هاهي آخر أيام العام 2014 تلفظ أنفاسها، وهانحن نودع عاماً كان عصيباً على بلادنا كما هي عادة الأعوام الأخيرة بسبب الوضع السياسي المعقد والمحير الذي عاشته ومازالت تعيشه اليمن.. وفي مثل وضع مثل هذا فإن ممارسة كرة القدم يعد إنجازاً كبيراً وكذلك الحال ببقية الرياضات والنتائج السلبية التي حققتها رياضتنا في مشاركاتها الخارجية هي نتيجة وانعكاس للوضع المأساوي للبلد.. سنوات ونحن نمني أنفسنا بنهضة رياضية في اليمن، ولكن للأسف فرياضتتا تسير من سيئ إلى أسوأ وخصوصاً كرة القدم.. وانظروا إلى تصنيف منتخبنا الوطني لكرة القدم أين وصل وأين حل، فنحن في المركز 176 ونحن من سبقنا دولاً في ممارسة كرة القدم والآن لا يمكن مقارنة كرتنا بكرتها ولا واقعنا الرياضي بواقعها.. مارسنا كرة القدم وهناك دول مازال سكانها يقطنون الخيم ولا يعرفون شيئاً عن مسمى كرة القدم، ولأن الزمن غدار فقد سبقنا أشقاءنا في بعض الدول بعد أن كانوا متخلفين عنا رياضياً فبنوا المنشآت الرياضية والملاعب الكروية واهتموا بالشباب وأنديتهم ووضعوا لأنفسهم خططاً وأهدافاً للنهوض برياضتهم وكرتهم فمنهم من وصل للعالمية ومنهم من نافس للوصول إليها. أما نحن فقدرنا وضعنا مع لصوص للأسف لم يزيدوا رياضتنا إلا تدهورا وتراجعا وتخلفا رغم المليارات التي أنفقت ولكن إلى جيوب حمران العيون، وكلما منينا أنفسنا وتفاءلنا بالقادم إلا أننا للأسف نتحسر على اللصوص السابقين وهكذا ونتمنى عودتهم بعد أن نذوق الويلات ممن خلفهم وتولى مقاليد الشأن الرياضي. وكما يقال: ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ مازال الأمل يحدونا بأن تشهد بلادنا نهضة كروية يوماً ما.. ونحن على أعتاب عام جديد وقد ودعنا كذلك آخر مضى دون إنجاز أو بصمة للرياضة اليمنية ولكرة القدم على وجه الخصوص. عام فاجأنا فيه منتخب الشباب بفوز على منتخب إيران وحلمنا بأن نتأهل للدور الثاني ومن ثم الوصول إلى كأس العالم للشباب، لكن الحلم ضاع وتبخر في خمس دقائق وكأن قدر كرتنا ألا تفرح. عام كان فوزنا على إيران هو الحدث الأبرز وحصولنا على نقطتين في كأس الخليج هو الإنجاز الأكبر لكرتنا الكسيحة والمغلوبه على أمرها. ومع إشراقة عام جديد فكل الأمنيات أن نرى الكرة اليمنية بصورة مختلفه عن السنوات السابقة وأن نرى منتخبا يمنيا متطورا ودوري يمني قوي وعودة للجماهير اليمنية إلى الملاعب التي تحن كثيراً لتلك الجماهير الوفية التي قهرتها ظروف الحياة وأوضاع البلاد إلى هجران الملاعب المحلية والتوجه نحو متابعة الدوريات العالمية التي أصبحت ملاذ كثير من الرياضيين من أبناء هذا الوطن الذي جلبت لهم رياضته الهم والغم والحسرات. أتمنى من الله عز وجل أن يكون العام الجديد عام تقدم لرياضتنا في كل المجالات وأتمنى ألا أسمع أن منتخبات وفرق كرة الطائرة وكرة السلة قد عادت لأرض الوطن بنكسات ونكبات وبنتائج مخزية وفضائح مدوية، وأتمنى أن أسمع أن فريق الصقر قد ضمن لبلدنا مقعدا في دور المجموعات في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وأتمنى أن أرى منتخبنا وهو يحقق الانتصارات في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا. أتمنى أن أرى اتحاد كرة القدم وهو يعمل عملا مؤسسيا ويترك العشوائية ويحافظ على انتظام بطولة الدوري. أتمنى أن أسمع عن تعشيب عدد من الملاعب الترابية للفرق التي لاتزال تلعب وتتدرب على ملاعبها الترابية وعن خروج المليشيات المسلحة من بعض الملاعب التي احتلتها. أحلم بأن يصبح معنا دوري للمحترفين بحق وحقيقة والناس يتهافتون على الذهاب إلى الملاعب لمشاهدة مباريات الدوري اليمني أو متابعته من خلف شاشات التلفاز.. وأحلم بأن أسمع شبابا من مصر وهم يتساءون عن موعد مباراة الأهلي والوحدة وشبابا من السعودية وهم يتوقعون نتيجة الصقر مع التلال وفي الإمارات يتجادلون حول لقاء الشعب والاتحاد. كم أحلم بأن بي إن سبورت وإم بي سي برو وأبو ظبي الرياضية يتنافسن من أجل الحصول على حقوق بث مباريات الدوري اليمني والشركات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط تتنافس من أجل أن تلعب فرقنا بشعاراتها.. أعرف أن كل من سيقرأ هذا المقال سيرى فيه مبالغة كبيرة وأضغاث أحلام، فالواقع شيء والحلم شيء لكنها أحلام ليست مستحيلة فقد تحققت في السعودية وقطر والإمارات والسبب أن هناك ناس فاهمة ماذا تعمل ومخلصة ومؤدية عملها بأمانة، وهنا أناس لا تفقه في الرياضة شيئا سوى النهب والفيد والوساطة والمحسوبية وبمثل هذه العقول مستحيل أن تنهض رياضتنا وكرتنا. من الصعب أن تحدث كل الأمنيات تلك في عام ولكن من السهل أن نؤسس لها إذا وجدت النية والعزيمة. أتمنى أن يكون العام القادم عاماً للنهضة الرياضية في كافة المجالات وعاما لانطلاقة الكرة اليمنية إلى الأمام وأن يكون عاما مميزا في المجال الكروي ينسينا نكسات الأعوام والسنوات العجاف السابقة وأن يكون عاما سعيدا على المستوى الرياضي.. وكل عام والجميع بخير.