أسعار الملابس تفوق الخيال دون رقيب أو حسيب العدوان والحصار أرهق كاهل المواطن اليمني ونغص عليهم فرحة العيد قبيل عيد الفطر المبارك دوماً تشهد أسعار الملابس وجعالة العيد ، في الأسواق ارتفاعاً كبيراً أرجعه كثيرون إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطنين ، بالإضافة إلى زيادة الطلب الكبير على ملابس العيد وغيرها من مستلزمات العيد، وبالتزامن مع ارتفاع الأسعار ، تسود حالة من الغضب عند المواطنين بسبب جشع التجار وفرض سيطرتهم على الأسعار حسب قولهم، ولكن ما باليد حيلة، ولهذا فإن الكثير من الأسر هذا العام لم تشترِ ملابس العيد واذا اشترت الملابس لا تشتري بقية الاشياء من جعالة وغيرها، بسبب ارتفاع الأسعار، ما يشكل عبئاً ثقيلاً على القدرة الشرائية للمواطن، خاصةً متوسطي الدخل منهم وإلى ذلك عبر المواطنون بدورهم عن استيائهم الكبير من هذا الارتفاع الذي لم تعرفه السوق من سنة الى اخرى قامت « 26 سبتمبر» بالاستطلاع التالي لاستقصاء آراء الناس وربات الأسر: استطلاع/ هنية السقاف البداية كانت مع الاخت انتصار زيد حيث تحدثت إلينا قائلة: إن عيد الفطر يُعد موسماً للكسب من بيع الملابس ومستلزمات العيد، وإن ارتفاع الأسعار هذا العام أكثر بكثير من العام الماضي نتيجة لارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ولم يُعد هناك سوى أسعار تفوق الخيال لم يعد هناك شيء اسمة الفين ريال، بل من عشرة آلاف فما فوق حتى على الطفل الوليد وارجع التاجر ارتفاع الدولار واذا نزل الدولار لا شيء ينزل معه ينزل لوحده بينما عندما يرتفع كل شيء معه، وكذا ارتفاع أجور النقل، عامل آخر له دوره في ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع المشتقات النفطية، وهكذا تجد التاجر ومتوفر له ولكن أين المسؤول لماذا لايُحاسب هذا التاجر..؟! غلاء معيشي أما الاخت سميحة محمود مهدي فأضافت قائلةً: إننا نحاول أن نستقبل عيد الفطر رغم إمكانياتنا الشحيحة في وضع متردٍ للغاية وغلاء معيشي فاحش، وفي ظل استمرار حصار للبلاد من قبل العدوان للعام الرابع على التوالي ونحرص على أن نكمل فرحة العيد عند أطفالنا، فلا بد من شراء ملابس جديدة لهم ،ومتطلبات العيد كاملة من ملابس للأطفال كشيء ضروري، فالحرب أرهقت كاهل المواطنين، ونحن نشكو ونعاني من هذه الظروف والأطفال يتأثرون بذلك دون شك؛ لذلك من حقهم كأطفال أن يفرحوا، ويعتبرونها لحظات جميلة و للأسف لا يوجد لا رقيب ولا حسيب للتجار. أسعار خيالية أما الأخت أم الخطاب فقد التقيناها في السوق، وقد بدت على ملامح وجهها قساوة الظروف التي تُوحي بالهزيمة، وسألناها عن استعدادها لاستقبال عيد الفطر، وقبل أن تتكلم اخرجت نفساً طويلاً وقالت الله لاسامح من حولنا هكذا وأجابتنا قائلةً: منذ بداية رمضان أتردد على السوق لكن التجار مُحتكرون هذا الموسم أكثر من العام الماضي وأسعارهم خيالية وجنونية، ولم أسمع منذ سنوات بهذا الارتفاع الجنوني للأسعار إلا هذا العام دون مراعاة لظروف وحال المواطن، وكلما ضاق حال المواطن ازداد التجار جشعاً حتى أسعار الملابس أصبحت خيالية ومُبالغاً فيها بشكل غير معقول ويرجع فيه التجار الأمر إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل تدهور العملة المحلية، ونحن من العائلات متوسطة الدخل، و ليس لنا القدرة على تحمل هذا الوضع وليس أمامي سوى حل واحد وهو شراء الملابس المستخدمة التي تعرض في البسطات في الشوارع. لا رحمة ولا تراحم أما الاخت زينب فقد قالت: الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالأعوام الماضية، و الوضع المعيشي للمواطن اليمني أصبح مؤسفاً في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، لقد وقفت مذهولة من ارتفاع الاسعار فقد قُلت ربما شارع جمال مرتفع سوف اذهب الى هائل وذهبت ايضاً الى سوق الحصبة، وباب اليمن، الا أني لاحظت وكأن التجار متفقون على السعر، وليس هناك فرق سوى مائة ريال او مائتين فقط لم يُعد هناك رحمة ولا تراحم، وأنا معي اربعة ابناء ينتظرون ملابس العيد بفراغ الصبر، وكلما أتوجه الى السوق يفرح أبنائي وعندما أعود خائبة يبكون ويقولون لماذا لم تشتري لنا ملابس العيد.. فلان قد اشترى وكذا فلان، وأنا اقول غداً اتوجه الى السوق الفلاني لعلي أجد الارخص، لكن لا فائدة أخسر مواصلات على الفاضي، وبعدها قررت أن اشتري لهم من الحراج ولا مافيش وحسنا الله ونعم الوكيل ليس في اليد حيلة كل هذا بسبب الحرب والعدوان وانقطاع الرواتب . العيد اصبح شبحاً أما الأخت ام ابراهيم فقد قالت: مضيت وأنا لا أدري إلى أين أتجه، فكل محلات الألبسة تبيع بأسعار خيالية، وأنا كما ترين ممسكة أبنائي الاربعة وأخذتهم معي من اجل القياس لكي لا أذهب وأعود مرة أخرى، وها أنا أنظر اليهم بحزنٍ وحسرةٍ، فأنا لا اجد من المال ما يكفي، فسعر الملابس كسعر الذهب، والعيد أصبح شبحا يذكّرني بعجزي وقلة حيلتي، والوضع الاقتصادي سيئ بدء يرسم على قلبي مشقة العمر, شعرت بالنقص وأنا أرى السوق مكتظاً بكل ما يجعل العيد عيداً، إلا أني لا أستطيع شراء شيء لأطفالي، لقد عمل زوجي في فرن لكي يوفر لنا لقمة العيش رغم أنه مدرس في إحدى المدارس، وعندما استلم فلوس المنظمة فرحنا، لكن صاحب البيت عندما علم لم يقصر قدم الينا مباشرة، وعندما طلبنا منه ان يترك لنا جزءاً لأجل ملابس العيد قال مادخلني لقد صبرت عليكم كثيراً أعجبكم والا أخلوا بيتي. سؤال يهزمني اما الاخ محمود فقد قال: لم يبق سوى أيام قليلة تفصل عن العيد، وأنا لم اشتر شيئا لأطفالي، ولم اجد في السوق ما هو مناسب للمبلغ المالي الذي معي، فكل ما أملكه هو عشرون آلف ريال وإذا أردت ان أشتري شيئا فاشتري لطفل واحد فقط، وأنا لدي خمسة اطفال كلما أعجبتني بدلة معينة من الملابس أتذكّر أن المبلغ الذي معي لا يفي بالغرض، فكيف أشتري لواحد دون الباقين.. فجشع أصحاب المحلات زاد بشكل كبير جداً هذا العام، ولقد حاولت ان أقنع ابنائي لا استطيع شراء شيء لهم، لكنهم لا يفهمون سوى أنهم يريدون ملابس جديدة كأصدقائهم وجيرانهم، تحدثت لأسعار الملابس، فرد علي البائع بأنه أيضا يعاني من الضرائب وانهيار العملة وغيرها من الاسباب وابنائي يتساءون كلما دخلنا محل وخرجنا «متى ستشتري لنا ملابس العيد؟»، سؤال يهزمني ولم اجد له جواباً، وأحس بالعجز، وانا واحد من بين مئات الآلاف من المواطنين الذين يعانون من الفقر بسبب الحرب. ملابس مستعملة أما الاخ أبو وائل فقد قال: أنا والحمد لله لا آخذ أبنائي معي لأني لا ادخل المحلات خالص اذهب مباشرة الى محلات الملابس المستعملة « الحراج» واشتري لكل واحد منهم بدلتين المهم أتأكد ان ألا تكون الملابس ممزقة أو بها شيء يدل على أنها مستعملة وتبقى معي الجزم اشتريها من المفرشين بالشارع اردأ نوع المهم جزمة جديد، ولو فعلت يوم العيد بس، لأني لم أملك المبلغ الكافي لشراء ملابس جديدة، فسعر الجديد فاق الخيال، وأنا ليس معي.. يالله اوفر المواد الغذائية هذا لايكلفني الكثير من المال لكني عندما أعود الى البيت ويستقبلني ابنائي بفرح وسعادة أشعر بالسعادة، وعندما أسمع أبنائي يتحدثون عن أصدقائهم، وماذا أشترى لهم أهلهم من ثياب جديدة، وليست مستعملة أشعر بالحسرة الى ما وصلت اليه، اصبح العيد هماً ثقيلاً والحمد لله على كل حال.