في عيدها التاسع والعشرين لإعادة تحقيقها بعد شتات طال عقود بين ابناء الجسد الواحد الذين عانوا ردحاً من الزمن من مآسي وويلات التشطير والتمزيق، وما حمله من صراعات ونزاعات دموية مناطقية زرعتها مخالب الاستعمار والاحتلال الاجنبي وعملاؤه.. فجاءت الوحدة بين الارض كتقسيم اداري بينما الانسان في شمال ارضه وجنوبها وشرقها وغربها هو ذاك ابن اليمن مهما هبت العواصف، واشتدت الامواج العاتية، وسيبقى ابن اليمن حتى يرث الله الارض ومن عليها قادة عسكريين وميدانيين يعبرون ل»26سبتمبر» عن مشاعرهم الفياضة نحو هذا المشروع الوطني رغم ما عانته وتعانيه البلاد من عدوان واحتلال لكن المقاتل اليمني هو ذاك الاصل المتمسك بارضه ووحدته وعزة شعبه وكرامة ابناء اليمن وهو المدافع الاشد امام عاتيات الزمن ومتغيرات المواقف وتحديات العصر الراهنة.. لقاءات: القسم العسكري العميد الركن نجم الدين عباد - مدير دائرة شؤون الضباط للقوات المسلحة: يسعدني ويشرفني أن أتحدث في هذه المناسبة العطرة التي أعادت لم شمل اليمنيين بعد أن كانت الأرض اليمنية تعيش حالةً من البؤس والاقتتال والتشظي والفرقة بين الأسرة الواحدة ووصل الحال إلى أن الأب يفقد ابنه بسبب التجاذبات السياسية والمناطقية فكان الأب في صنعاء والابن في عدن ولسنوات بل عقود لا احد يرى الآخر بسبب انه كان هناك شطران ودولتان وحكومتان ومسارين سياسيين واتجاهات مرتبطة بمخططات خارجية لا تريد لأبناء اليمن الخير والعيش الكريم.. لقد مثل ال22 من مايو عام 1990م مشروعاً وطنياً جامعاً لكل أبناء اليمن من صعدة إلى المهرة، وضم في كنفه كل فئات ومذاهب وشرائح وطوائف اليمن دون انتقاص أو تهميش، وأصبحت اليمن تذكر في المحافل الدولية باسم الجمهورية اليمنية بدلاً من المسميات السابقة لهذا اليوم العظيم في تاريخنا، ورغم ما أحدثته المواقف السياسية للأنظمة الحاكمة آنذاك في الشمال والجنوب كإرهاصات شهدتها المرحلة الانتقالية وانتهاءً بحرب صيف 94 وما تلاها من صعوبات ومعوقات في احتضان الآراء والأصوات المطالبة بحلحلة المظالم والاضطهادات التي افتعلها النافذون وتجار السياسة إلا أن أبناء اليمن لا يزالون متمسكون بقدرهم في الحياة المتمثلة بوحدة الأرض والإنسان كأصل لا تفريط فيه او مساومة، ورغم هبة العدوان وتحالفه المشؤوم وتحديات المرحلة الراهنة والتصدعات البنيوية التي افتعلها عدوان آل سعود وآل زايد وعملاؤهم ومرتزقة المال المدنس على أبناء الوطن ومحاولة شق عصا الصف وخلخلة النسيج الاجتماعي، إلا أننا لا نزال متمسكين بالوحدة اليمنية سواء شرفاء الوطن في الجنوب وإخوانهم شرفاء الوطن في الشمال، وما يدل على ذلك امتزاج دماء شهدائنا في جبهات القتال، ومنهم قادة وضباط من المحافظات الجنوبية المحتلة يقفون في صف الوطن، ويدافعون عنه ببسالة وإقدام ضد الغزاة المعتدين في كافة ميادين النزال والمواجهة. العميد يحيى العاقل - مستشار مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة: نعيش اليوم العيد التاسع والعشرين لإعادة الوحدة اليمنية في ال22 من مايو المجيد والتي مثلت الحلم الكبير والآمال والتطلعات المستقبلية لأبناء الوطن الذين رأوا في هذا المنجز التاريخي العظيم مخرجاً من حقب زمنية تشطيرية افتعلها الاحتلال الاجنبي وعملاؤه المأجورون وظل ابناء اليمن يعانون الامرين من الفرقة والشتات ردحاً من الزمن وصراعات ونزاعات زرعها ذلك المحتل بين ابناء الجسد الواحد الذين يجمعهم الدين والشرع والأرض والإنسان اليمني وعراقته المتجذرة في اعماق التاريخ القديم وأصالته في الماضي والحاضر والمستقبل. لقد كان لهذا الحدث الكبير في تاريخ اليمني ردة فعل ايجابية لدى ابناء اليمن وامتعاض لدى الحاقدين عليه من انظمة العمالة والمحتلين الأجانب الذين رأوا في وحدة الإنسان اليمني وارضه خسارة فادحة لبلدانهم وانظمتهم العملية، وأن اليمن سيكون دولة عظمى بما تمتلكه من مساحات واسعة وسواحل كبيرة وخيرات طبيعية وصناعية وموقع جغرافي استراتيجي يطل على مضيق باب المندب الممر الأكثر ملاحةً للتجارة العالمية وبحار تختزن من الاحياء البحرية ما لم تجده في بحارهم، وخيرات نفطية مخزونة في باطن الارض اليمنية ستضع بلدانهم على هامش الخبر.. فسعت تلك البلدان وعلى رأسهم نظام آل سعود الحاقد ونظام آل زايد الوليد الى وضع المخططات والاجندات الاستعمارية على هذا البلد الخير وناسه الطيبين لتعيد للأذهان ما صنعه الاستعمار القديم على اليمن، وبضوء اخضر في دول الاستكبار العالمي امريكا واسرائيل الذين ابدوا العدوان والغزو، وقدموا الدعم اللوجستي والعسكري لتنفيذ هذه الأجندة والمسارات العدائية على ابناء اليمن والارض اليمنية، وما اشبه الليلة بالبارحة، وكأن التاريخ يعيد نفسه مع تغير ادوات التنفيذ والعملاء والخونة. العقيد دكتور اسماعيل الورفي- مدير مجمع 48الطبي النموذجي: الوحدة اليمنية حلم لطالما كان ابناء اليمن ينشدونه حتى جاء ال22من مايو المجيد في العام 1990م ليمثل جسراً آمناً عبر من خلاله اليمنيين الى بر الأمان ودفن الماضي التشطيري الى غير رجعة في حين كانت اصابع المؤامرات تحاك ضد هذا الانجاز الوطني الذي اقلق دول الجوار في السعودية والامارات، ودول عربية اخرى أرادت تصديعه وانهياره، وسعت جاهدةً بكل صور الخبث والحقد والضغينة لتنفيذ مؤامراتها عبر ادواتها في الداخل وعملائها ومأجوريها لتحقيق بنود المؤامرة بنداً بنداً مهما كانت الكلفة ابتداءً من زرع الخلافات السياسية بين نظامين سياسيين في صنعاءوعدن حتى انتهى بحرب صيف 1994م، وقدم ابناء الشعب دماءهم رخيصة لاستعادة مشروعهم الوطني وحلمهم التاريخي الذي رأوا فيه الطريق الآمنة للوصول الى آمالهم وتطلعاتهم، وشاءت الاقدار ان تلملم جراح الحرب حتى اقدم نافذو السياسة وتجار الصراعات الى اعادة السيناريو من خلال النهب والتسلط والعبث بممتلكات الناس العامة والخاصة، وبدأت الاصوات تنادي لرفع المظلومية التي عانوا منها ما بعد الحرب وحتى العام 2007م ليخرج اخواننا في الجنوب يطالبون بفك الارتباط ورفع علم الانفصال، وهو الامر الذي أرادت له دول العدوان ان يحدث ودعمته بقوة حتى جاءت الازمة السياسية مع العام 2011م ليخرج الشعب في كافة المحافظات رافضاً للنظام وادواته، وتدخلت دول العدوان في صياغة مبادرتهم المأزومة، وما حملته من وصاية وهيمنة وتدخل مباشر في القرار الداخلي من خلال تجزئة اليمن إلى ستة اقاليم بدلاً من ان كان قبل اعادة الوحدة شطرين الامر الذي رفضه شرفاء الوطن، وجاءت ثورة ال21 من سبتمبر لتصحيح كل المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية بعيداً عن الوصاية والخروج من عباءة نظامي آل سعود وآل زايد ودول الاستكبار العالمي امريكا واسرائيل حتى قامت الارض، ولم تقعد على اليمنيين وشن العدوان على ابنائه، وجاء الغزو والاحتلال لتنفيذ ما خطط له سلفاً، وها نحن اليوم نرى ماذا يحدثه الاستعمار الحديث في أرضنا في الجنوب في عدن والمهرة وسقطرى وحضرموت ليشهد على عدائهم لليمنيين كلهم دون استثناء، وليس العدوان على فئة دون اخرى، وهو ما يفرضه علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لمواجهة هذه التحديات. العقيد دكتور انور الذبحاني- نائب مدير المستشفى العسكري للشؤون العسكرية: ليس بخافٍ على احد ما كان يعيشه ابناء اليمن قبل اعلان إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في ال22من مايو المجيد 1990م فما بين ليلة وضحاها كانت الاقدار تحكي بوقوع معجزة تاريخية لليمنيين الذين عانوا لسنوات طويلة من مآسي التشطير وويلاته، وما حمله حقبة ما قبل انجاز الوحدة من صراعات دموية واقتتال وحدود ملتهبة ليس بين دولتين مختلفتين ديناً وشرعاً وتراباً واصلاً بل بين اخ وأخيه، وبين ابناء العمومة والانساب والاصهار، وحتى في خارج الوطن كأن هذا يمني من صنعاء وهذا يمني في عدن وهو امر لا يقبله عقل او منطق، فقيام الجمهورية اليمنية قضى على هذه المسارات المأساوية وحلمنا جميعاً بالمستقبل والغد المشرق لنا وللأجيال المتعاقبة بعد أن تعافى الوطن من التشطير المقيت، لكن المؤامرات والدسائس والمخططات الاستعمارية دارت رحاها وتوغلت سمومها في الجسد اليمني للنيل من وحدتنا المباركة، ونفذت الدول الاستعمارية واياديها العميلة المنفردة بها في المنطقة العربية من نظامي آل سعود وآل زايد مساعيها الخبيثة، وأوعزت لعملائها في الداخل افشال هذا المشروع الوطني بأي طريقة مهما كلفت اليمنيين الثمن، وها نحن اليوم نعاني بعد أن اظهرت هذه الدول حقدها الدفين على الوحدة اليمنية الارض والإنسان من خلال عدوانهم الغاشم والظالم على أبناء اليمن كافة دون استثناء، وامعانه في سفك دماء اليمنيين وكل من شب عن الطوق لوصايتهم وهيمنتهم، وعرف ان هذا العدوان لم يأت لتحرير اليمنيين عن اليمنيين انفسهم، وها هي ارضنا في الجنوب تحتل غصباً من قبل السعودية والامارات وعملائهم الذين يحتفلون بهذا المنجز، ويسعدون بأن السعودي والاماراتي يدوس على رقابهم ويضطهدهم ويغتصب ممتلكاتهم وخيرات سقطرى وحضرموت وعدن والمهرة، في حين هناك الشرفاء الغيورون الرافضون للاحتلال يقفون اليوم شامخين مع اخوانهم ابطال الجيش واللجان الشعبية منهم في جبهات القتال، ومنهم من يظاهر ويرفض علانية لمشروع الهيمنة والاحتلال ونهب خيرات البلاد.