السلام عليكم يا عم سالم وبعد.. الموضوع: بقية الملاحظات حول مقالكم المعنون ب”اللواء علي محمد صلاح تجاهل دور أبناء الجنوب النازحين في مذكراته”.. في الحلقة الماضية تم الإشارة إلى المقال الاستهلالي من البحث المذكور سابقاً المتضمن ذكر المساهمة الفاعلة لجبهة التحرير في طرد الاستعمار من جنوب الوطن، وفي الحلقة الثالثة للبحث المذكور ذكرتُ –بضم التاء- بعض أسماء من قيادات ومناضلي جبهة التحرير الذين نزحوا إلى خارج الجمهورية بسبب الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وهم: عبدالقوي مكاوي-رئيس مجلس قيادة جبهة التحرير عبدالله الاصنج-قيادي في جبهة التحرير محمد سالم باسندوة-قيادي في جبهة التحرير محمد راجح ثابت- قيادي في جبهة التحرير العقيد حسين عشال-قيادي في جبهة التحرير د. سيف علي مقبل-قيادي في جبهة التنظيم الشعبي المناضل سالم علي حلبوب-قيادي في جبهة التحرير المناضل سعيد عشال-قيادي في جبهة التحرير صالح حسين راجح- قيادي في جبهة التحرير بالإضافة إلى أسماء 379 من كوادر ومناضلي جبهة التحرير من العسكريين و960 اسماً من كوادر ومناضلي جبهة التحرير من المدنيين وكمية من الوثائق التي ستفي بالجزء المقرر لجبهة التحرير والمسمى “دور منظمة التحرير في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وتحقيق استقلال جنوب الوطن”، والمقدر ب”50 صفحة” تقريباً مقاس كتابكم، وستلاحظ أن الجزء الثاني المذكور في الكتاب الذي سيصدر قريبا إن شاء الله لا توجد فيه أي عبارة تسيء إلى جبهتكم أو تستنقص من نضالها المعروف بينما بعض أصحابك من كوادر جبهة التحرير قد وصفوا حزبنا الحزب الاشتراكي اليمني بأردأ مفردات اللغة. الملاحظة الثانية عشرة: حول تسمية الجنوب العربي والجنوباليمني من الناحية الجغرافية شمال اليمن تقع في الجنوب العربي لعرب آسيا وموازية للقرن الافريقي الصومال وجيبوتي وجزر القمر, وهي دول عربية تقع في قارة افريقيا , أما الجنوباليمني – أي الشطر الجنوبي من الوطن اليمني مع جرفها القاري وسقطرى ضمنه فإن موقعها يقع في أقصى الجنوب العربي لذلك كانت تسمى الجنوب العربي وليس مهماً أن يسميها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أو لا يسميها.. صحيح ان الزعيم جمال عبدالناصر زعيم عربي قومي كبير لم ينجب الوطن العربي مثله حتى الآن لكن كلامه ليس قرآناً. وبعض إخواننا في الشطر الجنوبي من الوطن يبحثون عن اللي “ماهلوش” أو على الأرجح يبحثون عن كلمة حق يراد بها باطل. الملاحظة الثالثة عشرة: أنا معك يا عم سالم أن حكومة صنعاء كانت تستخدمكم ورقة سياسية, ومعك أيضا أن حكومة 5 نوفمبر الرجعي في أوائل السبعينيات لم تكن تصرف عليكم من خزينتها أي “بقشة” بل كانوا يستفيدوا من الدعم الخارجي المقدم, لكن والسر الذي لا تعرفه حتى الآن ولا غيرك يعرفه وهو أن سلطة 5 نوفمبر الرجعي كانت ترفع إلى الجهات الخارجية المانحة كشفاً يفوق العدد الفعلي بثلاثة أضعاف وهذا السر كشفته مخابرات أمن الدولة في الشطر الجنوبي من الوطن عام 1973م كما ان أحد قيادتكم مافيش داعي لذكره كونه متوفياً كان يرعى مع الراعية ويأكل مع الذئب وكلك نظر. الملاحظة الرابعة عشرة: ماكانش داعي تقول: “لقد كان قرار قادة الجبهة الوطنية صائبا في عدم تجاوبهم مع ما دعاهم إليه المؤلف في إبداء الرأي حول ما دونه في مذكراته”. يا عم سالم قبل أن نكون أعضاء في الحزب الاشتراكي اليمني منذ تأسيسه في 11 أكتوبر عام 1978م كلنا المعارضة المسلحة في المناطق الوسطى بشكل خاص وبقية المناطق بشكل عام كنا أعضاء في الجبهة الوطنية الديمقراطية وفي الظروف الراهنة ونظراً لغياب الحزب مؤقتاً لأسباب موضوعية وذاتية أنت تعرفها, فنحن نعتبر الجبهة الوطنية الديمقراطية بيتنا الثاني والرفيق المناضل ناصر النصيري هو أكبرنا سناً وأوفر عقلا وهو الأمين العام للجبهة الوطنية الديمقراطية.. وطالما والجبهة الوطنية بيتاً فللبيوت أسرار كان مفروض ما تكشف السر.. لقد زعلت زميلك علي صلاح من الجبهة الوطنية وزعلت الجبهة منك.. اللي قال لك هو يعرفك انك مناضل كبير لواء متقاعد وكاتب وباحث سرك عن ثقة وأنت لم تخف السر.. وهذا خطأ محسوب عليك. وإجمالاً طالما وأنت كشفت المستور أود هنا إيضاح المسألة لك ولعمي علي صلاح وللقراء: قلت للواء الركن علي محمد صلاح يا فندم باطلب من بعض قيادة الجبهة يكتبون رأيهم حول كتابك الجزء الثالث قال تمام مافيش مانع ثم طلبت من بعض قيادات الجبهة الوطنية كتابة رأيهم حول كتاب الجزء الثالث “من مذكراتي” لمؤلفه اللواء الركن علي محمد صلاح فوافقوا وزاروا دائرة التوجيه المعنوي لتسليم ما كتبوه لكن تم تأخير الجزء الرابع لاستكمال مواده وسيطبع لاحقاً.. خلاصة القول يا عم سالم إذا تريد تكتب رأيك سلباً أو إيجاباً عن كتاب “من مذكراتي” لأي جزء لمؤلفه اللواء الركن علي محمد صلاح فالمجال مفتوح لك وأرجو منك توخي الدقة والموضوعية. أما مقالك السابق فقد انطلقت فيه من أحكام جاهزة لسبب.. “كلك نظر”: الملاحظة الأخيرة لا تخص شأن كتاب اللواء الركن علي محمد صلاح بل هي ملاحظة ايجابية لشخصكم ما ذكرته في السطور الأخيرة من مقالك: “بمناسبة مرور 47 عاماً على توقيع اتفاقية القاهرة 1972م من قبل رئيسي الوزراء في الشطرين حينها الأستاذ محسن بن احمد العيني، والأستاذ علي ناصر محمد نتقدم بأحر التهاني والتبريكات لهما وإلى كل مواطن يمني شريف ناضل من أجل الصرح الوحدوي الذي وضعت لبنته الأولى بتوقيعهما على اتفاقية القاهرة عام 1972م”. نحن معك يا عم سالم نكرر التهاني للهامتين الوطنيتين علي ناصر محمد ومحسن أحمد العيني, وإضافة إلى ما قلت في سطورك أعلاه أود هنا وبإيجاز شديد تذكير القراء بأن هدف تحقيق الوحدة اليمنية كان أبرز أهداف ثورة 26سبتمبر 1962م الخالدة، بل كان أبرز انجاز تحقق لليمن في 22مايو عام 1990م خلال القرن الماضي, لكن للأسف الشديد الأعمال العدوانية من قبل أعداء الوحدة والتصرفات غير الوطنية من قبل بعض قيادات دولة الوحدة قد أضرت كثيراً بمنجز الوحدة اليمنية المباركة حيث بلغت حالات الاغتيالات خلال الأعوام الثلاثة الأولى 206 حالات.. وكان الحزب الاشتراكي اليمني المتضرر الأول منها حيث تم اغتيال 151 عضواً من قياداته وكوادره خلال 3 أعوام ومن نتائجها نشوب حرب صيف 1994م الذي زاد الطين بلة وما لحق خلال الأعوام التالية من ظلم وتهميش وإقصاء لأبناء المحافظاتالجنوبية وحروب م/صعدة الستة. ومن نتائج تلك الأحداث والأزمات قيام ثورة 11 فبراير 2011م الشبابية التي تحولت من ثورة إلى أزمة سياسية بعد سرقتها من رموز الفساد الذين انشقوا من سلطة الفساد.. وجاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كنا نأمل فيه خيراً بأنه سيشخص الأوجاع، ويعمل على حلحلتها لكن المنظرين فيه خرجوا باكتشاف عجيب مفاده بأن أساس الأزمة هي قضية صعدة والقضية الجنوبية!! لكن الواقع لا قضية صعدة ولا القضية الجنوبية هما سبب الأزمة، فسبب الأزمة هي أزمة حكم وسلطة فاسدة وحكومة غير عادلة.. فلو وجدت دولة رشيدة على الأقل من بعد حرب 94م فلن تظلم أبناء الشطر الجنوبي ولن تخوض ستة حروب ضد صعدة لكن الترقيع المؤقت وانعدام الرؤية الوطنية لأسباب الأزمات وعدم وضع المعالجات السليمة لها أدى إلى انفجار الأوضاع واوصلنا إلى الحالة الراهنة.