لقد كان ولا يزال للصواريخ الباليستية اليمنية آثارها الاستراتيجية البالغة في إلجام وردع التحالف السعودي وفرملة مخططاته التدميرية التي ينفذها في اليمن، فظهورها على ساحة الحرب -بما تحمله من إمكانات وتكنولوجيا متقدمة وصلت إلى مستوى دك أهداف حيوية واستراتيجية في وسط العاصمة الرياض وابوظبي- أحدثت حالة إرباك ورعب شديدين دب في السعودية وأيضا حلفائها الكبار وفي المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الإسرائيلي الذي بدٲ يحوم على كيفية احتوائها بأي طريقة، فقد أظهرت إسرائيل مطلع عام 2018 جانبا من مخاوفها التي تزداد وتيرتها مع كل خطوة تقدم عليها القوة الصاروخية اليمنية سواء على مسرح العمليات أو في صعيد كشفها النقاب عن منظومات جديدة وخصوصا تلك الأخيرة المعروفة (ببدر P-1 ) الذكية الذي كشف عنها أواخر 2018م والتي تعد من أفضل المنظومات الباليستية ذات الفوارق التكنولوجية والتقنية الحديثة من بين كل المنظومات السابقة إذ انها امتازت بمعدل نسبة الخطأ العملياتي لها المقدر ب3 أمتار وهذا يعني مزيدا من الدقة العالية في عمليات الاستهداف المركز، كما انها تمتلك أنظمة توجيه محسنة وباحث تكتيكي ذكي يمكن الصاروخ من تحقيق اكبر مستوى من دقة الاستهداف والفاعلية التدميرية المباشرة . التداعيات المدمرة التي حملتها الصواريخ اليمنية أوضحت في فترات متلاحقة حصول متغيرات على الواقع السياسي والعسكري لتحالف العدوان السعودي منها القلق والمخاوف المتصاعدة التي بات يعيشها والتي تحولت الى فوبيا بعد افتضاح فشل أنظمته الدفاعية “الباتريوت “ في صد هجمات الصواريخ اليمنية على العمق السعودي ، حيث دفعت النظام السعودي في الفترات الاخيرة لإبرام اتفاقات بعشرات المليارات الدولارات لشراء أنظمة دفاعية جديدة “القبة الحديدية”، ومنظومة “تروفي” من اسرائيل وأس 400 من روسيا. ما نستطيع قوله هو ان الجيش اليمني حرفيا أصبح يتمتع بترسانة ردع صاروخية متعددة المهام والأحجام وبأعداد كبيرة والتي حاولت دول التحالف السعودي بإسناد كبير من امريكا على تدميرها واخراجها عن الخدمة قبل وبعد العدوان على اليمن سواء عبر أدواتها في الداخل اليمني او استهدافها بالمقاتلات الحربية في أوائل أيام العدوان .. إلا انها أخفقت في ذلك والواقع يعكس بأن المؤسسة العسكرية اليمنية لازالت الى اليوم تمتلك هذه الترسانة المهمة والمحورية مع فارق انها أصبحت تتقدم تقنيا وتكنولوجيا على ايدي خبراء عسكريين يمنيين مختصين بمجال التطوير الصاروخي. فمطلع الثلاثة الاعوام من عمر عدوان التحالف السعودي على اليمن أصبح للقوة الصاروخية اليمنية برنامج صاروخي تطويري ذو رؤى وخبرات حساسة تضاهي المعايير العالمية.. القدرات الدفاعية اليمنية التي تسابق الزمن لتطوير نفسها تقنيا وعسكريا سواء البحرية او الجوية فإن القوة الصاروخية لها امتيازها الخاص في هذا الإطار وفي تدعيم الاستراتيجية الدفاعية التي تعتمدها قوات الجيش واللجان الشعبية لردع قوى الغزو والعدوان السعودي الإماراتي وإلحاق الخسائر بمنظوماتهم الأمنية والاقتصادية، كما انه بات لديها رقما صعبا في معادلات توازن الردع والقوى والذي بدأ يتجاوز الساحة المحلية بشكل دراماتيكي ليفرض واقعا مرعبا على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصا تجاه الأمريكان والصهاينة الذين يرصدون بدقة تحولات القدرات الباليستية اليمنية وتعاظمها بقلق وتداع كبير . نقطة مهمة إذا استمر الحصار على اليمن واستمر تحالف العدوان في الحرب لمرحلة إضافية دون الجنوح للسلم والطاولة السياسية فالقوات اليمنية ستستمر بجهود أكثر وإرادة اكبر الى تمتين وتدعيم أسلحتها الاستراتيجية التي في متناولها وفي الطليعة القوة الصاروخية كونها الوسائل الوحيدة التي أثبتت قدرتها على كسر قواعد الحرب وإلجام تحالف العدوان، وعليه فتهديدات الصواريخ اليمنية وقدراتها الاكثر رعبا لازالت لم تظهر بعد وعلى السعودية وحلفائها امريكا وإسرائيل في المقدمة ان تنتظر موعد تدشين القوة الصاروخية اليمنية وخصوصا مطلع 2019م العام الذي سيكون استثنائياً لخروج منظومات باليستية متطورة أكثر تدميرا وفاعليه على المستوى العملياتي والاستراتيجي . # محلل استراتيجي