العدوان السعودي ثمرة عداء تاريخي محتقن في صدور آل سعود وفجورهم في الخصومة لليمن الموقع الاستراتيجي لليمن ومميزاته الجغرافية حولته الأطماع الأمريكية الإسرائيلية إلى نقمة على شعبه حملت الحلقة النقاشية المفتوحة للعداء التاريخي السعودي وحروبه العسكرية على اليمن - والتي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة بالتعاون مع دائرة التوجيه المعنوي- العديد من المعاني والدلالات والمفاهيم والعناوين التاريخية لتسلسل العداء السعودي لنظام آل سعود على بلادنا اليمن, منذ توليهم حكم المملكة العربية السعودية, وركزت اوراق العمل المقدمة في الحلقة النقاشية على المراحل التاريخية للعداء السعودي واسبابه وتنوعاته وما آلت اليه الاوضاع وانعكاساتها على مسارات العلاقة الثنائية بين البلدين وانظمة الحكم المتعاقبة في اليمن.. ولأهمية المداولات والمداخلات وما تضمنته اوراق العمل من اهمية تاريخية للاجيال من خلال التعرف والاطلاع..»26سبتمبر» انفردت بنشر اوراق العمل المقدمة في الحلقة النقاشية, والبداية من ورقة العمل الرئيسية الموسومة بالعداء التاريخي السعودي وحروبه العسكرية على اليمن «قراءة تاريخية» والتي اعدها العميد الركن مهندس حسن علي السياني والتي تكمن اهميتها في اظهار خفايا تاريخ العداء السعودي على اليمن وحروبها العسكرية التوسعية في الاراضي اليمنية وإبراز العداء التاريخي والانساني والمذهبي وتوضيح اسبابه والاطماع التوسعية في الاراضي اليمنية: عرض: نبيل السياغي- احمد طامش العداء السعودي التاريخي لليمن اليمن بلد حضاري تاريخي موغل في القدم تمتد حضارته إلى أكثر من13000 عام بكثير ويعتبر الأقدم حضارة في المنطقة على الإطلاق من» سام بن نوح, قوم عاد وثمود الى مملكة سبأ وحمير»خصها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بسورة كأمله «سورة سبأ»ووصف أهلها بأولي قوة وأولي بأس شديد. اليمن السعيد ارض الجنتين وأول بانٍ للسدود والمدرجات الزراعية ومشيد ناطحات السحاب والقصور بشهادة القرآن العظيم والنبي الأكرم محمد»صلى الله عليه وآله وسلم». شاهدنا ولمسنا وعانينا من هذا العداء التاريخي المحتقن في صدور آل سعود والفجور في الخصومة لليمن من خلال شن عدوان بربري غاشم وحرب شاملة قذرة وبمشاركة تحالف دولي أسموه «عاصفة الحزم»جمعوا لها جيوشاً نظامية ومرتزقة دوليين وإقليميين ومحليين وكل شذاذ الآفاق, حيث تم قصف واستهداف وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها والبنية التحتية من مرافق حيوية ومباني خدمية ومنشآت اقتصادية ومصانع مدنية ومنشآت صحية وتعليمية وزراعية والطرق والجسور,,,, الخ, والمواقع الحضارية الإنسانية والآثار التاريخية قي ربوع ارض اليمن, وكأنهم في حرب مع الله سبحانه وتعالى ورسالاته السماوية والإنسانية والتاريخ والحضارة الإنسانية. العداء السعودي الجغرافي والسياسي لليمن اليمن بما حباه الله سبحانه وتعالى من موقع جغرافي فريد يسيل له لعاب الطامعين, وامتلاكه إطلالة على بحرين»البحر الأحمر والبحر العربي « وخليج عدن ما جعله مطمعاً عالمياً وإقليمياً. تكمن أهمية موقع اليمن الاستراتيجي في كونه يقعُ بين قارتَي آسيا وأفريقيا، ويُعتبَرُ الوسيطَ التجاري بين الشرق والغرب، وتحيط به البحار ، ويتحكم بمضيق باب المندب الذي يتحكمُ بطريق الملاحة البحرية بين الشرق والغرب، وتمر عبره 20% من التجارة العالمية، مما يجعلُه يحتلُّ المرتبةَ الثالثة من حيث كمية النفط التي تمر عبره من الطلب العالمي، كأقصر طريق بحري يربط بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى الشريط الساحلي الممتد على أكثر من 2500 كم، والجُزُر اليمنية المنتشرة والمتميزة والمتحكمة عدد منها في حركة الملاحة ومن أهم هذه الجزر «جزيرة سقطرى – كمران – ميون – الزبير – زقر ارخبيل حنيش – عَبدالكوري». كما يتواجد البترولُ على مياهه الوطنية والإقليمية و في منطقة الجرف القاري، ويتيحُ هذا الموقعُ البحري التوسعَ في علاقاتها السياسيّة والاقتصادية والعسكريّة؛ لأَنَّه يعتبرُ بمثابة حماية طبيعية للأمن الوطني، وَيستميلُ الدولَ لعقد التحالفات المختلفة، كما أن لليمن موقعاً فلكياً يجعل منها بلداً يمتلكُ أفضلَ المنتوجات الزراعية وأجودها، هذا الموقع الجغرافي يعكس المساحة الإنتاجية الزراعية الواسعة، وتنوع المناخ والتضاريس، تعدد الموارد الطبيعية فيه وتنوعها. يمكن الرجوع إلى ما كتبه الباحثون حولَ أهميّة الموقع الجغرافي لليمن وكيف يؤهله ليكون من أغنى الشعوب عالمياً. من المفترض ان يكون الموقعُ الجغرافيُّ لليمن الفريد من نوعه أحدَ العوامل الرئيسية في نهضته وتقدمه ورفاهية مواطنيه، إلا أن النتيجةَ كانت عكسَ ذلك، فقد تحولت الميزاتُ للموقع الجغرافي إلى نقمة على اليمن وساكنيه، وجعلها في قلب الأحداث العالمية، ومنطقة لتجاذب الدول العظمى ومراكز النفوذ الدولي، وأخذت حيزاً واسعاً في سياسات واعتبارات الدول العظمى، في حين أن اليمن نفسَها ظلت على هامش الأحداث والتفاعلات الدولية؛ بسببِ أنْظمةِ الحُكم الضعيفة والعميلة التي تعاقبت على الحكم بلا خطط أَو استراتيجيات، وأدخلت البلدَ في أتون صراعات داخلية، جعلت من كُلّ طرف الاحتماءَ بالأجنبي ضد الطرف اليمني الآخر، ما عزّز من دور المؤامرة لقوى إقليمية ودولية عليه. استخدمت القوى الدولية قوى إقليمية ممثلة في تحالفهم في المنطقة بقيادة»المملكة العربية السعوديّة», وكون السعوديّةُ مثّلت أحقرَ الأدوار في تأريخ المؤامرة على اليمن وزعزعة أمنه واستقراره تم اختيارها لتنفيذ اجندتهم ، إذ شهدت اليمنُ تاريخيا صرُاعَ «البرتغاليين، والفرنسيين، والإيطاليين، والبريطانيين، والأتراك، والاتّحاد السوفياتي» وبقيت آثارُ تلك الصراعات إلى اليوم في محاولة للسيطرة على ثروات البلد ومصادرة سيادته، وكان أسوأ ما شهدته اليمنُ في مسلسل المؤامرة الطويل, المؤامرة البريطانية والأمريكية، ودورهما في زعزعة أنْظمة الحكم المتتالية سواء مباشرة اوعبر حلفائهم. كون أن لليمن حدّودا طويلةً مع جارت السوء السعوديّة، فقد استطاعت الأخيرةُ تحويلَ تلك الخصائص والميزات للموقع الجغرافي إلى جحيم لقاطنيه، وقد عملت كوكيل للغرب في صراعاته مع دول عظمى منافسه للمشروع الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في بسط النفوذ على المنطقة، ودخلت السعوديّةُ في صراعات مع الدول الإقليمية كالعراق وإيران وتركيا، وتحالفت مع أعدائهم الإسرائيليين، ومنذ النشأة الأولى لبذرة آل سعود، فقد عملت على زعزعة أمن واستقرار اليمن كجزء من التمدد البريطاني والأمريكي في المنطقة، واستخدمت كُلَّ وسيلة في ذلك من دعم الجماعات الإرْهَابية، وشراء الو لاءات السياسيّة والقبلية عبر اللجنة الخاصة، واغتيال الشرفاء من السياسيّين والعسكريّين المناوئين لها، ودعمت الانفصال في1994م، ووقفت ضد مطالب الشعب في ثورة 2011 م ، ودعمت الصراعات الداخلية، بالإضافة إلى أنها كوّنت جماعات الضغط على صانعي القرار « قبلية وإسْلَامية وسياسيّة وعسكرية…»؛ للحد من المطالبة بإرجاع المناطق اليمنية كعسير وجيزان ونجران، ومنع التنقيب على آبار النفط والغاز في المناطق الحدودية، وإفساد النشاط الزراعي في الجوف ومأرب وحضرموت. أضحى ذلك الدورُ جليا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م، حيث عملت السياسةُ الأمريكيةُ إلى جانب النظام السعوديّ في مسرحية مكافحة الإرْهَاب، وجعلت اليمن يشغلُ مساحةً هامةً لدى صانع القرار الأمريكي، إثر انتشار تنظيم القاعدة المنشاْ امريكيا في اليمن والمدعوم من آل سعود ودول الخليج؛ باعتبار أن هذا التنظيمَ الإرْهَابي يهدد مصالحَ الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتحوّلت اليمن إلى ساحة حرب ممولة سعوديًّا وخليجيا، وكلنا نعرف أن كُلّ أطراف النزاع في اليمن كانت مدعومة من السعوديّة، انعكس ذلك على جميع مجالات التنمية والاستقرار السياسيّ والاقتصادي، آخرُ مشهد من تلك المسرحية الهزلية ما شهدته اليمن من عدوان عسكريّ مباشر ليلة 26/3/2015 م بحجة إعادة الشرعية ودحر الانقلابيين، وما زال العدوان مستمراً للعام الخامس على التوالي ، واتضح هدف العدوان جليًّا للجميع أن الغرضَ هو السيطرة على الجزر والموانئ والمطارات ومناطق النفط والغاز والمناطق الحيوية، وتقسيم اليمن وتجزئته لضمان ديمومة الصراع، عبر شعارات زائفة وأوراق مكشوفة لا زال يستخدمها التحالف المشؤوم حتى الآن. المشكلةُ باختصار أن الموقعَ الجغرافي المتميز لليمن جعله محلَّ أطماع دولية، وتجاذبات بين القوى العظمى، أَدَّى ذلك أن يكون تحت الوصاية السعوديّة؛ حفاظاً على نظامها الملكي وتنفيذاً لسياسات بريطانية وأمريكية وإسرائيلية، بمعنى أن اليمنيين هم ضحيةٌ لما يملكون من موقع وثروات وتاريخ. لهذا على اليمنيين أن يعملوا على استغلال موقع بلدهم وثروتهم، واسترداد أراضيهم المحتلة ، مما يتيحُ لهم بناء دولة ذات سيادة تعمل على استغلال الثروة، بدلاً من أن يستمروا في البحث واستجداء الحلول ممن هم أساس المشكلة «أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعوديّة» ,المواطنُ اليمنيُّ متفائلٌ كُلَّ التفاؤل بالقيادة السياسيّة الحالية، فكما أن الموقعَ الجغرافي شكّل مشكلة، فهو أَيْضاً أحدُ المخارج من الأزمة الحالية، إذَا أحسَنَ صانعُ القرار إدارةَ الدولة، واستغل الإمكانات المتاحة الاستغلالَ الأمثل.