ثمة مجالات أخرى، شكلت بقدر ما أهمية كبيرة في تأصيل تلك العلاقات... إن العلاقات الفرنسية تدين لمبدع كبير هو رامبو أنه أقام صلات ثقافية وإبداعية متميزة بين اليمن وفرنسا هذا الشاعر الذي قضى شطرا من حياته في اليمن وأقام في مدينة عدن وكتب الكثير من الأشعار فيها، وسجل الكثير من جوانب الحياة في شعره وفي ذكرياته أيضا... الأصدقاء الأعزاء، إن بلادنا هي جزء من أمتها العربية وتؤمن تبعا لذلك لأنها معنية بقضايا أمتها ومنطقتها منطقة الشرق الأوسط.. وتتطلع دائما إلى رؤية هذه المنطقة واحة سلام واستقرار.. ونؤمن في اليمن كذلك، بأن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال التطبيق الصارم والكامل لمقررات الشرعية الدولية، بحيث يؤدي ذلك إلى عودة الأراضي العربية المحتلة وإلى تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وتقرير مصيره بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1967م وإنهاء عقود من المعاناة التي عاشها ولازال يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وبقدر ما نتطلع في اليمن إلى أن يعود السلام في العراق وشعبه وننظر بتفاؤل إلى الخطوات التي تنجز على صعيد العملية السياسية، فإننا حريصين على تأكيد أن نجاح العملية السياسية وإنهاء موجة العنف ومشاهد القتل اليومي في هذا البلد لن يتحقق إلا من خلال انسحاب القوات الأجنبية وضمان مشاركة واسعة وعادلة للأطراف العراقية في العملية السلمية والتي يجب أن تتم على أساس من احترام سيادة ووحدة العراق. كما ويؤيّد بلدنا الجهود التي يبذلها الإتحاد الإفريقي بدعم من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، من أجل إنهاء العنف والاقتتال في إقليم دارفور السوداني ويؤكد في الوقت نفسه على ضرورة أن يتحقق حل المشكلة في إطار الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان. إن اليمن كما تعلمون يقف في الجهة الأمامية المضادة لظاهرة الإرهاب، وليست بحاجة إلى التذكير بالتبعات التي واجهها بلدنا نتيجة هذا الموقف المبدئي، حيث كان هدفا لهجمات إرهابية أبرزها الهجوم على المدمرة الأمريكية إس إس كول والناقلة النفطية الفرنسية ليمبورج. ولكننا أيضا حريصون على أن يتوافق المجتمع الدولي على تعريف موضوعي للإرهاب، إن ذلك يعتبر أولوية بسبب ما نلحظه من خلط بين الإرهاب وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال. أصدقاء اليمن الأعزاء أرجو أن أكون قد وفقت في إحاطتكم بملامح ومضمون الصورة التي تطل بها اليمن على العالم بعد ستة عشر عاما على إعادة تحقيق الوحدة المباركة. أشكر لكم اهتمامكم باليمن وبالتطورات التي تجرى فيها وأرجو أن توفر الندوة إطلالة هامة على المشهد اليمني بكل تفاعلاته. أشكر وأقدر كل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذه الندوة والشكر لكم أيتها السيدات أيها السادة أصدقاء اليمن الحاضرون في هذه القاعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.