وعود على حقيقة الموقف الخليجي المثير للجدل من قضية الحرب الحالية التي تقودها السعودية على اليمن بمشاركة عدد من الدول المتحالفة معها بينها دول عربية واسلامية سنجد بعد الملاحظة والتأمل أن الموقف الخليجي عامة من حرب اليمن والعدوان عليه تكون بفعل التأثير والهيمنة السعودية على منظومة التعاون الخليجي وهو مايبدوا جليا في موقف الكويت والبحرين بصفة خاصة وعلى أساس حسابات خاصة بتلك الدول ونتيجة تبعيتها وارتباطها المباشر بالغرب وخدمة مصالحه في المنطقة والعالم !. ووحدها سلطنة عمان الشقيقة تقف على الحياد ونأت بنفسها عن هذا الذي يحدث في اليمن ولم تشارك شقيقاتها في التعاون الخليجي في الحرب على اليمن ولم تقبل الإنضمام إلى تحالف الدول المعتدية على شعبه وأكدت موقفها الصريح والواضح الرافض للحرب وأبدت الحرص على ايجاد تسوية سلمية للأزمة اليمنية وقدمت عدة مبادرات واستضافت على أراضيها بعض المشاورات والمفاوضات السلمية لحلحلة المعضلة أو الأزمة اليمنية كما قدمت ولا زالت المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في اليمن . وأكدت سلطنة عمان حرصها على التأليف بين الفرقاء السياسيين في اليمن دون جدوى من خلال اتصالها المباشر بكافة الأطراف المعنية بالصراع اليمني - اليمني وتتمتع السلطنة بمصداقية وثقة لدى الجميع نظرا لإعتماد سياستها الخارجية وتبنيها دوما موقف الحياد من كافة قضايا الصراع والأزملت الناشبة في المنطقة والعالم والنأي بنفسها عن التجاذبات والإستقطابات والتحالفات فيها وهي بهذا الموقف والخيار الإستراتيجي تبدوا استثناء بين مثيلاتها من الدول العربية والأجنبية أكسبها احترام الجميع . وهناك دول للأسف أقحمت نفسها في قضية الحرب والعدوان على اليمن بطريقة وصورة غير منطقية ولا مقنعة وتورطت في صراع لاطائل لها منه كمملكة المغرب وباكستان وماليزيا وتركيا وغيرها وإن كان الدافع الإقتصادي والإغراءات المالية السعودية والخليجية هي العامل الأقوى لتورطها في هكذا صراع واشتراكها في الحرب على اليمن والعدوان على شعبه مقابل مايدفع لها من امراء ومشائخ النفط في الخليج شأنها في ذلك شأن عصابات المرتزقة المعروفة في العالم التي يقبل أفرادها وعناصرها الإقدام على قتل أبرياء ليس بينهم وبين هؤلاء عداوة وسابق معرفة مقابل اموال تدفع لهم من ممولي عمليات القتل وسفك الدماء . وقد أكدت هذه الدول بمثل هذه التصرفات والمواقف المخزية أنها أقرب إلى تلك العصابات منها إلى الدول التي تحترم نفسها وشعوبها وتاريخها وسمعتها والمبادئ التي تمثلها وأنه لافرق بينها وبين تلك العصابات الإجرامية الماأجورة إلا في أشياء بسيطة !. وإن كانت السعودية وحليفتها وشريكتها الأساسية في جريمة الحرب والعدوان على اليمن تتحملان المسؤولية التاريخية والوزر الأكبر في ارتكاب هذه الجريمة المدانة والمستمرة منذ أربع سنوات كما يبدوا في ظاهر الأمر والمعروف والمكشوف للعامة فهناك دول أخرى تتحمل نفس الوزر ومسؤولة مسؤولية مباشرة وغير مباشرة عن قتل اليمنيين وسفك دمائهم بلا ذنب وتعاظم هذه المأساة والكارثة الإنسانية الماثلة للعيان جراء استمرار الحرب منها دول قبلت التحالف مع السعودية والأمارات معروفة بأسمائها وصفاتها والإشتراك معهما في الحرب العدوانية على اليمن مقابل ملايين من الدولارات تدفع لها ودون أن يكون بينها وبين اليمن أي عداوة أو مشكلة ومنها دول لها أجندتها وحساباتها ومصالحها واستراتيجيتها وهي دول كبرى معروفة على مستوى العالم كاالولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا وغيرها وهذه الأخيرة لاسيما أمريكا وبريطانيا وفرنسا شريك أساسي وداعم مباشر للسعودية والأمارات في الحرب على اليمن . وبحسب تقارير غربية رسمية وتصريحات لمسؤولين كبار من هذه الدول من بينهم الرئيس ترامب لولا الدعم والإسناد والحماية الأمريكية للسعودية لما صمدت واستمرت اسبوع. ووفقا لنفس المصادر فأمريكا وبريطانيا ومعهما إسرائيل من وضعت ورسمت خطة الحرب الحالية على اليمن التي تشنها وتقودها السعودية في الظاهر . ولولا الدعم والإسناد الفني واللوجستي الأمريكي المباشر للرياض ماتمكنت طائرة حربية سعودية من المجيئ وقطع الاف الكيلو مترات لقصف اهداف في العمق اليمني. وبمعنى آخر أكثر وضوحا فلا تعدو السعودية والأمارات عن كونهما مجرد اداة بيد واشنطن والغرب تنفذان مايرسم ويطلب منهما تنفيذه. فالخبراء العسكريين الذين وضعوا خطة الحرب الحالية على اليمن ويشرفون على سير عملياتها العسكرية برا وجوا وبحرا أمريكان وبريطانيين وصهاينة وما يتم قصفه من اهداف في اليمن من قبل طائرات تحالف دول العدوان لايتم الا بناءا واستنادا على الخرائط والمعلومات المقدمة من الأقمار الصناعية الأمريكية بل إن كل شيئ يحدث على الأرض لايتم الا بتوجيه واشراف وموافقة أمريكية . ولا يختلف اثنان ان الحرب الحالية على اليمن قد عرت النظام السعودي المتعجرف وأظهرت مملكة آل سعود الوهابية أضعف من القش وأوهن من بيت العنكبوت لاسيما وقد عجزت عن تحقيق اهدافها المبتغاة من حرب اليمن وأخفقت بمن معها من حلفاء عن كسر ارادة هذا الشعب وتطويعه واخضاعه واجباره على الإستسلام والركوع والتخلي عن خياراته وسيادته الوطنية ووجدت نفسها في ورطة كبيرة لم تحسب عواقبها ونتائجها وتداعياتها القريبة والبعيدة وستدفع ثمن هذه الورطة وقد بدأت بالفعل غاليا وباهضا وقائمة الحساب المفتوح على كل احتمال اطول مما تصوره طائشها الأرعن ولي عهدها المغامر محمد بن سلمان ومن زينوا له التورط في مثل هكذا ورطة !. ..... يتبع .....