استخدم علماء الآثار في كرواتيا كلابا خاصة مدربة على اكتشاف رفات ومقابر البشر للعثور على مقبرة تعود إلى العصر الحديدي وعمرها ثلاثة آلاف سنة. تفيد مجلة Journal of Archaeological Method and Theory، بأن قدرة الكلاب على الإحساس برائحة رفات البشر تستخدم على نطاق واسع في كشف الجرائم. لذلك قرر علماء الآثار في كرواتيا الاستعانة بهذه الكلاب للعثور على المقابر القديمة. وقد عثر علماء الآثار خلال عمليات الحفر الجارية بالقرب من قرية درفيسكا القديمة، التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، على ثلاث مقابر قديمة على ساحل بحر الادرياتيك. وبدأت عملية استخدام الكلاب من قبل علماء الآثار عام 2015، عندما جلبت أندريا بينتار أربعة كلاب ألمانية من جنس German Shepherd Dog إلى الميدان واختبروها أولا فيما إذا كانت تستطيع العثور على القبور القديمة. وفعلا تمكنت هذه الكلاب من اكتشاف المقابر الثلاثة ، على الرغم من إزالة العظام والتحف منها قبل عام ، وتعرضها للرياح والشمس والمطر. وقد أقنعت نتائج هذا الاختبار علماء الآثار بإمكانية استخدام الكلاب في الكشف عن المقابر القديمة، لأنها تشعر بالمركبات العضوية الطيارة الموجودة في مسامات الصخور المحيطة بالقبور. وبعد هذا اعتمد علماء الآثار على مساعدة الكلاب لاحقا في اكتشاف ستة مقابر أخرى. وقبل البدء بعمليات الحفر كان العلماء في كل مرة يستخدمون على الأقل اثنين من الكلاب للتأكد من المكان الذي يفترض وجود المقبرة فيه. وكانت الكلاب في كل مرة تحدد المكان بدقة عالية، رغم أن المقابر مجرد هياكل مستديرة بجدران حجرية وفي وسطها تابوت حجري مع أجزاء صغيرة من الهيكل العظمي مثل الأصابع أو الأيدي أو الأرجل لعدد من الأشخاص. ووفقا لرأي العلماء، هذا الرفات يعود إلى عدة أجيال لعائلة واحدة. كما عثر في التوابيت على قطع أثرية مختلفة. وبحسب علماء الآثار، قد يصبح استخدام الكلاب، وسيلة جيدة للعثور على مواقع أثرية تضاف إلى استخدام الرادارات الجيولوجية، والمقاومة الكهربائية أو الاستشعار عن بعد.
