قالت حركة طالبان اليوم الأحد إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء محادثات السلام مع قادتها سيؤدي إلى إزهاق أرواح مزيد من الأمريكيين وخسارة مزيد من الأصول الأمريكية. وأعربت الحركة في الوقت ذاته عن استعدادها لمواصلة المفاوضات نحو تحقيق تسوية سياسية في البلاد، مؤكدة مواصلة القتال حتى انسحاب القوات الأجنبية، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعليق المفاوضات مع الحركة على خلفية مقتل مجند أميركي في إحدى هجماتها. ونقلت قناة “طلوع” الأفغانية عن بيان للحركة أنها “مستعدة للمحادثات حتى النهاية غذا اختيرت التسوية السياسية بدلا من الحرب”، وأضافت أن “قرار إرجاء المفاوضات أثر على سمعة الولاياتالمتحدة وكشف عن موقفها المعادي للسلام”. وكشف بيان الحركة أنه “كان من المقرر انطلاق المباحثات الأفغانية – الأفغانية في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري”. وكان ترامب أعلن عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أمس السبت إلغاء اجتماعات سرية ومنفصلة كان من المقرر أن تعقد في منتجع كامب ديفيد اليوم مع كبار قادة طالبان، ومع الرئيس الأفغاني أشرف غني. وكتب ترامب :”لسوء الحظ، ومن أجل بناء نفوذ زائف، اعترفوا (مسلحو طالبان) بتنفيذ هجوم في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء، و11 شخصا آخرين”. وكتب ترامب على تويتر أيضا :”لقد أوقفت مفاوضات السلام”. وقُتل جنديان من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أحدهما أمريكي والآخر روماني، وعشرة أشخاص آخرين، أمس الأول الخميس عندما نفذت طالبان هجوما بسيارة مفخخة استهدف موقعا أمنيا بالقرب من مقر مهمة “الدعم الحازم” التي يقودها الناتو في كابول. وجاء في بيان الحركة أن إبداء رد فعل على هجوم قبل توقيع اتفاق ينم عن غياب الصبر والتجربة، مضيفة أن هجمات القوات الأمريكية والأفغانية أودت بحياة المئات من الأفغان قبل هجوم كابول. وأضافت طالبان في البيان أنه تم بالفعل التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين وأنهما كانا يستعدان للإعلان عن ذلك قبل قرار ترامب بالانسحاب. ومن جهتها أشادت الحكومة الأفغانية ب”جهود حلفائها الصادقة” الأحد بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء المفاوضات مع حركة طالبان الجارية منذ عام سعيا لوضع حد لأطول حرب تخوضها الولاياتالمتحدة. وفي شوارع كابول وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، لا يبدو أن الأفغان شعروا بخيبة أمل من قرار وقف المفاوضات التي استبعدوا منها. وذكر بيان صدر عن مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني بأن “الحكومة الأفغانية أكدت دائما أن سلاما حقيقيا يمكن تحقيقه إذا كف مقاتلو طالبان عن قتل الأفغان ووافقوا على وقف لإطلاق النار وعلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية”. وفي قرار مفاجىء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء السبت إلغاء قمة كانت مقررة سرا مع قادة حركة طالبان ووقف “مفاوضات السلام” الجارية منذ عام في وقت بدت على وشك التوصل إلى اتفاق تاريخي ينهي نزاعا مستمرا منذ 18 عاما. وبرر قراره بأن طالبان “اعترفت للأسف باعتداء في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء و11 شخصا آخر، سعيا منهم لتكثيف الضغط”. في شوارع كابول، عبر عدد من السكان عن ارتياحهم لهذا النبأ. وقال مير ديل (52 عاما) لوكالة فرانس برس إن “إلغاء المناقشات نبأ جيد. يجب أن يجري حوار بين الأفغان يشارك فيه الناس ويطلعون عليه”. وأضاف “لو قبلت طالبان السلام لأعلنت وقفا لإطلاق النار ولكانت المناقشات حققت تقدما”. وعبرت شابة عن أسفها لأن ترامب ركز على مقتل أميركي لوقف المفاوضات. وقالت ياما سفداري (24 عاما) “لا يفكرون في ذلك عندما يقتل أفغان مدنيون وعسكريون كل يوم”. وعلى موقع فيسبوك، عبر العديد من الأفغان عن ارتياحهم للقرار الأميركي. وكتب أحدهم إقبال احمد نور “لمرة واحدة على الأقل ستندم طالبان ربما على هجماتها وعلى قتل أبرياء”. وكانت الحكومة الأفغانية عبرت مؤخرا عن “قلقها” من التوصل إلى اتفاق لا تكون طرفا فيه. وكان العديد من المسؤولين يخشون أن تتراجع حركة طالبان بعد إبرام اتفاق، في مسألة الحريات العامة وترفض أي تقاسم للسلطة. في كابول، حمل مدير المعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية داود مراديان المفاوض الأميركي زلماي خليل زاد مسؤول فشل العملية. وقال لوكالة فرانس برس إن خليل زاد “لم يستبعد الحكومة الأفغانية فقط (من المفاوضات) بل أطرافا فاعلين مهمين أيضا لواشنطن وحلفاء مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والهند”. كما انتقده “لإعطائه الانطباع بأن الولاياتالمتحدة تريد الرحيل بسرعة سواء طبق الاتفاق أو لم يطبق”.