مسلسل «غربة بُن».. دراما يمنية حصلت على كثير من الانتقادات والتأييدات من قبل الجمهور المشاهد إلا أن هناك أبعاداً وقضايا مختلفة في المسلسل تحكي عن المرأة اليمنية ومعاناتها من تحمل مشقة السفر من مكان لآخر أثناء التنقل من منطقة لأخرى ومشاكل الفقر التي تؤدي إلى الاغتراب لتحكي عن المغترب اليمني وأثر ذلك على أسرته خصوصاً الزوجة وتعامل المجتمع مع زوجة المغترب وأسرته وحالة المغترب الذي ﻻ يعلم بحاله إلا الله ووجود الجهل الذي قد يؤدي إلى ضياع الأسرة دون إدراك عواقب الأمور. وقد ناقش مسلسل «غربة بُن» مشكلة الزواج المبكر الذي يؤدي إلى وفاة الفتاة خصوصا أثناء الحمل والولادة لضعف البنية الجسدية.. وصور لنا العلم والتعليم بصورة مبسطة رغم الجهل في ذلك الوقت بالتفاخر بالشهادة المقدمة من المدرسة لأبنائهم كما أوضحت الدراما أهمية البن والقمح وقد جسدت هذا في شخصية عبدالوكيل والطاحون ومسعود والبن لما لهما من أهمية في رفع الدخل أو ما يسمى النمو الاقتصادي وأيضا انتشار اﻻمراض خصوصا الكوليرا وطريقة الوقاية منها بأسهل الطرق والقضايا الاجتماعية الأخرى من قتل وسرقة خصوصا قضية الشخصية حافظ الأنانية المستغلة الذي أثرت في نفوسنا رغم حقده ومحاولة قتله للجنين إﻻ أننا لم نرض له الظلم وأن للعدالة وجهاً والضمير الذي ﻻ يموت أبدا ولو بعد حين. وﻻ ننسى تلك الشخصية المغامرة التي جعلت للمسلسل نكهته الخاصة أنيسة التي صنعت لنا الابتسامة والضحك وأثر فينا المشاعر والذكريات الطفولية خصوصاً بتلك الأشياء التفصيلية القديمة وكلماتهم التي ﻻ تنسى حيث أصبح نداء العاقل (ووو اعاقل) مرتبطا بوجود مشكلة ما.. و(ملي عيييب) مرتبطا بالإسراع بحل المشكلة. وأخيرا أقدم كل شكري وتقديري لجميع أبطال هذا المسلسل الرائع ولكل من ساهم في هذا العمل الأكثر من رائع والمتواجدين وراء الكواليس أو خارجها.. آملين من الله توفيقهم في مسلسلات أخرى للعام القادم.