إن قدسية الوطن كقدسية الدين فما أن يتعرض الإنسان للمساس بعقيدته وقناعاته الدينية إلا وقامت الدنيا ولم تقعد وكذلك الوطن ما أن يمسه الضرر أو الأذى من بائعي الداخل أو من عدو خارجي حاقد إلا وأستوجب التوحد والتكاتف للدفاع عنه والتضحية في سبيله وهذا هو الحال الطبيعي لأبنائه الشرفاء الذين يقدسون ترابه الطاهر ويدركون المعنى الحقيقي لكلمة وطن وهذا هو ما جسده أبناء شعبنا اليمني الوفي بكل فئاته وشرائحه قولاً وفعلاً في مواجهة المجرمون أعداء الحياة من آل سعود وآل زايد وكل مرتزقتهم ومن تحالف معهم الذين يشنون حربهم العبثية منذ خمس سنوات على أمل أن يحققوا أهدافهم المريضة إلا أن الشرفاء في كل الوطن اذاقوهم سعير اليمن الذي لا يقبل على أرضه غازٍ أو عميل. إن البائعين للأوطان لا يختلفون تماماً عن أولئك السماسرة الذين لا يهمهم شيء سوى تحقيق الربح ولو على حساب كرامتهم وحتى لو كانت النتائج والعواقب كارثية وهذه هي حقيقة مرتزقة العدوان الذين نذروا أنفسهم الرخيصة من أجل خدمة أسيادهم المحتلين الطامعين في أرضنا وثرواتنا وخيرات وطننا.. ومن الغريب أنه رغم جرمهم المشهود بحق الوطن والشعب إلا أنهم فقدوا الحياء وما زالوا يتغنون وبكل وقاحة بأن جرائمهم التي وقعت على رأس الوطن والمواطن هي من أجل اليمن وشرعيته وكأنهم يتخاطبون مع أصنام لا ترى ولا تسمع ولا تعي والحقيقة التي يجب فعلاً أن يفهموها هي بأنهم هم ومن يدعمهم فعلاً لا يرون بعين المنصف ولا يسمعون أنين وأوجاع الوطن وأبنائه ولا يعون كوارثهم وجرائمهم التي دمرت بلد وهدمت مستقبل أجياله. للأسف الشديد ان البائعين للوطن وسيادته لم يكتفوا بعد بما جلبوه لنا من دمار ولأنفسهم من عار فها هم اليوم يصرون على الإمعان في عمالتهم وارتزاقهم وما حدث من مسرحية هزلية في اجتماع ما يسمونه بمجلس النواب في سيئون هو في الحقيقة مجلس عار عليهم لأن حقيقة اجتماعهم ليس من أجل اليمن ولا الشعب كما يروجون وإنما من أجل اتمام الصفقة لأسيادهم المحتلين لإدخال الويتهم العسكرية السعودية لتقاسم الكعكة مع دويلة الإمارات التي شعرت السعودية بأنها هي المسيطر في تك المنطقة فأصرت على أن يكون لها جزء من هذه الصفقة، والدليل القاطع بأن هذا الاجتماع المدبر له بليل ماهو الا احجية قد انكشفت بعد أن انتهى اجتماع البرلمانين الذين هم في الحقيقة بلا برلمان وغادروا ليمثلوا دوائرهم الانتخابية في شقق وفنادق الرياض والقاهرة وتركيا وبعض الدوائر قد تكون في أمريكا وبريطانيا وفي أماكن أخرى لا نعلمها ولكن الوية وقوات المحتل العسكرية لم تغادر وهو استكمال لسيناريو الاحتلال في المناطق الجنوبية، وهذا دليل لا يساوره الشك بأن شرعية اليمن المزعومة هي من تشرعن للمحتلين بل من يسهل لهم وكأن شرعية الهاربين تعمل كخدمة المطاعم التوصيل إلى الوطن بدون خسائر .. إنها شرعية العار لأنه في الواقع لا شرعية لمن لا تستطيع قدمه أن تطأ تراب يمننا الطاهر إلا بإذن من أسياده الغزاة ولا شرعية لمن باع وقبض الثمن أشلاء ودماء كل أبناء الوطن.. والشرعية الحقة هي لمن يقف وقفة الأسود في ميادين الوغى لمن ينتصر لإرادة شعب وحريته وقراره وسيادة وطن أسمه اليمن.