# ومثلما كان للسعودية حساباتها الخاصة وأهدافها الظاهرة والخفية من وراء الحرب الحالية على اليمن والتي تسببت بحسب منظمات وتقارير دولية في سلسلة متواصلة ومستمرة من الكوارث والمآسي في هذا البلد فقد كان في المقابل للدول الأخرى المشاركة في هذه الحرب على اليمن ومن بينها دولة الأمارات الحليف والشريك الأساسي للرياض في العدوان على اليمن حساباتها وأجندتها ومصالحها وأهدافها والتي تحركت وانضمت لحلف العدوان على أساسها وبدافع قوي منها . ومن المعلوم أن السعودية لم تستطع في كل الأحوال أن تحقق أهدافها ومراميها الخبيثة التي تضر بمصالح اليمن وتزعزع أمنه واستقراره عبر تآمراتها السابقة والكثيرة على اليمن خلال المائة سنة الأخيرة والتي عبرت عنها بعدد من المواقف العدائية من قضايا تمس الواقع والداخل اليمني بشكل مباشر وصولا إلى هذه الحرب العدوانية الحالية على بلد شقيق وجار . ولا يختلف اثنان على ان السعودية قد أكدت بحربها العدوانية الحالية على اليمن مدى الكراهية التي يكنها نظامها الملكي لشعب اليمن والحقد عليه وعلى تاريخه وبغضها وحقدها على كل مايمثله ويجسده هذا البلد من تاريخ ومن معان سامية تفتقدها ولا أحسبها موجودة في قاموسها وتاريخها الأكثر سوداوية وقتامة وإثارة للجدل !.وقد جنت السعودية من حيث لاتحتسب ولا تدري على سمعتها ومكانتها العربية والإسلامية والإقليمية والدولية بورطة الحرب على اليمن وأرادت بها خدمة مصالح فأضاعتها وعرضت البعض منها للخطر والتهديد وخانتها بذلك سوء التقديرات والحسابات الجزافية الخاطئة ووجدت نفسها غرقى في وحل ومستنقع حرب اليمن وأقدام جنودها المتجمجمين والمنكسرين والمنهزمين تسيخ في رمل اليمن الملتهب والمشتعل غضبا وسخطا ونقمة على من حملتهم وقادتهم خطاهم المتعثرة غزاة لأرض بلد شقيق وجار لهم تحت شعارات ورايات كاذبة مخادعة إوصلت الرياض اليوم بعد اربعة اعوام من الحرب الضروس إلى طريق مسدود او مفترق طرق وجعلت الدائرة تدور عليها من أكثر من جانب. بل إن فرص الرياض قد تلاشت في تحقيق ولو أقل قدر من النجاح المأمول في حرب اليمن وفي الأيام المقبلة الكثير من المفاجآت الغير سارة للسعودية وحلغاء العدوان والحرب على اليمن .وهناك قناعة كبيرة بدأت تترسخ لدى ولي العهد محمد بن سلمان وجوقته المغامرة في منظومة الحكم السعودي الملكي بأن حرب اليمن الحالية كانت أكبر ورطة لمملكة آل سعود وأعظم تحد واجهته المملكة منذ انشائها قبل أكثر من مائة عام .ويعرف قادة المملكة هذه قبل غيرهم ان خيار الحرب على اليمن وعلى النحو الذي جرى ويجري حاليا قد جلب عليهم وعليها من الخسران المبين مالم يكن متوقعا ولا في الحسبان حيث ارتفعت وتضاعفت الخسائر الإقتصادية بوجه خاص جراء هذه الحرب واستمرارها لتصل إلى اعلى مستوى وحد . ووجدت الرياض نفسها وهي تهدر عشرات بل مئات المليارات من الدولارات انفقتها على حرب خاسرة لم تحقق لها مكسبا يستحق هذا الحجم الكبير من الإنفاق إلى جانب ان هذه الحرب جعلت مملكة الشر هذه مدانة وملاحقة وفرارة أيضا من مواجهة وتحمل أعباء مسؤولياتها الدينية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن ماخلفته هذه الحرب المجنونة على اليمن من مآس فظيعة وما تسببت به من كوارث تلقي بظلالها القاتمة على اليمن واليمنيين بشكل كبير ولافت ..ولا يختلف حال الدول الأخرى المشاركة في العدوان والحرب على اليمن عن حال مملكة آل سعود فيما يتعلق بشأن تلك الحرب ومسؤولياتها عن جرائمها المرتكبة والوضغ الكارثي المأساوي الذي خلقته في بلد فقير ونامي كااليمن .على أن المصالح السياسية والإقتصادية وحتى العسكرية التي حركت ودفعت نظام آل سعود للمشاركة في الحرب على اليمن هي ذات المصالح والحسابات التي دفعت شركاء الرياض وحلفائها لمشاطرتها عدوانها على اليمن وإن اختلفت في بعض الجوانب والتفاصيل وتباينت احجامها ومستوياتها تبعا لطبيعة وحجم الدور والمسؤولية في الإشتراك في تنفيذ جريمة العدوان على شعب وبلد عربي مسلم يتمتع بالإستقلال والسيادة على ترابه الوطني وجرت وتجري فيه امور داخلية صرفة لاشأن ولا دخل للخارج بها. وتأسيسا على ماتقدم يمكن القول اجمالا : إن كل دولة من الدول التي لبت نداء الرياض و تحالفت مع السعودية في حربها الحالية على اليمن كان لكل دولة منها مصالحها وحساباتها وأهدافها التي تبتغي تحقيقها بهذه الحرب حتى ولو خالفت بذلك شرائع السماء والأرض وخالفت كل المبادئ والقيم السامية التي تزايد وتتشدق بها آناء الليل وأطراف النهار كما تفعل الولاياتالمتحدةالأمريكية الراعي الأول والأساسي للإرهاب في العالم ودول الغرب الأخرى التي تتحدث كذبا وزورا وبهتانا عن ضرورة احترام حقوق الإنسان وترفع شعاراتها وهي في الواقع لاترعوي عن انتهاكاتها بصور شتى خاصة في العالم العربي والإسلامي من خلال الحروب التي تشارك فيها ضد بعض دوله وتشجيع ودعم انظمة ديكتاتورية فيها لاتحترم حقوق الإنسان ولا تصان فيها البتة. ولكي نكون أكثر وضوحا فيما يتعلق بالجانب السياسي والمصلحي بالحرب على اليمن بالنسبة للدول الحليفة للرياض فيها فهذا شأن لم يعد بالمخفي والسري وقد كشفت حقيقته ونقابه وبان للجميع جليا عيانا جهارا وصارت الدول المعنية به لاتخجل من التحدث عنه والخوض في اكثر تفاصيله رهبة منها ورغبة. ...... يتبع .....