لطالما عاش الإنسان اليمني سنوات البؤس والحرمان من السعادة، وعُرف عنه تحمل المصائب مهما كان حجمها، تعدد عليه البلاء وحمد الله على ذلك ، استوطنه الجوع وأنهكته الحرب ، التمسك بقشة الأمل من المميزات التي لم يرمها في قاع الهجران ، واصل السير في منحدرات الزمن رغم العوائق والمنعرجات ، أصبحت أحلامه متعلقة بأسطوانة غاز او بكسرة خبز ، شيء واحد اثبت انه اكسير السعادة ومصدر الفرح ، انها كرة القدم التي جعلت من هذا الانسان القابع في ركن من اركان الخريطة يفرح بعد الحزن ويعيش جو السعادة بعد البؤس! منتخب الناشئين الوطني اسعد الملايين بالأداء والنتيجة واللعب الرجولي ، الموطن الذي نظن انه لا يفقه في كرة القدم اكتشفنا خلال مباريات المنتخبات الوطنية خصوصا في هذا مباريات هذا الشهر أنهُ يفهم ادق تفاصيل كرة القدم ، ولديه درايه بالهجمات المرتدة والمعاكسة ، وضربة الجزاء والركنية والتماس ، حتى وصل به الثقافة الكروية الى التحدث عن « الكوبري والدبل كي « وكذلك عن الكرات الساقطة والمباغتة وغيرها من مصطلحات كرة القدم ، هكذا عاش المواطن اليمني التعيس أياماً سعيدة مع كرة القدم وأحلامها التي لاتنقطع ، لقد أحس برد قاسي للأثرياء عبر هذه القطعة المدورة والمصنوعة من الجلد.. اذا لابد لنا هنا الى شكر هذه الرياضة الفريدة صاحبة العشق المنقطع النظير ، معشوقة الجماهير ايقونة الحياة التي لو لها لن نشاهد هذه الوحدة الوطنية التي تحدث خلال تسعين دقيقة ، كلهم تابعوا مباراة المنتخب وشجعوه وصفقوا عند الهدف او الهجمات الخطيرة ، نحتاج نحن المواطنين الى مطرب يغني اغنية تخُلد في اسماعنا ، أو لاعب كرة يسجل هدفا لن تنساه ذاكرتنا ، دعونا نفرح بالرياضة .