يواكب شهر رمضان هذا العام في طقس حار وساعات النهار الطويلة واحيانا ترتفع درجة الرطوبة في الجو خاصة في هذا الشهر ومثل هذا الطقس ذو تأثير كبير على وظائف الكلى بسبب التعرق الغزير وفقدان السوائل من الجسم فيكون ذا تأثير ضار على مرضى الكلى الذين يعانون من الحصوات والتهابات الكلى والمسالك البولية وقد جعل الله سبحانه وتعالى قدرة عظيمة في الكليتين و وظائف حيوية هائلة واذا اضطربت وظائفها اضطربت معها حياة الانسان واصيب بأمراض خطيرة. ويؤثر طقس الصيف من حر ورطوبة وتعرق في وظائف الكلى تأثيراَ كبيراَ لذلك يتساءل الناس عن صوم رمضان في اشهر الحر وساعات النهار الطويلة في مثل هذه الايام ومع ذلك فانه لا يجب اتخاذ تلك الحاجة الى الماء او الطعام ذريعة لإفطار المريض في رمضان بل يمكن بعد التشاور مع الطبيب , واتباع نصائحه قيام المسلم بفريضته على اكمل وجه بدون ان يتسبب لنفسة باي أذى. صوم مرضى الكلى يكون بناءَ على تقييم الطبيب المعالج المتابع للحالة لأنه من المعروف طبياَ ان التهاب الكلى وتكون الحصوات يزداد عن فقدان السوائل من الجسم بسبب التعرق الغزير بفعل طقس الصيف من حر ورطوبة وعند الاقلال من شرب الماء والسوائل خاصة في مثل هذه الايام مع طول ساعات الصوم في فصل الصيف . هؤلاء المرضى رخص لهم ديننا الحنيف بالإفطار في رمضان ويجب عليهم الالتزام بنصيحة وارشاد الاطباء حتى لا تتأثر كلاهم وتضطرب وظائفها وتتدهور حالتهم . وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهواء على اهمية الالتزام برخص الافطار حفاظاَ على صحة المسلمين وصونها فقد جاء في الحديث الشريف (ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى فرائضه). ماهي الحصوات وما مدى خطورتها ومضاعفاتها؟ الحصوات هي تجمع املاح معدنية ومركبات كيمائية اخرى داخل مجرى الجهاز البولي سواءَ بالكلى او الحالب او المثانة او حتى مجرى البول وتزداد الإصابة بها في بلدان المناطق الحارة. وتسبب الحصوات المغص الكلوي الحاد والبول المدمم ومضاعفاتها خطيرة مثل انسداد الكلى او الحالب او مجرى البول وتحوصل وتضخم الكلية , تضخم الكلى مع الالتهاب فهذه المضاعفات قد تنتهي بالفشل الكلوي. ماهي النصائح والاحتياطات اللازم اتخاذها لمرضى حصوات الكلى و المسالك في رمضان؟ من اجل تسهيل الصيام على مرضى الكلى والمسالك البولية يمكن ان نقسمهم الى قسمين الاول المرضى الذين لديهم حصوات بالفعل .والثاني المرضى الذين لديهم استعداد لتكوين الحصوات او سبق لهم استخراج حصوات من الجهاز البولي . بالنسبة للقسم الاول قرار السماح للمريض بالصيام يعتمد على مكان الحصوات فاذا كانت الحصوات داخل الكلية فيمكن للمريض بالصيام يعتمد على مكان الحصوات , فاذا كانت الحصوات داخل الكلية فيمكن للمريض بالصيام بدون مشاكل . اما الحصوات داخل حوض الكلية او الحالب فيتوقف السماح للمريض بالصوم على مدى تكرار حدوث الاعراض وليس الإفطار المطلق . اما بالنسبة للقسم الثاني من المرضى فلا يوجد لديهم اية موانع للصيام مع اتباع النصائح والاحتياطات التالية: الإكثار من شرب السوائل في الفترة من بعد الافطار وحتى السحور لتعويض كميات السوائل المفترض ان يتناولها المريض على مدار 24 ساعه وهي من 3-4لتر يوميا مع أخذ في الاعتبار ان الماء العادي هو الافضل بالنسبة للكلى ,عدم التعرض للحرارة الشديدة اثناء فترة الصيام , وتجنب العمل الخارجي في درجات الحرارة العالية بقدر الامكان كذلك الاقلال من الاغذية التي تزيد نسبة الاملاح والتي تساهم في تكوين الحصوات الأكثر شيوعا :- الاولى هي حصوات حمض البوليك يجب تجنب البروتينات مثل البط والحمام والكبدة والمخ واللحوم الحمراء والروبيان والبقوليات مثل الفول ,الفلافل والعدس الى المكسرات , الفول السوداني , الشوكولاتة , الكاكاو . وفي حالة حصوات الكالسيوم او (الاوكسالات) فيجب تجنب منتجات الالبان : (لبن, زبادي ,جبن، الخ.....) وفواكه مثل المانجو, الفراولة, التوت، الجوافة, جريب فروت. والخضروات مثل الطماطم النيئة , السبانخ, الكرنب والقرنبيط . ومن المشروبات الواجب تجنبها انواع الكولا المختلفة والقهوة والنسكافية والشاي. ماهي احدث الطرق لعلاج حصوات الكلى والجهاز البولي؟ اما عن علاج حصوات الجهاز البولي فينقسم الى علاج طبي او تدخل بالتفتيت بالموجات التصادمية او المناظير بأنواعها المختلفة والليزر او التدخل الجراحي. ويحدد الطبيب المعالج نوع العلاج بناء على حالة المريض وحجم وعدد الحصوات ونوع الحصوات ومكانها ومدى تأثيرها على الجهاز البولي. كما نؤكد على اهمية المتابعة الطبية الدورية وعمل الفحوصات اللازمة قبل البدء في الصيام... صوماَ مقبولاَ , وذنباَ مغفوراَ , وشفى الله كل مريض . كلية الطب والعلوم الصحية