ما وراء تهديدات رئيس وزراء العدو الإسرائيلي لبلادنا؟ «26 سبتمبر» خاص تلويح رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتهديده بشن هجمات على بلادنا يضاف الى قائمة الأدلة المؤكدة لحقيقة المشاركة الإسرائيلية في العدوان. إعلام العدو الإسرائيلي وكذلك صحف غربية تحدثت خلال الثلاثة الأيام الماضية عن تصريحات رئيس وزراء العدو وما تحمله تلك التهديدات من دلالات ومضامين وإرتباطها بالتحالف السري بين النظامين السعودي والإماراتي من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى وكان العدوان على اليمن أحد نتائج ذلك التحالف وتلك العلاقة الوطيدة. ورأت بعض القراءات الصحفية أن التصريح الإسرائيلي بشن ضربات عسكرية على الأراضي اليمنية الى أنه يحمل إشارات الى حقيقة ضلوع العدو الإسرائيلي في العدوان على بلادنا وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد فقد سبق وأن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الدعم العسكري والإستخباراتي للسعودية والإمارات في عدوانهما على اليمن بل وصل الأمر بالعدو الإسرائيلي الى إتخاذ قرار المشاركة الفعلية وذلك من خلال الضباط والخبراء إضافة الى الطيارين. معلومات حصلت عليها «26سبتمبر» من مصدر عسكري تؤكد أن هناك أدلة فنية على المشاركة الإسرائيلية بالعدوان على بلادنا وأن هذه الأدلة سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب إضافة الى أدلة أخرى تتمثل في رصد معلوماتي دقيق حول طبيعة المشاركة الإسرائيلية في العدوان وأن ما صدر عن قادة العدو الصهيوني ليس إلا تحصيل حاصل وتعبير عن حقيقة العداء الإسرائيلي للشعب اليمني الذي تحرر من الوصاية الخارجية والهيمنة الأجنبية. وتشير تناولات وسائل العدو الإسرائيلي منها نقلاً عن مصادر الى التركيز الواضح من قبل حكومة العدو الإسرائيلي على اليمن منذ التحول الثوري الذي جرى في 2014م وما تبعه من أحداث ومستجدات جعلت قوى الثورة والتغيير في مواجهة مع أدوات الخارج قبل ان تصبح هذه المواجهة مع دول الوصاية والهيمنة والنفوذ التي أصبحت ضمن تحالف العدوان فيما يأتي الدور الإسرائيلي في صدارة الأدوار المحرضة على شن العدوان على بلادنا ومن ثم تقديم الدعم لدول تحالف العدوان مع الحرص على الإبقاء على تلك المشاركة في إطار من السرية والتكتم الشديدين. غير أن التطورات الراهنة بالمنطقة والهرولة الأمريكية لإعلان صفقة القرن سارع في محاولة واشنطن وتل أبيب الى التهئيةللإنتقال من مرحلة السرية الى العلنية وذلك بالكشف التدريجي عن حقيقة العلاقة مع الرياض ومع أبوظبي وهو ما جاء بردة فعل معاكسة للرغبة الأمريكية وكانت المدن اليمنية على رأس المدن العربية والإسلامية التي شهدت تظاهرات رافضة لصفقة القرن وتأكيد التضامن مع فلسطين ورفض التطبيع. موقف بلادنا قيادةً وحكومة وشعباً من القضية الفلسطينية أثار إنزعاج أنظمة العمالة والخيانة وقادة التطبيع إضافة الى أن الصمود العسكري المذهل أمام تحالف يضم كبريات الدول المستوردة للأسلحة والمصنعة لها جعل قادة العدو الصهيوني يركزون أكثر على اليمن وما وصلت اليه القوات المسلحة اليمنية في ظروف العدوان والحصار من تطور كبير على صعيد الصناعات العسكرية الحربية وعلى رأسها الصواريخ الباليستية وسلاح الجو المسير وكل ذلك يشكل خلفية متكاملة عن الأسباب التي دفعت رئيس وزراء العدو قبل أيام الى التلويح بشن هجمات عسكرية على بلادنا إضافة الى الأطماع الصهيونية باليمن بحكم موقعه الجيوستراتيجي وتحكمه بمضيق باب المندب وإطلالته البحرية المميزة على بحرين وخليج ومحيط. ولعل إستمرار قادة العدو الصهيوني في تناول الشأن اليمني والإهتمام به من خلال التصريحات وكذلك تناولات الإعلام الأجنبي يؤكد مستوى ما يمثله اليمن من أهمية على صعيد المعركة الفاصلة بين محور المقاومة من جهة وبين العدو الإسرائيلي والى جانبه أنظمة العمالة العربية فاليمن بثقله الديمغرافي ومكانته التاريخية وموقعه وبما يحققه اليوم من إنجازات وتحولات في مسار التصدي للعدوان الغاشم والتوجه نحو بناء الذات والحفاظ على الهوية كل ذلك يشكل أمام العدو الإسرائيلي حالة خطر تهدد كيانه ولهذا لا غرابة أن نستمع الى مثل هذه التهديدات كما سمعناها خلال الأيام الماضية بل وأن نتعود على سماعها خلال الفترة المقبلة. أما المبررات التي يسوقها رئيس وزراء العدو وهو يهدد اليمن الجديد فهي مجرد دعاية سوداء تحرص الآلة الإعلامية الصهيونية على تكرارها لتبرير أي إعتداء قادم على أي بلد عربي يقاوم مشاريع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وبالتالي فإن الحديث عن الدعم الإيراني للجيش واللجان الشعبية أسطوانة مشروخة سبق وأن أستخدمتها كل من الرياضوأبوظبي قبل أن تعمل تل أبيب على محاولة إصلاحها من جديد فتصدر هذه المرة بطريقة أكثر لباقة من خلال تصريحات نتنياهو التي تكشف للجميع أن اليمن واليمنيين يواجهون العدو الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى التي دوت فيها الإنفجارات العنيفة في العاصمة صنعاء فجر ال 26من مارس 2015م وأن ما كانت تتحدث به القيادة عن حقيقة العدوان وطبيعة أهدافه ومصالحه وأطماعه أصبحت اليوم واقعاً لا مفر منه بل ينبغي على كل اليمنيين التعامل مع هذا الواقع والإستعداد له بكل الوسائل والإمكانات فمعركتنا ضد قوى العدوان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوقف إلا بتوقف العدوان والتصعيد الإسرائيلي لن يدفع بأبناء اليمن إلا الى المزيد من الصمود والى المزيد من الإستبسال في معركة الفدائية المجيدة دفاعاً عن الدين والوطن وعن اليمنوفلسطين وعن الأمة الإسلامية لأن التوصيف الدقيق لما يحدث بالمنطقة يؤكد أن بلادنا أصبحت من دول المواجهة برفضها لمشاريع التقزيم والتقسيم والتطبيع والعمالة فما نواجهه منذ سنوات ليس إلا أجندة أمريكية صهيونية واضحة تستهدف المراكز الحضارية للأمة الإسلامية والشعوب الأكثر مقاومة المتمسكة بثقافتها وهويتها والقادرة بحكم إرثها وعنفوانها وقيادتها على الوقوف بكل صلابة في وجه المؤامرات والدسائس والمخططات.