لم يمنعهما الإندحار العسكري وسقوطهما المريع دينيا وحضاريا وأخلاقيا في المستنقع اليمني منذ تورطهما في شن حربهما العدوانية على اليمن بزعم محاربة ماوصفتاه بالمد الفارسي ونصرة « حكومة الفنادق اللاشرعية « منذ خمس سنوات من مواصلة العدوان على بلد عربي شقيق ومستقل وقتل أبنائه وهدم وتخريب عمرانه والإستمرار في هذا العدوان والتوسع فيه بوتيرة عالية و بنفس الحجج الواهية وترديد الترهات الكاذبة التي بدأت به !. ولم يكن للسعودية وشريكتها الأمارات والدول المتحالفة معهما في هذه الحرب المستعرة على اليمن الحق في التدخل في شؤونه وانتهاك سيادته واحتلال أراضيه وسفك دماء أبنائه بمنتهى الوحشية والهمجية والقسوة وبشكل يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية . وقد تسببت الحرب التي تشنها الرياضوأبوظبي ومن تحالف معهما منذ خمس سنوات على اليمن في خلق وضع كارثي مأساوي في هذا البلد العربي . وأدى استمرار الحرب العدوانية هذه على اليمن في خلق مزيد من المآسي وتفاقم وتدهور الأوضاع الإنسانية واتساع دائرة الفقر والمجاعة وازدياد الأحوال سوء في بلد مضطرب وفقير . بيد أن تمادي ثنائي الشر - السعودية والأمارات - في حربهما الظالمة على اليمن بلا ارعواء ولا حساب قد جعل الحليفتان الخليجيتان تتجاوزان بها كل حد مقبول وممكن ومقبول ومشروع . وقد وصل الأمر بمملكة آل سعود الشريرة وحليفتها دويلة الأمارات ممثلة بمشيخة آل نهيان في أبو ظبي إلى حد الإستهتار بحياة اليمنيين وبكل شيئ في هذا البلد المعتدى عليه. ولم تتردد الرياضوأبوظبي ومن ورائهما أمريكا وبقية دول تحالف العدوان في المضي قدما والإسهام في تقسيمه وتمزيق نسيج اليمن الإجتماعي والعمل على تجزأة المجزأ وتقسيم المقسم في بلد لايكاد يستقر لفترة حتى يعاود الإضطراب مجددا ويشهد دورة عنف يكون على موعد معها كل فترة وأخرى. وما يحصل اليوم على أرض الواقع وما شهدته وتشهده المناطق الجنوبية من اليمن تحديدا حاليا غيض من فيض وجزء لايتجزأ مما خطط له في عواصم صنع القرار الغربي بدول الإستعمار بشأن اليمن منذ أمد بعيد وينفذ هنا بكل حذافيره وتفاصيله. وعلى وقع سقوط الرياض وأبو ظبي المريع في اليمن وفي أعقاب ورطتهما المشتركة واخفاقهما الذريع في هذا البلد تبدوان في وضع شديد الحرج لايحسدان عليه معا جراء استمرار الحرب والعدوان على اليمن دون سبب وجيه ومقبول أو وجه حق يسوغ لهما ذلك. ولعل تطورات الأحداث المتسارعة التي تعصف باليمن قد تقنع الحليفتان والشريكتان في العدوان عليه - السعودية والأمارات بأنهما أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية للخروج من ورطة اليمن بما بحفظ لهما ماتبقى من مياه الوجه والحياء المسفوك بلا معنى ولا جدوى ولا حساب وتجعلهما تلك المسؤولية التاريخية التي تحاولان التنصل منها تحمل كل النتائج التي ترتبت على حربهما العدوانية على اليمن وعدم اعفائهما من تحمل تبعات ماجرى بإعتبارهما شريكان وحليفان أساسيان في العدوان والحرب على اليمن. وإن كانت كلا من السعودية والأمارات المتحمستان أكثر في الحرب على اليمن تبدوان مجرد واجهة وفاترينة للعدوان تنفذان الخطط التي رسمت في واشنطن وتل أبيب وبقية عواصم دول الغرب الحليفة ويقومان بالدور الذي حدد لهما ويعتبران مجرد أداة طيعة بيد الغرب والصهاينة إلا أن السعودية والأمارات تتحملان مع ذلك كل الوزر وأعظمه في اضطلاعهما بحماس في جريمة الحرب والعدوان على اليمن أكثر من الآخرين المنضوين ضمن تحالف دول العدوان. ومع تأكد السقوط السعودي - الأماراتي كل يوم ولحظة في المستنقع اليمني يظل الأكيد المؤكد الذي لامراء فيه ولا جدال ان جرائم ابن سلمان وابن زايد بحق اليمن واليمنيين لن تسقط بالتقادم ولن يمحى من ذاكرة اليمنيين والتاريخ جرائم المعتدين على بلادهم بسهولة وقد تركت فيها وخلدت مايدين المعتدين ويجرمهم ويجعلهم ملاحقين أبد الدهر من لعنات اللاعنين لهم. وما تسببوا به من دمار واسع وهائل للبنى التحتية وانهيار اقتصادي ومآس وكوارث لاتعد ولا تحصى في بلد يعاني أصلا الكثير سيظل شاهد حي على وحشية من أجرموا بحق هذا الوطن العزيز وأهله. والخلاصة أن دول تحالف العدوان على اليمن وعلى رأسهم أمريكا والسعودية والأمارات وشركائهم المعتدين الآخرين لن يمروا جميعا بجرائمهم سالمين غانمين والبد الذي لابد منه ان يحاسبوا حسابا عسيرا على مافعلوه باليمن وأبنائه ولو بعد حين من الدهر وإن أفلتوا من عدالة الأرض ففي السماء رب عادل ومنتقم جبار سيجزيهم الجزاء الذي يستحقونه من عقابه وعذابه الأليم ولا نامت أعين الجبناء !..