كرة القدم لعبة جماهيرية استمرارية يحتاج عشاقها الى متابعتها دائماً، واذا انقطع احدهم وهجر المدرجات فترة ثم يأتي بعد ذلك محاولا مواصلة الشغف الذي كان يعتريه قبل الانقطاع يجد نفسه شخصاً غريباً في عالم اغرب ، هذا الامر ينطبق على المشجع فما الذي يحدث اذا كان هذا الانقطاع لممارس لها لاعبا كان او مدرباً او حتى حكماً؟، اللاعب يعود وكأنه لم يلعب كرة القدم قبل ذلك ، والمدرب يعود وكأنه لم يقف على خط التماس يوما ، والحكم يعود وكأنه لم يطلق صافرة البداية و صافرة الختام في لحظة كروية نادرة ، واذا كان الموضوع أصعب من فترة بسيطة ، أكثر بكثير مما يتوقع احد في امريكا اللاتينية واخر لا يستطيع توقع التوقف في شرق آسيا وفي جنوب افريقيا ، توقف ولا في خيال أي مشجع في العالم ، أنه التوقف الكروي الاطول في تاريخ موسوعات الارقام القياسية وعلى ذكر الارقام القياسية يجب أن يُسجل في هذه الموسوعات أن الكرة اليمنية لم تتحرك او تتدحرج مُنذ خمس سنوات ، خمسة وخميسة في عين العذول والحاسد والحقود ، خمسة مواسم بالتمام والكمال لم يُقم نشاط لكرة القدم في بلادنا إلا في بعض المدن وبدعم من شخصيات رياضية مثل أمين جمعان في وحدة صنعاء ، وخلال هذه السنوات العجاف رحل جيل من اللاعبين وغادرا الملاعب ، وتدمر جيل اخر ظهر ولم يجد دوري او نشاط إلا في الحارات والمدارس وداخل أسواق القات ، وجيل ثالث منتظر وعد عرقوب بعود النشاط الكروي ، وبعد كل البعاد والفراق ونسيان شعب الكرة اليمنية ، تكرم الاتحاد اليمني لكرة القدم بأن يتعب نفسه وأعضاء الاتحاد الاماجد وإقامة دوري تنشيطي في مدن اليمن الكبرى ، جميل جدا ! وماذا يزعجني في ذلك ؟ المفروض ان اهلل وافرح واعود مجدد الى ملاعب كرة القدم حاملا دفتري وتسجيل ملاحظتي واكُتب عن نجوم الملاعب ، لكن الذي يزعجني ويقلقني ويتعب أنفاسي هو ان هذا الدوري التنشيطي عبارة عن ثلاث مباريات لكل فريق ، ولا أدري كيف نصف ونسمي هذا الدوري ؟ أعتقد ان الصفة او الاسم الذي يستحق هذا الدوري هو الدوري التأبيني للفقيدة الكرة اليمنية!الاتحاد اليمني لكرة القدم « سكت دهرا ونطق كُفرا» ، فبعد طول إنتظار خرج لنا ببطولة تنتهي قبل أن تبدأ ، لا أدري من فكر ومن وضع الخطة لهذا الدوري ، لكن بالتأكيد أن افكار هذا الشخص مشلولة وخططه مشلولة ولديه قُصر كبير في بُعد النظر ، وما يثير الضحك والسخرية بنفس الوقت أن الاتحاد لن يصرف أي مبلغ لكل الاندية التي تقام التجمعات في مدنهم ، بالله عليكم كيف تحكمون وكيف تفكرون؟، يبدؤ أن الاتحاد يظن و»أن بعض الظن إثم» أن الاندية المستضيفة للتجمعات مدن « مانشستر وليفربول وتورينو»، ولا يعلم أن اندية تعز مدمرة ولا تملك حتى قيمة ملابسها التي ستشارك فيها ، ونفس الامر ينطبق على بعض اندية صنعاء وعدن وحضرموت ، وقد سمعنا أن الفيفا سيدفع مبلغ محترم, وايضا العيسى لن يقصر بدفع مبلغ بصفته رئيس الاتحاد ، اذا سيكون هذا الدوري «حج وبيع مسابح»!!!