الصيف حار جدا هذا العام وسعة التنفس لم تعد بتلك الكفاءة التي عهدناها ، جدول البطولات مزدحم بالمباريات الدولية ، بدأت بدوري أوروبا للأمم ومن ثم كوباأمريكا وأخيرا بطولة أمم إفريقيا ، الخشوع بلغ ذروته والانسجام حطمنا به قواعد التشتت ، الأندية في العالم تبحث عن صفقات واللاعبون مع منتخباتهم أو مصيفين مع آسرهم ، وفي بلادنا اشتغلت الاتصالات وتحرك سماسرة اللاعبين والمباريات والعقارات ، صحفي هناك يقاتل من اجل شعار فريقه ، وإعلامي هنا يحاول أن يبرر مواقف ناديه ، الفيس بوك يعج بإخبار الدوري التنشيطي والواتساب علق جهاز التلفون من كثرة مجموعات الرياضة المحلية ، الحماس يدب في العروق والبريمير اليمني على الأبواب ، ليجا سفري بثلاث مباريات لكل نادي نضحك على الفيفا والكونجرس الأمريكي ودولة الفاتيكان، لايهم كل ذلك في الوقت الحاضر لايهم الأخطاء والعيوب والتشوهات ، لا يهم ان ينطلق دوري ناقص كثيرا من عمليات التجميل والبروزة والتحسين ، ولا يهم من السبب في انطلاق الدوري أن كان الاتحاد أو الأندية او زارتنا المنقسمة كتفاحة فاسدة او حتى الفيفا ، المهم أن احدهم رمى حجر في مياه راكدة حركها وجعل الدوائر المائية تصنع شكل جميل ومتناسق وملفت لمن ! مر بجانب هذه البركة الراكدة منذ خمس سنوات ، لذلك سنحول المأتم إلى عرس ونترك الأتراح والأوجاع خلفنا ونعيش سهرات كروية بدائية على نغم كرة القدم العالمية ، تدحرج الكرة بشكل رسمي يعني لنا الكثير كجمهور متعطش لهذا التدحرج المثير لعشاق كرة القدم اليمنية سنعود الى مدرجات الدوري بعد انقطاع طويل ، فرصة لتجديد الدماء وشحن الطاقة وتبديل الشحنات السلبية بشحنات إيجابية ، الجلوس بالمدرجات ومشاهدة حكام كرة القدم يجتمعون ومراقب المباراة يجهز قلمه لتسجيل الأخطاء ، والمدرب يرفع أكمام قميصه إلى زنده ويرمي التشكيلة كلاعب نيرد محترف ، اللاعبون يتقافزون مثل عصافير تغرد على الأشجار ، يا إلهي ما أجمل عودة الدوري وما أجمل أن نشاهد دماء جديدة تلعب للأندية وتبدع وتبهر الجميع ومن ثم تذهب إلى المنتخب لتمثيل الوطن ، شكرا لعودة الدوري رغم كل العوائق والنواقص والتشوهات ، شكرا للاتحاد الذي قرر انطلاق الدوري بعد طول انتظار ، شكرا للفيفا وشكرا للأندية التي تفاعلت مع هذا العرس الرياضي الكروي ، شكرا لمن دفع مليماً واحداً من اجل إقامة الدوري حتى نكون مثل الآخرين