أي صحفي أوكاتب يود طرح وجهة نظره ينبغي أن يستند الى حقائق .. أكان ذلك في مقال آني للصحافة أو مشروع كتاب .. وماسبق لي من كتابة في حلقات حول حروب المناطق الوسطى والحملات العسكرية والقبلية الموجهة اليها خلال الفترة من أوائل عام 1970الى أوائل عام 1972م وعددها ثمان حملات عسكرية وقبلية فإن كتابتي حول معظمها كان من واقع المشاهدة العيانية إضافة الى الاستناد على معلومات وثائقية من دفاتر منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين وملفات أمن الثورة في جنوب الوطن . وبعد اوائل عام 1972إلى اوائل 1977م كنت ادرس في مدرسة النجمة الحمراء في جنوب الوطن لذلك فان ماجرت من أحداث من 15يونيو عام 1972م وحتى اواخر عام 1976- اي ابتداء من بعد هذه المادة وهي الحلقة السابعة عشر والمواد القادمة اضافة الى معلومات قليلة من وثائق منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين تم التعويل والاستناد الى شهادات وأقوال ومعلومات لشخصيات اعتبارية أبرزهم استاذي اللواء محمد صالح عبدالله الحدي الذي عايش حروب المناطق الوسطى من أولها 1970م وحتى أخرها 1982م وكان في عام 1982م العنصر الرئيسي في إنهاء أطول صراع يمني مسلح دام 13عاماً كما أنني وإبتداء من الحلقة رقم 18المادة القادمة سأستند الى معلومات شخصيات اجتماعية ومشايخ أمثال الشيخ حسين محسن المدحجي وكيل أول محافظة الضالع وعضو سابق في مجلس النواب والشيخ علي يحيى علي الحصيني وشخصيات آخرى سأذكرها في سياق الموضوع القادم كلاً حسب إفادته , وبحسب تسلسل السرد وفي هذا البحث المارثوني المضني حقائق غائبة .. واحداث دامية سعمت خلال القترة : من 15 يونيو عام 1972الى 6مارس عام 1973م وكنت حينذاك طالباً أدرس في الشطر الجنوبي من الوطن : سمعت أنه خلال الفترة المذكورة أعلاه جرت احداث ومواجهات مسلحة بين بعض أبناء المناطق الوسطى أنفسهم وطرفي الصراع فيها هم : المشايخ المسنودين من سلطة 5نوفمبر ومن والاها ووالاهم من بعض المواطنين من جهة واعضاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين وبعض من أيدهم من المواطنين من جهة اخرى سمعت عن صراع مشايخ الرياشية أمثال بني الطيري وبني شاجره وخصومهم كان صراعاً أخف من غيره وكذا الحال لمشايخ عمار بني الحدي باستثناء سعيد ناجي الحدي الذي كان متشدداً وكان يبدي ويضمر عداء صارخاً لكل اعضاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين كما سمعت من الرفيق أحمد حسين القوبعي بأن بعض مشايخ عمار أمثال طاهر الشامي وعلي أحمد الحصيني لم يوالوا او يؤيدوا ما تسمى الدولة وأنهم «مع ان تسد الدولة والمقاومون ويعيش الجميع بدون حرب او حروبات» هكذا قالها المناضل احمد القوبعي بالحرف الواحد وكنا جمعاً من الطلاب منهم من الاحياء : محمد ناصر الواقدي وحميد فاضل الحصيني. بعد فترة بسيطة لا اذكر عدد أيامها سمعنا عن تفجير وهدم دار الشيخ علي أحمد الحصيني المكون من ثلاثه ادوار الكائن في قرية قهلان - مخلاف عمار – م إب سابقاً م/ الضالع حاليا – واسفر الانفجار عن هلاك الشيخ علي وزوجته وستة من اولاده وبناته تحت انقاض الدار ونجا بإعجوبة نجله الكبير أحمد . وبعد فترة لاأذكر مقدارها سمعنا خبر مقتل الشيخ سعيد ناجي الحدي في منطقة «الحصور» وهي المنطقة المتوسطة تقريباً بين قرية المعزبة وسيل بناء قبل بناء الجسر الحالي . كما وصلنا خبر عن هجمات بقذائف الأر بي جي تو على دار الشيخ طاهر الشامي في قرية العكرة العليا بترت إحداها رجل نجله الكبير محمد وتوالت علينا نحن الطلبة المحسوبين من الطبقات الكادحة ونحن الأغلبية العظمى وكذلك الطلبة المحسوبين من الطبقات غير الكادحة وهم من أبناء المشايخ أمثال زميلي الطالب / صادق عبدالجليل الحدي وزميلي الطالب / أحمد عبده الحدي وغيرهم توالت علينا جميعاً أخبار غير طيبة خلال اواخر عام 1972م واوئل عام 1973م فهي. - هجمات بقذائف الاربي جي تو على دار احمد محمد الحدي في قرية المعزبة – عمار – م/ إب - هجومان متتاليان بالقذائف على دار الشيخ يحي علي الحدي في قرية المعاين – عمار – م/ إب - مقتل الشيخ / عقيل محمد محسن الحدي - مقتل الشيخ / ناجي محسن الحدي شيخ مشايخ مخلاف عمار – م/ إب وبصراحة عن الطلبة من مخلاف عمار بشكل خاص وبقية الطلبة من المخاليف الاخرى من المناطق الوسطى قد احزنتنا تلك الاخبار المؤلمة كان اولها في 15/6/1972م الاستشهاد الجماعي لإسرة الشيخ علي أحمد الحصيني في قرية قهلان عمار وآخرها ماحصل للشيخ الشائب ناجي محسن الحدي في 6/3/1973م. وكنا من سابق اي من اواسط عام 1972م قد سمعنا عن الخلاف الحاد والعداء الصارخ بين مشايخ بين مشايخ بني المرقب «الرجعيين» وخصومهم «الثوريين» اليساريين في منطقة الحبيشية وهو ماعرف للجميع العداء بين بني «محن» وبني «جعفر» وتحديداً في قرى حقل الفارد والغراس وماجاورها ويقال والله اعلم ان سلطة 5نوفمر قد جيرت العداء الناشئ عن أختلاف توجه يساري ثوري ويميني رجعي الى خلاف وثار قبلي بين بني جعفر وبين بني «محن» وقد تم سفك دماء غزيرة من الفريقين تحت يافطة الثأر – اللعنة على الثأر وعلى من ايقظه هوامش : محمد صالح عبدالله الحدي :- مناضل وقيادي من الصف الاول في منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين منذ تأسيسها عام 1969م ومناضل وقيادي في الجبهة الوطنية الديمقراطية ومن ابرز عناصر الجبهة الذين اوقفوا حرب المناطق الوسطى عام 1982م عضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني منذ تأسيسه في 11/10/1978م احمد حسين القوبعي :- مناضل كبير وقيادي في منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين منذ تأسيسها عام 1969م الى تاريخ استشهاده بظروف غامضة عام 1976م صادق عبدالجليل الحدي : من المشايخ والوجاهات الاجتماعية حالياً في مديرية النادرة مخلاف عمار محافظة إب كان في السابق عضواً مناضلاً في منظمة المقاومين والجبهة الوطنية 1972م-1982م. الشيخ عقيل محمد محسن الحدي: مناضل كبير في حرب السبعين يوماً الشهيرة خلال الفترة من آواخر عام 1967م إلى أوائل فبراير عام 1968م قتل في تاريخ 3/3/1973م بظروف غامضة. الشيخ ناجي محسن الحدي : شيخ مشايخ مخلاف عمار م/ إب شاهدت الشيخ ناجي محسن الحدي في قريتي بيت الطويل أو القرى المجاورة لها عدة مرات أخرها اوائل عام 1972م في قرية الحذذ . صورته وبنيته تشبه صورة وبنية القاضي محمد اسماعيل الحجي الى حد كبير من صفاته : الهدوء والرصانة : يستمع أكثر مما يتكلم قال عنه الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ان الشيخ ناجي محسن الحدي هو اوعى وافضل شيخ في اليمن قُتل بضم القاف – بتاريخ 6/3/1973م في ظروف غامضة .