الواقع الاستراتيجي والعسكري القائم حاليا للحرب الكونية العدوانية التي يقودها التحالف السعودي الاماراتي منذ اربعة اعوام على اليمن ، لم يعد هو ذاته في بداية الحرب بل انه بات يعطي متغيرات وتحولات مفصلية غيرت الى حد كبير في موازين القوة والمواجهة ، خصوصا بعد ان اجتاحت المؤسسة الدفاعية اليمنية الساحة بقدراتها العسكرية المتطورة في مقدمتها المنظومات الباليستية التي وصلت الى مستويات تقنية وتكنولوجية عالية الكفاءة والفاعلية على مسرح العمليات اذ ظهرت منظومات ذكية ودقيقة جدا كصواريخ بدر 1P ومنظومة بدر F [ التوشكا] التي طورت محليا واظهرت نتائج مذهلة ميدانيا وايضا المنظومات البعيدة المدى بركان 2H، كذلك منظومات سلاح الجو المسير التكتيكي الذراع النارية الاخرى التي قدمت نقلة استراتيجية عملاقة في العمليات الردعية التي تنفذها قيادة الجيش واللجان الشعبية ضد تحالف السعودية والامارات حيث كان آخرها عملية ال9 من رمضان التي نُفذ خلالها هجوم جوي ب 7 طائرات دون طيار من طراز صماد3 على محطتي الضخ النفطية بالرياض التي تبعد اكثر من 1200 كم وتدمير خط الانبوب البترولي الذي يمر عبره نحو3 ملايين برميل يوميا و يربط المنطقة الشرقية بالغربية للمملكة ،.. *القدرات اليمنية مع رصيد القوة هذه والاذرع النارية الضاربة الباليستية والجوية ومن واقع طبيعة العمليات الهجومية المتصاعدة على العمق السعودي والاماراتي فقد اثبتت انها تبوأت مقعداً جديداً في موازين القوة والاقتدار الاستراتيجي بكل ابعاده و انها في صدد الانتقال الدراماتيكي من وضعية الامتصاص والدفاع الى وضعية الهجوم التي اصبحت استراتيجية قائمة ومرتكزة على بنك اهداف عملياتي تم الاعلان عنه مؤخرا يحوي 300 هدف حيوي -اقتصادي وعسكري في عمق الاراضي السعودية والاماراتية والتي تم رصدها و انتقاؤها بشكل مدروس وبما يخدم الاغراض الاستراتيجية المطلوبة لتلبية مسارات المرحلة القادمة التي بلاشك ستكون هي التحول الذي سيدفع للحسم. الحقيقية الثابتة التي يجب قولها ان السعودية والامارات مع هذا الصعود الهائل للقدرات اليمنية وتعرض عواصمهما الرياض وابو ظبي للقصف والاستهداف الاستراتيجي لأكثر من عملية من قبل الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار اليمنية فلم يعد بالإمكان ان تواصل الحرب على اليمن بالطريقة نفسها وبالاستراتيجيات نفسها ،فالحرب لم تعد هينة او سهلة على الاطلاق وخسائرهم الدراماتيكية للمبادرة الميدانية واضحة وبات حقيقية انكسارهم الاستراتيجي والعسكري في مسألة حسم الحرب لصالحهم او حتى الخروج منها بصورة مشرفة مستحيلة ، فالحرب في اليمن حاليا خارج السيطرة ومساراتها الجيواستراتيجية باتت اكثر تعقيدا فقد تحولت الى سجن فعلي يصعب الانتصار او الخلاص منه وحقل استنزافي كبير جدا يستهلك الطاقات العسكرية والاقتصادية للسعودية والامارات اللتين مازالتا تدفعان يوميا مبالغ ما نسبتها 200 مليون دولار يوميا كقوة تشغيلية للحرب فضلا عن مئات الملايين الاخرى لتغطية تكاليف الخسائر العسكرية وشراء الاسلحة الدفاعية لمواجهة الاخطار الاستراتيجية القادمة من اليمن . * النظام السعودي والاماراتي فشل في الحرب واستنفد كل خياراته واوراقه وقد ثبت ذلك عمليا والاحداث الاخيرة اثبتت ان شغلهم الشاغل اليوم هو في كيفية الدفاع وليس الهجوم كأولى الاولويات الضرورية وان جميع عملياتهم الجوية في اليمن لم تعد سوى ردة فعل وليس للفعل ،وهذا اكبر مدلول للهزيمة . *في الاخير المرحلة القادمة ستكون مرحلة[ كسر عظم ] واليمن بقدراته وامكاناته سيدخلها من موقع المهاجم لا المدافع وسيشن عمليات هجومية كاسحة على الاهداف العملياتية المرسومة في حال لم تتوقف الحرب ولم يرفع الحصار عن الشعب اليمني فالأهداف التالية ستكون حساسة جدا وفي العمق السعودي والاماراتي بحيث انها تكرس من مفهوم الردع واستراتيجية كسر العظم للمنظومة الاقتصادية والامنية والتوازن والاستقرار الاستراتيجي للسعودية والامارات.