يعود الاحساس بحرقة المعدة في شهر رمضان المبارك وغيره من الاشهر الى عدة اسباب من اهمها وجود خلل او ارتخاء في العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء والتي تعمل كصمام يمنع ارتداد عصارة المعدة الى المريء ثم الى الفم. وكذلك قد تحدث الحرقة اثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل والتي تؤثر على عملية الهضم والامتصاص . كما ان حجم الجنين في الشهور الاخيرة قد يضغط على الجهاز الهضمي جميعه مما يتسبب بارتداد الطعام الى المريء والاصابة بالإمساك ويعتبر وجود فتق في الحجاب الحاجز ايضا من احد مسببات حرقة المعدة. وقد وجد ان تناول بعض الادوية كبعض ادوية ارتفاع ضغط الدم والاسبرين وبعض المضادات الحيوية قد تسهم في زيادة حموضة المعدة وبالتالي من الاحساس بالحرقة , وتعد البدانة ايضا من العوامل التي تزيد من الاحساس بالحرقة ,كما ان التدخين يزيد من ارتخاء العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء والذي بدورة يؤدي الى ارتداد عصارة المعدة من المعدة الى المريء ومن ثم الى الفم . وقد وجد ان ارتداء الملابس الضيقة خاصة في منطقة البطن له دور في حرقة المعدة . ومن اهم العادات الغذائية التي تتسبب في زيادة افراز حموض المعدة وبالتالي الاحساس بالحرقة وخصوصا في رمضان تناول الوجبات الغنية بالدهون (مثل القطايف المقلي والحلويات الدسمة والمنسف والمقلوبة المدهنة واللحوم عالية الدهن كالشاورما والسجق والدجاج (غير منزوع الجلد) والسمك والتونا والسردين المعلب بالزيت والحليب كامل الدسم او اي مشروب مضاف اليه كريمة او حليب كامل الدسم او شوكولاتة والبطاطا المقلية ورقائق البطاطا المقلية والمقليات بأنواعها والخضروات المقلية او المضاف اليها دهون) , وتناول وجبة واحدة كبيرة وعلى دفعة واحدة والتي قد تزيد من افراز حموض المعدة وتثيرالاحساس بالحرقة , وكذلك تناول المواد المهيجة كالكحول والمشروبات الغازية وعصائر الحمضيات ومشروبات رمضان الحامضية والصلصة والقهوة والبهارات , وللتخفيف من حدوث هذه الحرقة يستحسن الابتعاد عن جميع مثيرات الحرقة والتقليل من تناول الاطعمة المدهنة وذلك حسب التحمل الشخصي , كما يفضل تقليل معدل الطاقة والحد من تناول الدهون وذلك لخفض الوزن ما امكن والتخفيف من حدة ارتداد الطعام , وكذلك ينصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة وذلك للتقليل من ضغط الطعام على المعدة وبالتالي تخفيف ارتداد الطعام الى المريء وتجنب تناول السوائل مع الوجبات بل بينها. كما يجب المحافظة على الوضع القائم خلال وبعد الاكل الى ساعتين على الاقل وكذلك تجنب النوم بعد الاكل مباشرة (يفضل النوم بعد ما لا يقل عن 3ساعات من تناول الطعام) ورفع ا لراس اثناء النوم والتوقيف عن التدخين وزيادة النشاط البدني ما أمكن. واود التنويه الى ضرورة الابتعاد عن تناول الحليب بكميات كبيرة بهدف التخفيف من حموضة المعدة , اذ قد يكون الحليب أثر في تخفيف الحموضة في بداية تناوله ثم ما يلبث ان يزيد من إفراز أحماض المعدة وعصارتها مما يتسبب في زيادة الاحساس بالحرقة مما كانت عليه سابقا . واخيرا تجنب ارتداء الملابس الضيقة والالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب دون افراط في تناولها .اذ يعتبر الافراط في تناول مضادات الحموضة من الممارسات الصحية الخاطئة والشائعة بين الناس , اذ ان كثرة تناول هذه الاقراص قد يؤثر على امتصاص الحديد وفيتامين12 وهضم البروتين وعدة عناصر غذائية اخرى تحتاج إلى وسط حامضي في المعدة ليتم هضمها وامتصاصها بشكل جيد. وتجدر الاشارة هنا إلى أن اهمال حرقة المعدة وعدم معالجتها قد تؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة مثل شلل في العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء ,والذي قد يتسبب في قرحة والتهاب المريء , كما ان حرقة المعدة المتواصلة بسبب زيادة إفراز الاحماض قد تتسبب بالإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر ومن الممكن ان تتطور الى حدوث ثقوب في المعدة او المريء ونزف داخلي وسرطان المريء او المعدة كما ان وجود الحرقة بشكل مزمن ولفترة طويلة قد يؤدي الى حدوث سوء التغذية ونقصان في الوزن بسبب هذه الحرقة المصاحبة لقلة او امتناع عن تناول الطعام. صوماَ مقبولاَ , وذنباَ مغفوراَ , وشفى الله كل مريض . كلية الطب والعلوم الصحية