تأتي المراكز الصيفية لكي تسد الفراغ عند أبنائنا وبناتنا ، ولكي تسهم في الحفاظ عليهم من خطر الفراغ الذي دائما ما يأتي بنتائج سلبية في شخصية الأطفال ، ولأهميتها والالتحاق بها ، تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول اهمية هذا الموضوع وأثنى على القائمين على تلك المراكز وحث على ضرورة إلتحاق الأطفال بها لتحصنهم وتنمي افكارهم لما فيه مصلحة اوطانهم فالمراكز الصيفية تسلح ابنائنا بالوعي والمعرفة الصحيحة للتحرك بمسؤولية في شتى مجالات الحياة وقد تم إقامة اكثر من «2500» مركز صيفي في عموم محافظات الجمهورية ، ولأهمية هذا الموضوع نقرأه مع عدد من المهتمين في الاستطلاع التالي : استطلاع : هلال محمد كانت البداية مع الكاتب والناشط الاعلامي محمد صالح حاتم حيث تحدث قائلا: نظرا لخطورة المرحلة التي تمر بها الشعوب وما تتعرض له من هدم للقيم والاخلاق وطمس للهوية العربية والاسلامية تحت معنى الحرية والانفتاح والحداثة، من قبل اعداء الأمة وهذا كله يندرج تحت مسمى الغزو الفكري او الحرب الناعمة والتي تستهدف ابناءنا وبناتنا جيل المستقبل، رجال الغد وحماة العقيدة ،والذي يسعى العدو الى استهدافهم دوما ويعمل على استغلال وقت الفراغ خاصة بعد انتهاء السنة الدراسية وبداية العطلة الصيفية والتي تمتد لعده اشهر، والتي خلالها سيكون ابناؤنا في فراغ تام وخطر يتربص بهم ،يتجولون في الشوارع يلعبون ويعبثون ويتسكعون في الأسواق ومحلات ومقاهي النت، بل ويجعلهم عرضة للضياع والانحراف ،مؤكدا أن مسؤوليه حمايتهم والحفاظ عليهم تقع علينا جميعا حكومة ومجتمعاً واباء،. واضاف: أنه من هذا المنطلق ومن باب المسؤولية فقد جاء خطاب السيد عبدالملك الحوثي مرشدا ومعلما لنا وقد حمل عدة موجهات ومحددات يجب اتباعها وتنفيذها من قبل الجميع ، مبينا أهمية الالتحاق بهذه المراكز حيث و قد وجه السيد عبد الملك الحوثي الشعب اليمني بالالتحاق بهذه المراكز من أجل أن يتعلم أبناؤنا المنهج الصحيح والثقافة القرآنية التي تحصن الأجيال من الضلال والسقوط في مستنقع الثقافات المغلوطة التي أرادها لنا اعدائنا ،ونظرا لأهمية هذه المراكز فأنه يتوجب علينا الاستفادة من هذه العطلة من خلال أقامة المخيمات والمراكز الصيفية الثقافية والرياضية والعلمية وتسجيل ابنائنا فيها ،لحمايتهم من الافكار الضالة و الهدامة ومنع وقوعهم في منزلق الانحراف والثقافات الدخيلة على مجتمعنا، وعدم وقوعهم فريسه لجماعات التطرف والإرهاب ،وان يتم في هذه المخيمات والمراكز اكساب ابنائنا المهارات والخبرات وكذا عقد دورات تدريبية في الاسعافات الأولية، ومواجهة الكوارث واقامه انشطه ومسابقات رياضية، ومسابقات ثقافية علمية وعقد دورات تقويه في المواد الدراسية.. وأكد أن ابناءنا امانة في اعناقنا وحمايتهم من الانحراف وتحصينهم مسؤوليتنا جميعا من اجل اعداد ونشأه جيل متسلح بالأيمان والثقافة القرآنية والقيم والاخلاق الإيمانية . تحصين أبنائنا من جانب أخر قال محمد عبدالمؤمن الشامي رئيس مركز وطن للدراسات والاستشارات والتطوير المؤسسي: لكي نحصن شبابنا من أيديولوجيات خاطئة لا بد أن أولياء الأمور يدركون كلمة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي التي دعا فيها أبناء الشعب اليمني إلى الدفع بأبنائهم للمشاركة في الدورات الصيفية المقامة حالياً في مختلف محافظات الجمهورية. مؤكدا أن هذه المراكز تعمل على ترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى الناشئة كونها أول الدروع المضادة للأفكار الشاذة والاستقطابية و لها الدور الكبير الذي تقدمه هذه المراكز من خلال التوعية والتوجيه والإرشاد وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. فالمراكز الصيفية تعتبر هي الحضن الدافئ والآمن لهم، وتعتبر المراكز الصيفية الإنتاج الحقيقي والاستغلال الأفضل والأمثل لأجل تطوير الشباب فكرياً وعقلياً وذهنياً وبدنياً وتنمية ،وهي فرصة حقيقية كما قال السيد عبدالملك الحوثي لنشاط ثقافي وعملية تعليمية على أسس سليمة ولأهداف سليمة لاسيما وأن هذا الجيل يعيش مرحلة مهمة امتلكت فيها قوى الضلال قدرات وإمكانات تضليلية كالشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية التي توظف للتأثير على الإنسان ومسيرة حياته.. لذلك يجب علينا أن نستفيد من دروس الماضي ونعيها جيداً، وأن نتجاوز سلبيات تلك المرحلة ونعيد تركيب أولوياتنا، ومنها مسؤولية المحافظة على الشباب. حرص قيادة الثورة أما الأخ عبد الناصر المشرة فقد تحدث قائلا: أن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يدرك خطورة ما يمر به شبابنا واطفالنا بعد أن باتوا في عالم مفتوح لكل الملهيات فقد كان حريصا على أن يربى الشباب والأطفال تربية جيدة لكي يعملوا لصالح الشعب والأمة ، ولذا توجه إلى الشعب اليمني عامة بدعوة لكي يلتحق ابنائنا بالمراكز الصيفية الحصن الحصين لهم ، كما أنه شكر القائمين على هذه المراكز ، وهذا يدل على توجه القيادة في الحرص على ابنائنا وبناتنا. ضرورة ملحة أما الكاتبة اشواق مهدي دومان فقد تحدثت إلينا بالقول : لم يكن خطاب السّيد القائد عبدالملك بن البدر الحوثي بخصوص المراكز الصيفية والاهتمام بها عبثا ، و لا فضلة كلام و هو الذي لا يظهر إلّا قلبا نابضا يتحسّس وجع الأمة ، ناطقا بالفضيلة ، و داعيا للعودة لما يخرج العالم من ظلمه و ظلاميته إلى نوره و عدالته ، و صراحة أقولها لم أكن _ قبل خطابه الكريم _ مدركة لتلك الرؤية البعيدة التي تفضّل بها و أوضحها ( حفظه اللّه ) عن المراكز الصّيفيّة فقد كانت رؤيتي سطحيّة تجاهها لا تخلو من معنى التّرفيه ، و لكن بعد سماع خطاب السيّد القائد و حرصه على حثّ الجيل المتعلّم على الالتحاق بهذه المراكز الصيفية فقد كانت رسالة قوية موجهة بادئة ذي بدء لكل منتسب للمسيرة القرآنيّة يغفل قيمة ذلك الوقت الذي يمر و الطالب بادئ بفترة الإجازة، والتي يمكن وصفها بالخمول العلمي المعرفي. وأضافت لقد كان حرص السيّد القائد على استثمار ذلك الوقت الأخطر بقضاء ساعات النّهار الطّويلة أمام شاشات الشّبكة العنكبوتية التي كانت أول نقطة أراد السيّد القائد أن يصحّح و يوضّح خطورة الانصياع لها ، و هي الساكنة كلّ منزل ، و أي مكان و زمان ، فكأنّها ، و شأنها ، و قيمتها ، و عشرتها لذاك الشّاب و الفتى و الطّفل في سن هي الأخطر من كلّ خطر ، و قائد الثّورة مدرك لخطورة هذه المرحلة العمرية التي هي مرحلة تكوين و تأليف المعارف ، و هي مرحلة تمهيديّة يتمّ فيها التّهيئة لمشروع ( رجال) للذكور - و مشروع ( شقائق الرّجال ) للإناث فحين يكون تفريط في الاستسلام لفروض العصر ، و تسليم عقول الجيل للنّت بغثه و فساده و جرائمه الأخلاقية الباغية؛ فقد كان من الواجب و الأولى إبعاد هذا الانسان (المتأثر اليوم المؤثر غدا ) عن كل ما يلوّثه عقيدة و فكرا و عاطفة. وأكدت دومان لقد جاءت الضّرورة ملحّة لإلحاق الطاّلب بمركز صيفي يتم فيه استبدال ما ستنمي قنوات العهر و شبكات النّت من تغذية فكرية عاطفية منحرفة لن تخلو من انحراف أخلاقي يحارب العفة و الفضيلة و الحياء الى انحراف فكري عقائدي يوجّه للقتل و الذبح و السحل للمخالف له فكرا و رأيا ، و هو ما تكلّم عنه السيّد القائد في ما سبق ، و تحويل تلك الطاقات البشرية المتمثّلة في متعلمي المدارس إلى طاقات خلّاقة تستشعر المسؤولية ؛ لأنّ ظرفها ليس ظرف أي شعب او أمّة فظرف هذا الشّعب أنّ عدوانا كونيا يتقاسمه ، و يتحاصصه ، و يريد أن يلتقمه إلى بطنه و إلى غير عودة ، و بهذا فمسؤوليّات هذا الجيل تخاطبه و تحثّه على أن ينضج ؛ ليواكب مأساة أمّته ، و إثبات وجوده ، و تحقيق ذاته ، و مقاومة ذلك المحتل مقاومة فكرية بردع ثقافة التّضليل ، و البغي ، و البهتان ، و مقارعتها بثقافة القرآن التي غيّبت من المناهج الدراسيّة، و سنوات عجاف كان التّأثير الأقوى فيها للفكر الوهّابي الذي كان له الدّور الأكبر في خلخلة مجتمعات الشّعوب العربيّة و الاسلاميّة ، و إدخالها في حروب و قلاقل مصطنعة ؛ ليسهل للغازي الانقضاض عليها بسهولة ، و دون مقاومة تذكر ، و قد حصل على مرّ قرن كامل التّمهيد لتغيير ثقافة القرآن ، و تشتيتها في تفاصيل انحرفت بها عن مسار و مسيرة القرآن ؛ لتضليل الجيل عن قضاياه الأساسية، و إخراجه جيلا لا يعرف عن دينه أبسط المعلومات، بجعله إمّا حاملا فكر التّدجين و الاستسلام للذّبح ، أو جعله كالدابة يحمل أسفارا ، و لا يستفيد من حمولته. و من هنا تأتي أهمية خطاب قائد الثورة ذلك الخطاب الملم بأطراف قضية مترامية لا يحدّها حدّ، ولا يوقفها حاجز لو تُرِك الحبل على الغارب لهذا الجيل ؛ و لهذا دعا قائد الثّورة لاستثمار الوقت، و تحبيب الطّالب للوعي و الهدى ، و إعادته للقرآن ككتاب هداية و نور و نهج حياة و آخرة ، ينبغي على المعلم فيه أن يكون قدوة فالطّالب إنسان ، و الإنسان أذكى كائن خلقه اللّه ، و قدّمه حتّى على الملائكة فقال :» و علّم آدم الاسماء كلّها «، و قد بيّن السيّد القائد هنا أنواعا من التّعليم تتدرج حسب سن المتعلم: فأبونا آدم علّمه اللّه تعليما مباشرا للأسماء فقد ولد دون أب أو أم، في حين كان بنو آدم يتعلمون بالإلهام الإلهي، و ذلك في مرحلة ولادتهم ، و ما بعدها ففي رضاعة المولود حاجته لحليب أمه، و قد ألهمه اللّه لذلك بينما لو كبر قليلا فحاجته لأن يتعلم تكون بطريقة محاكاة الكبار و الاقتداء بهم في لغتهم و حركاتهم، و حين يكبرون يأتي دور القلم و الكتابة و التي عبّر عنها الخالق في كثير من سور و آيات القرآن برفعه من شأن المتعلّم، الحريص على العلم :» يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات « ، و « ن و القلم و ما يسطرون « ، و يستمر الإنسان في كسب معارفه إلى ما شاء اللّه بهذا القلم و تلك الورقة، و تعليمه ، و ذلك لم يكن إلّا لتمكينه ممّا سخّر اللّه له في الكون ، و من ثمّ لاستخلافه و تعمير الكون بما ينسجم مع ما انزل اللّه للإنسان من نهج السّعادة له في الدّارين ، و في كلّ مجالات و جوانب الحياة الدّنيا ، و لن يكون ذلك إلّا بفهم و وعي هذا المتعلم ، ومعرفته الصحيحة بالقرآن دون انحراف إلى ما سواه بعيدا عن الهوى و المزاج ، و بذلك كانت أهمية خطاب السيّد القائد ، و حرصه على الاستفادة في و من المراكز الصّيفية ، و التّركيز فيها على تثقيف الجيل بالقرآن ؛ لتكون لديه مناعة ثقافيّة تحصّنه من اختراق الغازي المحتل لعقله و قلبه ، و توجد بالتالي تلك المناعة القويّة ضدّ كلّ و أيّ فوضى ، و تشويش يفعله العدوّ، و الذي كانت المدارس و الجامعات و المعاهد و المساجد هدفا لقصفه و تدميره وليس ذلك إلّا تدميرا للعلم و المعرفة ، و خوفا من جيل ثائر يفقه القرآن الذي يدعو للتّحرر من رقّ البشر ، و عبوديّة الفكر و الثّقافة التّضليليّة، فلو تحرّر الجيل من عبوديّة البشر فقد انتصر ، و قد انتصر بقائد لم يكن قائدا عسكريّا فحسب ، و إنّما هو أستاذ و معلم و مرشد و موجه و بليغ مبين يملك زمام العقول في خطابه لصدق ما يطرح ، و ينير الدّروب ؛ ذلك لأنّ نبراسه و منارته هو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و السّلام.